بينما تعاني مدارس في منطقة حولي التعليمية عدم وجود المياه وتعطل أجهزة التكييف في كثير من مرافقها، يعتزم عدد من الطلاب والطالبات الاعتصام بعد أداء اختباراتهم يوم غدٍ.
يبدو أن صيف وزارة التربية سيكون طويلا ومكتظا بالمشاكل هذا العام، حيث بدأت مشاكل تأخر عقود الصيانة تطل برأسها وسط تخبّط القرارات التربوية وتذبذبها.وفي هذا السياق، أكدت مصادر تربوية مطلعة تعطل أجهزة التكييف في الكثير من المدارس، وبالتحديد في منطقتي حولي والأحمدي التعليميتين، مشيرة إلى أن الأمر لم يتوقف عند التكييف بل وصل إلى موضوع انقطاع المياه عن بعض تلك المدارس.وقالت المصادر لـ"الجريدة" إن مدرسة ثانوية في منطقة الجابرية تعاني منذ أكثر من أسبوع تعطلاً في أجهزة التكييف بشكل شبه كامل، إضافة إلى انقطاع المياه عن الحمامات والمشارب، منوهة إلى أن هناك مدارس استعانت بتناكر لتوفير المياه.وأضافت أن أعطال التكييف تزايدت في الفترة الأخيرة، نتيجة ارتفاع حرارة الجو مع عدم وجود صيانة دورية لأجهزة التكييف، الأمر الذي أدى إلى تعطل الكثير منها، لافتة إلى أن الأوضاع في بعض المدارس كانت مأساوية خلال الأسبوع الجاري، وذلك لارتفاع الحرارة بشكل ملحوظ.وبينت المصادر أن الطلاب والطالبات في هذه المدارس الذين يؤدون اختبارات الفترة الدراسية الثالثة، لاسيما في المرحلة الثانوية، يعانون الأمرين إلى حين انتهاء فترة الاختبار، وذلك لارتفاع الحرارة في الفصول، ولعدم توفير مياه باردة تخفف عنهم حرارة الجو، منوهة إلى أن وجود مدارس تعاني كذلك انقطاعاً في التيار الكهربائي عن المقابس التي تغذي الأجهزة والإضاءة، ما يجعل الوضع مأساوياً فيها.ولفتت المصادر إلى أن هذا الوضع انعكس سلباً على المعلمين والمعلمات الذين يضطرون إلى الجلوس في المدارس إلى ما بعد الرابعة عصراً، لإنجاز عمليات تصحيح الاختبارات في ظل ظروف الحرارة الشديدة وعدم توفير مياه الشرب، مشيرة إلى أن البعض منهم لجأ إلى شراء المياه الباردة من الجمعيات القريبة.حلول ترقيعيةوذكرت أن إدارات مدرسية لجأت إلى حلول ترقيعية من خلال طلب المساعدة من الجمعيات التعاونية أو عبر إرسال مناشدات لأهل الخير عن طريق حساباتها في برنامج التواصل الاجتماعي (تويتر)، موضحة أن هناك مدارس تلقت وعوداً بتبرعات لأجل عمليات إصلاح أعطال التكييف.وفي نفس السياق، أطلقت مجموعة من طالبات ثانوية الجابرية بنات "هاشتاق" على "تويتر" بعنوان (ثانوية الجابرية) يحتوي على شكاوى كثيرة منها حول أوضاع المدرسة المأساوية، حيث عبّرن عن استيائهن من الوضع وعدم توفير المياه وارتفاع الحرارة في الفصول نتيجة تعطل التكييف ووجود حشرات، متسائلة كيف يمكن للطالبة أن تركز وتنجز اختباراتها في ظل هذه الأوضاع؟.وقالت المصادر إن الطالبات اللاتي اعتصمن الخميس الماضي في ساحة المدرسة احتجاجاً على سوء الأوضاع، قررن الاعتصام مجدداً يوم غد الأحد والخروج بعد أداء الاختبارات مباشرة دون انتظار نهاية الدوام المدرسي، وذلك لعدم تحمّل الوزارة مسؤولياتها في معالجة الوضع المتردي في المدرسة.وأشرن إلى أن الإدارة المدرسية بدلاً من أن تحاول معالجة الموقف رفضت استقبال تبرعات من بعض أولياء الأمور في تركيب وإصلاح أجهزة التكييف، بل إنها رفضت التبرعات المقدمة من بعض المعلمات اللاتي عرضن التبرع ببرادات مياه وأجهزة تكييف، إلا أن الرد كان دائماً بعدم السماح بذلك من قبل الوزارة.يذكر أن وزارة التربية تعاني، على مدى ثلاث سنوات، مشكلة في تأخير توقيع عقود صيانة في المناطق التعليمية الست، وهذه المشكلة تعاقب عليها وزيران في 3 حقائب وزارية هما الوزير الحالي أحمد المليفي، الذي حمل حقيبة التربية مرتين، والوزير السابق د. نايف الحجرف الذي حمل حقيبة التربية مدة قاربت السنتين، إلا أن المشكلة لم تحل والوضع يسير من سيئ إلى أسوأ في مدارس الوزارة، بيد أن الوزير المليفي "غرد" مؤخراً أن عقود الصيانة في طريقها للتوقيع، وأنه سيحيل الموضوع إلى التحقيق لمحاسبة المقصرين على حد قوله.
محليات
مدارس في «التربية»... لا ماء ولا كهرباء ولا تكييف
19-04-2014