تواصل القوات العراقية مدعومة بغطاء جوي كثيف لليوم الثالث على التوالي معارك عنيفة مع مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) والمسلحين المتحالفين معه عند أطراف مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين في أكبر عملية برية تنفذها هذه القوات منذ بداية هجوم المسلحين.

Ad

وبحسب الحكومة العراقية فقد أحكمت القوات الحكومية السيطرة على مدخلي المدينة الجنوبي والغربي وسط اشتباكات متواصلة مع المسلحين الذين نفوا تقدم الجيش العراقي مؤكدين انه انسحب جنوب المدينة.

وقال ضابط في الجيش العراقي أمس، إن «قواتنا تقدمت من المدخل الجنوبي وأحكمت السيطرة على الطريق الرئيسي المؤدي الى المدينة»، بعد يومين من وصول هذه القوات الى المدخل الغربي لتكريت شمال بغداد، مؤكدا أن «القوات استعادت جميع الطرق المؤدية الى تكريت ولم يبق سوى اقتحام المدينة برا».

«سبايكر» و«دولة الخلافة»

وساد تضارب في الأنباء بشأن الطرف الذي يسيطر على قاعدة «سبايكر» العسكرية الواقعة في شمال مدينة تكريت والتي تحتوي على مدافع ودبابات، وقال متحدث عسكري حكومي ان القوات العراقية استرجعتها من عناصر «داعش»، في حين اعلن مسلحو العشائر انهم يسيطرون عليها.

في غضون ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم قيادة الجيش العراقي قاسم عطا أمس، إن «إعلان جماعة مسلحة الخلافة الإسلامية في المناطق التي سيطرت عليها هذا الشهر في العراق وسورية رسالة بأن الجماعة أصبحت تمثل تهديدا لجميع الدول».

بعقوبة وبيجي

وأعلنت الشرطة العراقية أن 20 شخصا غالبيتهم من عناصر تنظيم داعش قتلوا وأصيب سبعة آخرون في سلسلة حوادث شهدتها مناطق متفرقة في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى.

كما قتل ضابط برتبة رائد وجندي، وأصيب ثمانية جنود بجروح اثر انفجار أربع عبوات ناسفة بالتزامن كانت موضوعة عند الخط السريع الذي يربط بين سامراء وتكريت، مستهدفة رتلا للجيش.  

وفي محافظة صلاح الدين، أفاد شهود عيان بأن ستة مدنيين قتلوا أمس، وأصيب 13 آخرون في قصف لمروحيات للجيش العراقي لمنازل متفرقة تابعة لناحية بيجي التابعة للمحافظة.

وفي محافظة كركوك، اشار تقرير عراقي أمس، الى قيام مسلحي داعش بقتل 30 مسلحا وأسر 33 آخرين من قوة تابعة لقوات «بدر» جنوب غربي كركوك.

إلى ذلك، قال مصدر في مجلس محافظة الأنبار أمس، إن «عشرات الأسر من مدينة عانة غرب الأنبار نزحت بسبب استمرار سقوط قذائف الهاون على منازلهم وخشية من تصرفات عناصر داعش». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «هذه الأسر توجهت الى مناطق زراعية لا يوجد فيها قتال إضافة الى مناطق أخرى من مدن الرمادي وهيت وحديثة ومناطق شمالي العراق».

البرلمان

على صعيد آخر، تسود حالة من الترقب بانتظار انعقاد البرلمان العراقي الجديد اليوم لانتخاب الرؤساء الثلاثة: رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة.

وأفادت مصادر عن التوصل إلى توافق حول الرئاسات الثلاث بين الكتل الرئيسية، يمنح برهم صالح رئاسة الجمهورية وسليم الجبوري رئاسة مجلس النواب وطارق نجم لرئاسة الحكومة.

في حين لم يتأكد بعد أن النصاب سيتأمن لانعقاد الجلسة جدد ائتلاف «الوطنية» الذي يقوده رئيس الحكومة الأسبق اياد علاوي موقفه الداعي الى مقاطعة الجلسة الأولى للبرلمان «ما لم توضع خارطة طريق تعالج الأوضاع المتردية في البلاد».

في المقابل، قال النائب عن كتلة الأحرار النيابية التابعة للتيار الصدري حاكم الزاملي أمس، إن «مكونات التحالف الوطني اتفقت على أن تكون شخصية رئيس الوزراء المقبل مقبولة من جميع الشركاء السياسيين»، مبينا أن «اليومين المقبلين سيشهدان التوصل الى نتائج ايجابية بخصوص اختيار رئيس الوزراء من التحالف الوطني باعتباره الكتلة الكبرى في البرلمان».

وأضاف الزاملي أن «وفدا من كتلة الأحرار ذهب الى إقليم كردستان العراق للتفاوض حول آلية تشكيل الحكومة وبحث الوضع الأمني والسياسي في البلاد»، مشيرا الى أن «المناصب الوزارية لم تناقش في اللقاءات السياسية داخل التحالف الوطني أو خارجه».

وينص الدستور العراقي على ان يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال ثلاثين يوما من تاريخ اول انعقاد للمجلس، علما ان عملية انتخاب احد المرشحين للرئاسة تكون بأغلبية ثلثي عدد اعضاء البرلمان.

وإذا لم يحصل اي من المرشحين على الاغلبية المطلوبة من الاصوات، يتم التنافس بين المرشحين الاثنين الحاصلين على اعلى الاصوات ويفوز من يحصل على اكثرية الاصوات في الاقتراع الثاني.

ويكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الاكثر عددا تشكيلَ مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوما من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية، على ان يتولى رئيس مجلس الوزراء المكلف تسمية اعضاء وزارته خلال مدة اقصاها ثلاثون يوما من تاريخ التكليف.

تحالف سني

في غضون ذلك، قال ائتلاف متحدون الذي يتزعمه أسامة النجيفي في بيان أمس، إن «رئيس الائتلاف أسامة النجيفي استقبل رئيس ائتلاف العربية صالح المطلك والوفد المرافق له، ورئيس كتلة الوفاء للأنبار قاسم الفهداوي وعدد من أعضاء ائتلاف الوطنية»، مبينا أنه «تم عقد اجتماع موسع وجرى تقييم عام للوضع السياسي والاستحقاقات الدستورية والموقف من الجلسة الأولى لمجلس النواب».

(بغداد ـ أ ف ب، د ب أ، رويترز)