بعد أن وضع وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس الأول شرطاً وحيداً لمشاركة نظام بشار الأسد في «جنيف 2» وهو عدم الحديث عن مصير رأس النظام، خرج هذا الأخير أمس ليلقي مزيداً من الشكوك بشأن المؤتمر، معتبراً أن «أي اتفاق يجب أن يحظى بقبول السوريين» ما يعني أن أي اتفاق يجب أن يخضع لاستفتاء يشرف عليه النظام.

Ad

التقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي في دمشق في إطار التحضيرات لمؤتمر «جنيف 2» بخصوص الأزمة السورية.  

وأوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «الأسد استقبل الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي والوفد المرافق، واستمع منه الى عرض حول جولته على عدد من دول المنطقة في اطار التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي فى جنيف»، وأضافت أن «الأسد اكد خلال الاجتماع أن الشعب السوري هو الجهة الوحيدة المخولة برسم مستقبل سورية وأي حل يتم التوصل اليه او الاتفاق حوله يجب ان يحظى بقبول السوريين ويعكس رغباتهم بعيدا عن اي تدخلات خارجية». وكان الأسد قال مرارا إن أي حل يتم التفاوض عليه في «جنيف 2» يجب أن يخضع لاستفتاء، ويعلق مراقبون على أن هذا الشرط الذي يطرحه الأسد من شأنه تفريغ أي اتفاق دولي من محتواه خاصة أن نظام الأسد لا يزال قادرا على التأثير على أصوات الناخبين.

وتابع الرئيس السوري أن «نجاح أي حل سياسي يرتبط بوقف دعم المجموعات الارهابية والضغط على الدول الراعية لها، والتي تقوم بتسهيل دخول الارهابيين والمرتزقة الى الاراضي السورية وتقدم لهم المال والسلاح ومختلف اشكال الدعم اللوجستي»، معتبرا ان «هذا الامر هو الخطوة الأهم لتهيئة الظروف المواتية للحوار ووضع آليات واضحة لتحقيق الأهداف المرجوة منه».

وقال الإبراهيمي من جهته، بحسب «سانا» إن «الجهود المبذولة من أجل عقد مؤتمر جنيف تتركز حول توفير السبل امام السوريين أنفسهم للاجتماع والاتفاق على حل الأزمة بأسرع وقت ممكن ووضع تصور مبدئي حول مستقبل سورية».

والتقى الإبراهيمي أمس الأول وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي جدد التأكيد على أن «سورية ستشارك في مؤتمر جنيف 2 انطلاقا من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته»، وشدد على أن «الحوار في جنيف سيكون بين السوريين وبقيادة سورية».

الإبراهيمي والسعودية

إلى ذلك، أعلنت المتحدثة باسم الموفد الدولي خولة مطر أمس أن «الإبراهيمي يقدر دور المملكة العربية السعودية في اعطاء دفع لمسيرة السلام» في سورية والمنطقة، و»يأمل مشاركتها في مؤتمر جنيف-2»، وذلك في تعليق على كلام نقل عن الابراهيمي في الصحافة اللبنانية أمس وفيه انه انتقد «الدور السعودي المعرقل للتسوية السياسية» في سورية.

وأشارت مطر إلى أن «الابراهيمي لا يكن للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين الا كل التقدير والاحترام، وما نقل على لسانه حول الدور السعودي غير صحيح». ونقلت صحيفة «السفير» اللبنانية المقربة من دمشق أمس عن مصادر في القوى السياسية السورية الموجودة في حكومة الأسد والتي تسمي نفسها معارضة الداخل التي التقى الابراهيمي ممثلين عنها أمس الأول أن هذا الاخير «انتقد الدور السعودي المعرقل للتسوية السياسية»، وانه قال خلال الاجتماع ان «مشكلة السعودية انها ترفض الدخول في اللعبة، في حين يعلن النظام انه داخل اللعبة ولكن مع هامش للمناورة».

وتحدثت وسائل اعلام عربية خلال الايام الفائتة عن توتر في العلاقة بين الابراهيمي والمسؤولين السعوديين، مشيرة الى ان السعودية رفضت استقبال الموفد الدولي في اطار جولته التي شملت مصر والعراق وإيران وتركيا والعراق وقطر.

الإبراهيمي والسفير الإيراني

والتقى الابراهيمي امس في دمشق السفير الايراني الذي صرح بعد الاجتماع أن بلاده «تدعم جهود الابراهيمي للتوصل الى حل سياسي» وان «رؤى ايران وجهود الابراهيمي تتطابق» في هذا الاطار. وقال شيباني للصحافيين في الفندق الذي ينزل فيه الابراهيمي «نحن مستعدون لحضور اجتماع جنيف-2، والكل يعرف طابع الجمهورية الاسلامية الايرانية لمساعدة الحل السياسي للأزمة السورية»، معتبرا ان «حضور الجمهورية الايرانية هذا الاجتماع مفيد للوصول الى حل سياسي في اقل وقت ممكن».

«الائتلاف»

وانتقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان صدر عنه مساء أمس الأول مواقف الابراهيمي، معتبرا ان تصريحاته حول دور الأسد في المرحلة الانتقالية ومشاركة ايران في المؤتمر الدولي «تعزز الاستقطاب الدولي حول الحل السياسي للصراع في سورية، وتمثل تجاوزا للدور المنوط به، ومخالفة لموقف الدول الأصدقاء للشعب السوري». ورأى الائتلاف ان «الجميع، ومنهم حلفاء دمشق، يدركون ان نظام الأسد هو أساس المشكلة، ولا يمكن لسبب المشكلة ان يكون جزءا من حلها».

(دمشق - أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي، كونا، الأناضول)

«التنسيق»: جميل وحيدر يصران على حضور «جنيف 2» كمعارضة

علق المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي حسن عبدالعظيم على إقالة نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية قدري جميل، معتبرا أن الأخير، وهو زعيم حزب الإرادة الشعبية، الى جانب زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي وزير المصالحة علي حيدر، اللذين ينتميان الى جبهة الائتلاف الوطني الديمقراطي، «يحرصان على حضور مؤتمر جنيف 2 كوفد معارض للنظام القائم».

وقال عبدالعظيم، في حديث صحافي نشر أمس، إن «جبهة الائتلاف الوطني الديمقراطي تشكلت مع جهات وشخصيات أخرى، وترى في نفسها أنها معارضة، بينما تعمل في حكومة النظام».

وأشار الى أن «سعي جميل وجبهة الائتلاف الى أن يكونا ممثلين في مؤتمر جنيف 2، لا يحظى بالقبول من المعارضة الخارجية والدول الراعية لها، بسبب مشاركة البعض في السلطة، في حين أن روسيا الاتحادية والصين تفضلان مشاركتهم في وفد مع المعارضة الداخلية، أو كوفد مستقل، إضافة إلى وفد النظام، وهو بدوره يفضل حضورهم بوفد مستقل محسوب على المعارضة».

وشدد على ان «هيئة التنسيق الوطنية لا توافق على مشاركتهم ضمن وفد مشترك معها، بل ترى أن يكونوا ضمن وفد النظام أو إلى جانب وفد النظام إذا تم التوافق الدولي على ذلك».