المعارضة السورية تمطر دمشق بالقذائف وتتقدم في الغوطة

نشر في 06-04-2014 | 00:05
آخر تحديث 06-04-2014 | 00:05
No Image Caption
«الائتلاف» يبدأ اجتماعاً لاستكمال حكومته وبحث «جنيف 3» واستقالة اللبواني
بعد الضربة الاستراتيجية المفاجئة بفتح "معركة الساحل" السوري، عادت المعارضة لتفاجئ النظام مرة جديدة عبر عودتها إلى قصف دمشق التي بدت في الأشهر الأخيرة كمدينة آمنة، كما تمكنت من تحقيق تقدم في منطقة الغوطة حيث يحاول النظام السيطرة على بلدة المليحة.

كثفت القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد قصفها الصاروخي على بلدة كسب الحدودية مع تركيا شمال غرب محافظة اللاذقية، فيما تعرضت أحياء عدة في دمشق أمس لسقوط قذائف هاون استهدف بعضها حيا يضم مراكز أمنية، وسقطت احداها قرب السفارة الروسية في حي المزرعة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد أمس: "سقطت قذيفتا هاون في محيط مبنى الأركان بمنطقة الامويين في دمشق، كما سقطت قذيفة قرب مبنى السفارة الروسية في المزرعة"، لم تؤديا الى وقوع اصابات.

واشار الى سقوط قذائف اخرى على منطقة الفحامة حيث توجد مراكز أمنية عدة، بحسب المرصد، وعلى حي الشاغور في جنوب العاصمة، ومنطقتي الطبالة والدويلعة الشعبيتين اللتين تسكنهما غالبية من المسيحيين والدروز عند أطراف العاصمة.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها إن قذائف الهاون طالت "حي الاطفائية ودار الاوبرا وصالة الفيحاء الرياضية" في دمشق، ما تسبب باضرار مادية واصابات، متهمة "إرهابيين" باطلاقها.

معركة المليحة

ومنذ ثلاثة أيام، عادت مجموعات المعارضة المسلحة الى قصف أحياء العاصمة بالهاون. وترافق ذلك مع تصعيد القوات النظامية عملياتها العسكرية في ريف دمشق، لا سيما في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات النظام منذ اشهر.

وأفاد المرصد باستمرار "الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب في بلدة المليحة ومحيطها". وكان المرصد وناشطون اشاروا امس الأول الى محاولات من قوات النظام لاقتحام البلدة التي تتعرض لقصف جوي ومدفعي.

وأوضح المرصد في بيان أن قوات المعارضة أحرزت تقدما عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام بمحيط بلدة المليحة وفي محيط منطقة تلة حينة بريف دمشق الغربي وسط قصف للقوات النظامية.

وأكد المرصد أن الكتائب الإسلامية المقاتلة سيطرت على منطقة "تل مروان" في الغوطة الغربية عقب اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية.

وقتل 17 مقاتلا معارضا أمس الأول في معارك المليحة، غداة مقتل 22 الخميس في اليوم الاول من التصعيد. وتقع المليحة بالقرب من بلدة جرمانا المحسوبة على النظام. وذكرت "سانا" ان جرمانا تعرضت أمس لـ "اعتداءات ارهابية بقذائف هاون" تسببت في اصابة 13 شخصا بجروح.

إدلب

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد بوقوع "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة وجبهة النصرة ومقاتلين من كتائب اخرى من جهة ثانية، في محيط حواجز للقوات النظامية بين مدينة خان شيخون وبلدة بابولين، وتمكن المقاتلون من السيطرة على المنطقة".

وبذلك، تكون مجموعات المعارضة المسلحة تتحكم في منطقة استراتيجية على الاوتستراد الدولي الذي يصل وسط البلاد بادلب ويعتبر طريق امداد استراتيجي يؤدي الى معسكري وادي الضيف والحامدية في ريف ادلب.

وكان مقاتلو المعارضة بدأوا هذه المعركة قبل شهرين بسيطرتهم على بلدة مورك في ريف حماة الشمالي الواقعة ايضاً على طريق الامداد بين وسط سورية وشمالها. وفي مدينة حلب (شمال)، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي مساكن هنانو قرب حي الصاخور (شرق).

اجتماع الائتلاف

وبدأت أمس اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض، في الدورة الأولى في مكان لم يكشف عنه بمدينة إسطنبول التركية، على أن تستمر 3 أيام، وذلك لمناقشة عدد من القضايا. وبحسب المكتب الإعلامي للائتلاف، فإن اجتماعات اليوم الأول ستناقش التقرير السياسي للهيئة الرئاسية، حيث يترأس الجلسة العضو عبدالباسط سيدا، يعقبه مناقشة التقرير المالي، ويترأس الجلسة العضو رياض الحسن. كما تستمع الهيئة العامة إلى شرح عن الوضع العسكري في سورية، ويترأس الجلسة رئيس الائتلاف أحمد الجربا ووزير الدفاع في الحكومة المؤقتة أسعد مصطفى.

من ناحية أخرى، تتناول أجندة اليوم الثاني، الثورة في عامها الرابع، ويترأس الجلسة العضو برهان غليون، وتستمع الهيئة العامة إلى تقرير الحكومة المؤقتة، يعقبه انتخاب وزراء الحكومة المؤقتة الثلاثة، لكل من قطاع الصحة والتعليم والداخلية.

وتناقش الجلسات التالية تقارير سفراء الائتلاف في كل من الولايات المتحدة، والأمم المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، والاتحاد الأوروبي، فيما اجتماعات اليوم الثالث تناقش وضع اللاجئين، يعقبه انتخاب الهيئة السياسية للائتلاف.

وكانت مصادر مطلعة في الائتلاف أكدت أنه من المنتظر أن تناقش الهيئة العامة عدة موضوعات، أهمها مشاركة الائتلاف في جولتي مفاوضات بمؤتمر "جنيف 2" للسلام، التي انطلقت جولتها الأولى في 22 يناير الماضي واستمرت 10 أيام، فيما اختتمت الجولة الثانية في 16 فبراير الماضي واستمرت أسبوعا.

وأضافت المصادر أن الهيئة العامة ستجتمع بالوفد المفاوض، وتستمع منه إلى تقريرها فيما يتعلق بالمشاركة في المؤتمر، وفرص انعقاد مؤتمر "جنيف 3" وسبل توسيع الوفد المفاوض، ليضم أطيافاً أخرى من المعارضة من بينها كتلة المنسحبين الذين قرروا العودة إلى الائتلاف.

وكانت كتلة مكونة من 44 عضواً، علقت عضويتها في الائتلاف بسبب قرار المشاركة بمؤتمر جنيف 2، والاعتراض على آلية انتخابات رئيس الائتلاف، ومن المتوقع أن ينظر بقرار عودة هذه الكتلة خلال الاجتماعات الحالية أيضاً، التي بدورها اشترطت عودتها ككتلة واحدة وعدم قبول استقالة 6 أعضاء تقدموا باستقالتهم بشكل خطي، من بينهم كمال اللبواني، ومن المتوقع أن يحظى هذا المحور بمناقشات حادة بين كتل الائتلاف. وان اللبواني اثار جدلا في الأسابيع الأخيرة بعد تقدمه بمشروع ينص على التوصل الى سلام مع إسرائيل مقابل تزويدها المعارضة بالسلاح وقرضها حظرا جويا على طيران الأسد.

(دمشق، اسطنبول ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top