في بيان على صفحته في الفيسبوك أعلن دحلان بشكل صريح "مشاركته المحسومة بانتخابات الرئاسة الفلسطينية والمجلس التشريعي وكل الاستحقاقات الانتخابية"!

Ad

المصالحة التي أعلنها ولم تظهر بوادرها حتى الآن إلا في تصريحات ووعود بتشكيل حكومة لم يعرف عنها ولم تتسرب أسماء أكيدة لوزرائها المنتظرين، ولا انتماءاتهم الفئوية التي هي أساس الانقسام، هذه المصالحة التي تمت بين طرفين وفي غياب باقي الأطراف الفلسطينية التي تشكل أساس القضية واقتصرت عليهما، يتسرب الشك إلى صمودها إن "تمت" بالشكل الذي يتم تداوله.

ولعل ما جاء في بيان دحلان ما يجعل الفلسطينيين عامة يتوجسون من نتائج هذه المصالحة بالشكل الذي يتم ترتيبه، مع إغفال أطراف عديدة هي في لب الصراع الفلسطيتي-الفلسطيني، ولها مؤيدوها وأنصارها.

ومهما كان شكل التوجس بل الخوف، من عواقب لا يأمل أحد أن تتطور إلى مواجهات عنيفة، وتهيئ لانقسام أكبر لا يمكن إصلاحه أبد الدهر، فإن ما يحمله البيان بأن "مشاركته محسومة في انتخابات الرئاسة الفلسطينية والمجلس التشريعي وكل الاستحقاقات الانتخابية"، ليست مجرد رد فعل على حكم قضائي من السلطة الفلسطينية في حقه، وانتهى الأمر! بل نحن نقرأ "وعيداً" ناعما بأن الأمر لن يمر كما يشتهي البعض، وأن اعتماده على مؤيديه الموزعين في قطاع غزة على وجه الخصوص يجعله أكثر ثقة فيما يقول.

ومن الملاحظ أن رده على الحكم الصادر بحقه، لم يكن انفعاليا؛ مما يوحي باطمئنانه إلى أن هذا الحكم هو أداة ضغط قصد بها تعطيل دوره وإقصائه ولو لفترة انقضاء الاستحقاقات الانتخابية بكل أشكالها، مما يجعلنا نقرأ بين السطور أن وضعاً ما غير مطمئن سيطرأ على الحالة الفلسطينية التي ينتظر الشعب منها أن تنهي الانقسام وتعيد اللحمة إلى شقي الوطن.

وما يجعلنا في شك وتوجس دائمين أننا لا نجد تناسقا بين التصريحات الفلسطينة فيما يخص موضوع المصالحة التي تستحق نتائجها خلال أيام، لكننا نأمل أن تكون الضبابية والتعتيم على ما يدور في الكواليس الخفية يحملان في طياتهما أخباراً تبعث على الأمل، وإن كان كل الأمل لا نطمع فيه في هذه المرحلة التي تمر فيها القضية كعهدها بفترات تحتاج كما احتاجت دوما إلى تعاضد وتوافق بين كل فئات الشعب الفلسطيني، الذي فاض به الكيل من كل الممارسات في حقه الإنساني من القريب والبعيد.

فهل سيطول بنا الزمن ونحن نتابع تصريحات ومناكفات وتبادل اتهامات، في حين يجري العمل على إصلاح ما يمكن إصلاحه تحت مسمى المصالحة؟

هذا الوضع السيريالي في القضية الفلسطينية الذي يحمل الكثير من التناقضات والمنغصات يجب أن ينتهي، وأن تكون هناك رؤية تنقذ ما يمكن إنقاذه في أقصر وقت.

* كندا - كاتب فلسطيني