الدين المعاملة
النظام... سلوك إسلامي يُروِّض النفس
النظام سلوك ديني وإرشاد إسلامي جليل يعبر عن حضارة أي مجتمع وتقدم دوله، فإن تخلت عن النظام، انهارت وتكالبت عليها الأمم.لهذا دعا الإسلام المسلم إلى أن يتمسك بالنظام من أجل رفعته ورفعة وطنه، فهو من الواجبات الدينية، حيث إن النظام في حياتنا اليومية مبعثه الإيمان والاقتداء بسنة نبينا محمد (ص).
يقول عميد كلية الدعوة الأسبق في جامعة الأزهر، الدكتور أحمد ربيع، إن النظام هو خلاصة تربية نفسية على التعود عليه، والتعامل به في سائر المعاملات الحياتية، وهو أيضاً مجموعة القواعد المتسقة المتفاعلة والمترتبة فيما بينها والتي شرعها الله لتنظيم أعمال الناس، حيث إن صفة النظام تكمن في الشخص المتصف بالسلوكيات الفاضلة، فالصلاة نظام، والأخلاق نظام، والواجبات نظام، ولكن نحزن نحن المسلمين اليوم بسبب غياب هذه الصفة، لأن النظام هو ترويض للنفس على اتباع سلوك معين وفي وقت معين، والالتزام بالوقت ترتيب من أولويات الحياة، ويأتي تحديد الهدف أيضاً ليكمل أركان النظام، لذا فإن صفة المسلم المتبع للنظام تأخذ الصفة الربانية، لأن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء بقدر، وبنظام، ويقول تعالى مادحاً أهل النظام في الإسلام: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ" (فصلت: 30- 31)، وهنا يتبين لنا أن الله يريد أن يوصل المسلم صاحب النظام إلى حالة الاستقامة في سلوكه، ومع ذلك لن تتحقق صفة النظام إلا بالإيمان بالله صدقاً وطاعة، والتطبيق المطلق لأوامره.ويشير الدكتور ربيع، إلى أن صفة النظام التي يتحلى بها المسلم، تختلف تماماً عن الصفة التي يوصف بها الفرد غير المسلم، لأن سلوك النظام لديه هو نفعي، أما المسلم فهي عبادة وسلوك يثاب عليه، ومتى تخلى المسلمون عن هذه الصفة غربت شمس حضارتهم، وأصبحوا في ذيل الأمم.