فجر يوم جديد: {أسرار عائلية}!
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
خرق هاني فوزي شروط العقد غير المكتوب بين المخرج والجمهور عندما تخلى عن التلميح، الذي يحترم ذكاء المتلقي ومشاعره، ولجأ إلى التصريح الفج، الذي يؤذي الأحاسيس ويثير النفور في النفوس، وليته اكتفى بإبداء تعاطفه مع حالة مرضية شديدة التعقيد بقوله إن الأمل في شفاء المثليين كبير، أو استمر في تشخيصه الناجح للظاهرة بإرجاعها إلى فشل المؤسسة العائلية (سفر الأب وتسلط الأم وغياب الرقابة عن الأبناء) والمؤسسة التعليمية (التعامل مع الطلبة بسخرية ولامبالاة) والمؤسسة الدينية (التلويح بالعقاب الإلهي وعلامات الساعة من دون الوصول إلى لغة تفاهم وحوار). لكنه بدلاً من أن يُعري المسكوت عنه في المجتمع أساء إلى نفسه وإلى الجمهور بتقديم مشهد مقزز للبطل وهو يبصق في كوب الليمون الخاص بالمدرس كنوع من الانتقام، وأنجز عملاً أقرب إلى السهرة التلفزيونية، أو الحملات الدعائية التي تمولها وزارة الصحة للتحذير من الأمراض الوبائية. وباستثناء اختيار الوجه الجديد محمد مهران الذي جسد دور الشاب المثلي «مروان» والوجه الجديد بسنت شوقي التي أدت دور الشقيقة «أمنية»، لا يمكن القول إن فوزي قدم إضافة من أي نوع، بل ورط نفسه كثيراً عندما زعم أن «حذف أي مشاهد سيؤدي إلى تشويه الفيلم، والتأثير سلباً على سياق الأحداث التسلسلي ومضمونه، والقضية التي يطرحها»، وهي المزاعم الباطلة التي فضحتها الألفاظ القبيحة، واللقطات الدخيلة التي لا يمكن القول إنها تدخل في إطار حرية الرأي والإبداع!فشل الكاتب الموهوب هاني فوزي في أن يُصبح مخرجاً، في ظل لغة تقليدية، وإمكانات إنتاجية متواضعة، فضلاً عن موسيقى هي تنويعة على ثيمة واحدة تكررت كثيراً في موسيقى راجح داود، وبدلاً من أن يراجع فوزي نفسه ويعترف بخطئه ويُدرك أن طموحه لا يرتكن إلى أرضية صلبة، ارتمى في أحضان «فرقعة» إعلامية أساءت إليه وخصمت من رصيده، وهو ما يدعوني إلى أن أنصحه صادقاً بأن يعود إلى بيته الحقيقي كمؤلف ويترك مهنة الإخراج التي لا يجيدها ويبدو غير ملم بقواعدها، وقبل هذا أحاسيسها. كذلك أطالبه بأن يبدأ من تلقاء نفسه في حذف كل ما هو فظ وغليظ وقبيح في «أسرار عائلية» من دون أن ينجرف وراء «وهم» أنه يتعرض لمؤامرة أو خطة تُحاك في الظلام لإقصائه بعيداً عن قائمة مخرجي السينما المصرية!