«بندقية الكلاشنكوف» لمايكل هوجز... رحلة سلاح في الحروب

نشر في 27-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 27-01-2014 | 00:01
No Image Caption
صدرت عن دار «نون للنشر» الترجمة العربية الأولى من كتاب «بندقية الكلاشنكوف» للكاتب مايكل هوجز وبعنوان فرعي «رحلة سلاح من حروب التحرير إلى حروب العصابات/ فيتنام، السودان، فلسطين، أفغانستان، العراق، أميركا»، من ترجمة حربي محسن عبدالله ومحمد مصطفى مقداد، ومراجعة فائز نمرود داوود.
يروي كتاب {بندقية الكلاشنكوف} سيرة بندقية ساهمت بفضل خصائصها في تغيير كثير من أحداث التاريخ والعالم، خصائص دفعتها إلى السير قُدماً في رحلتها عبر المراحل الثلاث التي سيتتبعها الكتاب. أولاً، كسلاح مكّن الاتحاد السوفياتي (الشيوعي) من السيطرة على مناطق شاسعة اكتسبها من نصره على ألمانيا النازية الهتلرية؛ ثانياً، كأيقونة لثورات العالم الثالث؛ وأخيراً، في يد أسامة بن لادن كعلامة لقائد الإرهاب العالمي وتنظيم القاعدة، والسلاح الأكثر انتشاراً في العالم.

يبدأ الكتاب بعرض تسلسل زمني للأحداث التي واكبت نشأة هذه البندقية وتطورها، ابتداء من ميخائيل كَلاشنكوف الذي توفي أواخر ديسمبر الفائت عن عمر يناهز 94 عاماً، وفوزه عام 1947 بمسابقة تصميم البندقية الهجومية السوفياتية، وتبني الجيش السوفياتي الطراز AK47، مروراً بعام 1956 الذي شهد أوسع انتشار لهذه البندقية حتى وصلت لدى الحلفاء في أوروبا الشرقية وساهمت في قمع الثورة الهنغارية من الجيش السوفياتي. ومن ثم تأسيس معامل لتصنيع البندقية في الصين الشيوعية. ليتطرق الكتاب أيضاً إلى دورها في الثورة الفيتنامية في قلب المعادلة ضد الأميركيين نتيجة التسليح السوفياتي للثوار بهذه البندقية، ودورها في حرب الأيام الستة في تمكين إسرائيل من احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان، كذلك دورها في معركة الكرامة عام 1968 لصالح الفدائيين ضد الجيش الإسرائيلي، وعملية ميونخ عام 1972 التي نفذتها منظمة {أيلول الأسود} وأودت بحياة 11 رياضياً إسرائيلياً في دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ... وأحداث عالمية أخرى كان للكلاشنكوف دور في إحداث تغير فيها.

بساطة شديدة

في مقدمة الكتاب يشير الكاتب إلى أن بندقية AK47 «كلاشنكوف} التي من المفترض أن تكون الآن في كومة الخردةِ أو مزبلةِ التاريخ، بعدما أصبحت في عمر الستين عاماً وباتت تفتقر إلى الدقة لكونها قديمة الطراز مقارنةً بالبنادق الهجومية المصنعة من البلاستيك والكاربون التي يستخدمها الجيشان الأميركي والبريطاني اليوم... لم تكن البندقية الهجومية الأولى النصف آلية التي تُستخدم في ساحات الوغى. المثيرة للجدل كانت بندقية MP43 ، تلك البندقية الألمانية التي استخدمت ضد الروس خلال الحرب العالمية الثانية.

 كذلك لم تكن بندقية AK47 السلاح الأكثر تعقيداً في عصره، فقد كان نظام الإطلاق الناري تقنية أساسية معروفة حتى في الأربعينيات. مع ذلك فإن البساطة الشديدة لهذه البندقية هي ما دفعها إلى تحقيق النجاح: ثماني قطع قابلة للفك والتركيب، رخيصة التصنيع وسهلة الاستخدام. في الحقيقة، إنها سهلة جداً لأي مقاتل، طفلاً كان أو راشداً كي يطيح بأي هدف عبر تدميره بإطلاق 650 طلقة في الدقيقة بعد عملية تدريب أولية.

 يمكن لهذه البندقية أن تُفككْ بدقيقةٍ وتُنظف بسرعة وبكل الظروف المناخية تقريباً. حتى لو لم تكن نظيفة، فإنها تبقى الأكثر قدرة على الإطلاق من منافساتها في حالات مشابهة في ساحة المعركة.

ضمن هذه المعايير التي يتتبعها الكاتب حول تلك البندقية الخطيرة التي من الممكن أن تكون البندقية الأكثر استخداماً في العالم وبالتالي الأكثر فتكاً، لدرجة أنه لمجرد أن {تشغّلْ المذياع أو التلفزيون لسماع الأخبار ستسمع مراسلاً يتحدث عن مهاجمين يحملون أسلحة هجومية من نوع الكلاشنكوف أو متمردين مسلحين ببنادق AK47. التقط أي جريدة واسعة الانتشار أو صحيفة تهتمّ بموجز الأخبار وستجد على الأقل صورة لبندقية AK47، غالباً ما ستكون الصورة في الصفحة الأولى، أحياناً تختبئ في الداخل، في صفحات الأخبار العالمية. بل حتى إن لم تكن تعرف أي شيء عن الأسلحة ستتعرف بشكل غريزي إلى المخزن المقوّس المميز لذخيرة الكلاشنكوف.

يُذكر أن مايكل هوجز مؤلف وصحافي بريطاني. سبق أن نال جائزة العمود الصحافي في عام 2008، كذلك نال جائزة الحملة الإعلامية للمساواة بين الأعراق في عام 2006، وتُرجِم كتابه عن بندقية الكلاشنِكوف إلى عدد من اللغات، وانتقته مجلة {نيويوركر} كأفضل اختيار في أسبوع الكتب.

back to top