إضاءات نقدية تشرح تجربة ثلاثة شعراء

نشر في 17-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 17-02-2014 | 00:01
No Image Caption
أمسية استضافها ملتقى ضفاف الثقافي
تمحورت الأمسية الأدبية التي استضافها ملتقى ضفاف الثقافي حول الشعر، مستعرضة تجارب متباينة لثلاثة شعراء، إضافة إلى قراءات لبعض النصوص.
نظم ملتقى ضفاف الثقافي مساء أمس الأول بمقر الجمعية الثقافية النسائية بالخالدية ندوة تحت عنوان «إضاءات نقدية في تجارب شعرية» شارك فيها كل من د. أيمن بكر، والروائي عبدالرحمن الحلاق، والقاص أشرف عبدالكريم، كما شارك كل من الشعراء «نادي حافظ، وحمود الشايجي» في الندوة من خلال إلقاء مجموعة من قصائدهم، وقدم الندوة الشاعر محمد توفيق.

في البداية، أكد القاص أشرف عبدالكريم في قراءته لتجربة الشاعر «نادي حافظ» أن له دوراً لا يمكن إغفاله في ترسيخ أقدام قصيدة النثر في الكويت، مبيناً أن ثمة جيلا منه نادي حافظ ونجمة إدريس ونشمي مهنا وصلاح دبشة ودخيل الخليفة فرضوا الشكل الجديد للقصيدة، وأضاف: «استطاعت القصيدة أن تواكب التطورات التي حدثت لقصيدة النثر عالمياً من تجاوزها لمجموعة من سمات النماذج الحداثية بشكل عام مثل: تجاوزها للغموض الحداثي وللشخصانية ولغة الطقوس المتعالية، ومن ثم اقتربت من مفردات الواقع وتبنت لغة التداول اليومي.

وتابع: «من خلال قراءتي لدواوين الشاعر الثلاثة «منذور لرمل، وبه فتنة وتلمع عيناه، وكرسي شاغر»،  لاحظت أن «نادي» لم يستطع التخلي تماماً عن دور الشاعر الكاهن المنجم الخالق بالكلمات، وبالتالي لم يتخلص تماماً من غنائية القصيدة العربية، في الوقت الذي تحققت في نصوصه الكثير من سمات قصيدة النثر، لعل أبرزها اهتمامه بأدوات بلاغية تضفي شاعرية على النص غير الصور الجزئية بالإضافة إلى انتمائه العالي للغة الواقع، ويعد التناص أبرز ملامح العالم الشعري لنادي حافظ، ويأتي على مستويات عدة أولها التناص التراثي بطبقاته الدينية والثقافية والشعبية وعلى مستويات مختلفة سواء من حيث المضمون أو من حيث اللغة وهو المستوى الذي حقق التقارب مع لغة التداول اليومي».

امرأة من أقصى المدينة

«محمد النبهان من منكما لقن الآخر درسا أنت أم الحياة؟» بهذه العبارة بدأ الروائي عبدالرحمن الحلاق قراءته النقدية لقصيدة محمد النبهان «امرأة من أقصى المدينة»، مؤكدا أن النبهان استطاع أن يتبادل مع الحياة الدروس بما يكفي لصنع شاعر يسعى بكل ما أوتي من حياة إلى الاستقرار وفي الوقت ذاته يسعى بكل ما أوتي إلى معرفة أزقة جديدة في مدن جديدة، واعتبر الحلاق أن النبهان هو «شاعر قضية»، وأضاف: «استطاع محمد النبهان بحسه الإنساني وبتقنياته الشعرية أن يجعل منه نموذجاً عاماً يلتقي في جوهره مع إحدى أهم القضايا الإنسانية، فالوطن ليس تلك البقعة المؤطرة بحدود تنال اعتراف هيئة الأمم وإنما يتجلى في صديق أو امرأة أو ذاكرة تختزن روائح البيئة المكونة وقصصها، والنبهان استطاع في هذه القصيدة بلورة رؤيته الفكرية حول الوطن مستعيناً بجملة من الرموز والثيمات ذات الدلالة الواضحة.

عشق الشايجي

وفي قراءة نقدية، ركز د. أيمن بكر على تجربة الشاعر حمود الشايجي في ديوانه «عشق»، ولاحظ بكر أن القارئ هنا يرى بوضوح تام جهد الشاعر في التحرر من مسارات العشق القديم ومن أفكاره، وأيضاً يرى القارئ بوضوح أن ذات الشاعر تصارع لتنأى بنفسها أن تكون مركزاً تدور حوله التجربة، وأضاف: «في اختيار حمود تعبير جلي عن حالة المراوحة بين العشق على طريقة القدماء وعشقه، فلقد اختار الشاعر حادثة قديمة تصوغ العشق عبر حالة الشعر العمودي، وهو ما يشير إلى أنه مسكون بتراث العشق العربي الجبار، والعاشق الذي اختاره حمود «مجهول» كما أن قصة عشقه مجهولة أيضاً، وأعتقد أن شعر حمود عبارة عن حالة تنكير تشير فقط إلى صيغة الأشهر للعشق العربي وهي الخفاء والتمتع والصد من قبل المحبوبة (المرأة)، والصبر والتألم ونحول الجسم فيما يخص الحبيب (الرجل)».

واستطرد بكر أن العشق الصوفي كان حضوره لافتاً في ديوان حمود، ولكن حضور العشق الصوفي مشوب بتمرد ملحوظ للذات الشاعرة التي لا تذوب ولا تفقد القدرة على الرؤية كما اتضح في قصيدة العاشق والمعشوق.

back to top