مثقفو مصر: نرفض منع «الإخوان» من المشاركة في معرض القاهرة للكتاب

نشر في 21-01-2014 | 00:02
آخر تحديث 21-01-2014 | 00:02
No Image Caption
أثار إصدار الحكومة المصرية قراراً باعتبار جماعة «الإخوان المسلمين» تنظيماً إرهابياً تساؤلات حول مشاركة الناشرين المحسوبين على تيار الإسلام السياسي، تحديداً جماعة «الإخوان المسلمين» في فاعليات الدورة 45 لـ «معرض القاهرة الدولي للكتاب»، لا سيما أن هؤلاء الناشرين يعرضون كتباً تروج لأفكار الجماعة التي أصبحت توصم كل من ينتمي إليها بالإرهاب...
«الجريدة» التقت مجموعة من المثقفين للاطلاع على وجهة نظرهم حول هذه القضية.
يرفض الناشر محمد هاشم منع دور النشر المنسوبة إلى تيار الإسلام السياسي أو جماعة «الإخوان المسلمين» من المشاركة في الدورة الجديدة لـ «معرض القاهرة الدولي للكتاب»، لاقتناعه بنظرية محاربة الفكر بالفكر وليس بالمنع، خصوصاً أنه في حالة المنع سيكون لهم حضور لكن في أماكن أخرى وفي أكثر من طريقة.

يضيف: «لا داعي للعودة إلى المنع والقمع الآن بعدما وصلنا إلى هذه المرحلة، وإذا ارتأت الدولة أن ثمة خطراً يداهم المواطنين من هذه الكتب، فعليها أن تدعم الثقافة الوسطية، تعيد طباعة الكتب التي تحض على الإسلام السمح الوسطي وعلى الاستقرار، تدعم مادياً الناشرين الذين يأخذون على عاتقهم طباعة كتب أدبية وفكرية تحارب ظلام الجماعات الإرهابية.

معركة غير متكافئة

يرفض الروائي عبدالوهاب الأسواني أسلوب المنع، لافتاً إلى أن «ثمة مئات من الطرق يمكن أن يسلكها الناشرون إذا منعوا من المشاركة في هذا المعرض الدولي»، مستبعداً أن يقوم هؤلاء بأعمال شغب، سواء هم أو رواد أجنحتهم في المعرض، لأن فعاليات كهذه تدر عليهم دخلاً، وسيحاولون استخدامها لتجميل صورتهم القبيحة التي ظهرت على حقيقتها بعد ثورة 30 يونيو.

يضيف: «إذا كانت الدولة قوية فلن تخشى هؤلاء الناشرين. مصر هي منبت الثقافة الإسلامية المعتدلة، وجامع الأزهر الشريف منارة للعالم الإسلامي، وفي مصر أدباء ومثقفون وإعلاميون مستنيرون يمكنهم كسب هذه المعركة غير المتكافئة منذ أول دقيقة».

يطالب الجميع بأن تكون لديهم إرادة حقيقية في مواجهة هؤلاء الظلاميين الذين لن يصمدوا أمام الدولة والشعب، «مثلما حدث في الخمسينيات والستينيات، عندما هزموا على يد الزعيم جمال عبدالناصر، سينتهي الأمر لصالح المجتمع المصري الذي يعشق الحياة ويكره القتل وسفك الدماء، وهي وسائل ابتدعها الإرهابيون واحترفتها تلك الجماعات الدموية».

يقترح الروائي الشاب محمد مهنا حلاً وسطاً، يقول: «على الدولة مراجعة كتب سيد قطب وابن قيم الجوزية وابن تيمية، وإعادة طباعتها بمقدمة جديدة يكتبها شيخ الأزهر أو عالم دين أزهري وسطي كالشيخ علي جمعة، أو وضع آراء معروفة للشيخ محمد متولي الشعراوي عن هؤلاء التكفيريين في نهاية كل كتاب، كمحاولة للرد على هذا الفكر الجهادي الذي لا يمتّ إلى الإسلام بصلة، وتبرئة الدولة من الأفكار الظلامية الموجودة فيها، وإنارة الطريق أمام الذين يريدون معرفة الحقيقة والإسلام الصحيح، كما علمه لنا الرسول الكريم، خصوصاً أن هذه الكتب بمثابة معمل لتفريخ إرهابيين مثل «معالم على الطريق» لسيد قطب».

يضيف: «على الدولة أن تفرض شروطاً محددة على دور النشر، وهي عدم نشر أعمال تحضّ على العنف والإرهاب أو إعادة طباعة كتب الرصيف التي لا يعرف لها منبع أو أصل أو تلك التي تحرض مباشرة على القتل والتعصب والفتن الطائفية».

تثقيف وتوعية

يطالب الناقد الأدبي عمر شهريار الدولة بتثقيف المواطنين وتوعيتهم على خطر كتب المتشددين ودور النشر التي تبث هذه الأفكار المسمومة بدلاً من القمع، يقول: «أصبح العالم مفتوحاً ويمكن لأصحاب هذه الدور تداول أعمالها وبيعها عن طريق أماكن أخرى، مثل الأرصفة أو المكتبات العشوائية، أو وضعها على مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الإلكترونية لبيع الكتب».

يضيف: «منع بيع الكتب لم يعد مجدياً في الوقت الحالي، وعلى النظام الحاكم البحث عن طريقة جديدة يتعامل من خلالها  مع هؤلاء الأشخاص الذي لا يريدون الخير للعرب، بل الاستحواذ على كل شيء بمفردهم بدعواتهم التحريضية والتكفيرية»، مشيراً إلى «أن تنوير المواطنين وتثقيفهم واجب أصيل للدولة تجاه المواطنين كي لا تتركهم فريسة لأصحاب العقول المظلمة ومن ثم يتحول البلد إلى ساحة حرب أهلية».

اختيار الكويت ضيف شرف يعزز دورها الثقافي

اكد عدد من أدباء مصر ومثقفيها وفنانيها دور الكويت الكبير في تعزيز الثقافة العربية، مشيدين باختيارها ضيف شرف الدورة 45 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي تنطلق فعالياته غدا.

واشاد هؤلاء، في تصريحات متفرقة، لـ»كونا»، بالحركة الثقافية والفنية الكبيرة التي تتميز بها الكويت ومطبوعاتها الصادرة عن وزارة الاعلام.

من جانبه، قال الشاعر عبدالرحمن الابنودي إن للكويت حركة ثقافية كبيرة وروائيين وشعراء وأدباء وكتابا ومطبوعات، مؤكدا «ان اختيارها ضيف شرف لمعرض الكتاب اختيار مبصر».

واضاف الابنودي ان تجربة مجلة العربي، وسلسلة «المسرح العالمي»، وغيرها من المطبوعات، التي تصدرها وزارة الاعلام الكويتية، «خير دليل على اهتمام الكويت بالثقافة»، مؤكدا ان الثقافة والفن وسيلتان فعالتان لتلاحم الأمة العربية، خاصة في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها الدول العربية.

وشدد على ان مصر لن تنسى أبدا مواقف الكويت أميرا وحكومة وشعبا تجاه قضاياها، مرحبا بالمشاركة الكويتية وباختيار وزارة الثقافة المصرية للكويت كضيف شرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

علاقات تاريخية

بدوره، ذكر الشاعر محمد ابراهيم أبوسنة ان هذا الاختيار «يعزز العلاقات الثقافية العربية» خاصة بين مصر والكويت، ويأتي تتويجا للعلاقات الثقافية التاريخية القوية بين البلدين الشقيقين.

وأكد أبوسنة دور الكويت في تعزيز الثقافة في الدول العربية، من خلال «الاصدارات الرائعة» مثل مجلة العربي وكتاب عالم المعرفة وعالم الفكر وغيرها، مشيدا باهتمام المؤسسات الثقافية الكويتية بالتعليم والبحث العلمي والفكر، مشيرا الى مساهمة أدباء مصر ومثقفيها منذ الستينيات من القرن الماضي في الدفع بـ»نهضة الكويت الفتية».

واستذكر في هذا الصدد تولي المرحوم د. احمد زكي رئاسة مجلة العربي، ومن بعده المرحوم د. احمد بهاء الدين، ثم عدد كبير من المثقفين والمفكرين والادباء مناصب مهمة في المؤسسات الثقافية والعلمية، والتي ساهمت في نهضة الكويت الثقافية.

ثروة ثقافية

من جانبها، اكدت الفنانة لبنى عبدالعزيز ان للكويت تاريخا كبيرا وثروة ثقافية وفنية، مشددة على ان اختيار الكويت ضيف شرف يصب في مصلحة لم شمل الامة العربية ومواجهة الهجمة الغربية الثقافية للتأثير على هذه الأمة وعاداتها وتقاليدها وافكار شبابها.

واعربت عبدالعزيز عن تمنياتها بأن تتوج هذه العملية بزيادة التبادل الثقافي والفني بين مصر والكويت في شتى المجالات الثقافية والفنية من مهرجانات سينمائية وعروض مسرحية وحفلات غنائية، مضيفة ان «علاقات الكويت ومصر متينة، ولن ننسى موقف الكويت أميرا وحكومة وشعبا مع الشعب المصري في مواجهة ما شهدته مصر أخيرا من احداث».

من جهته، اعرب الفنان حسين فهمي عن سعادته وحماسه الشديدين «لهذا الاختيار الموفق» من جانب الحكومة المصرية ممثلة بوزارة الثقافة، مهنئا معرض القاهرة للكتاب على هذا الاختيار.

يذكر ان الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب تنطلق فعالياتها 22 الجاري، وتستمر عشرة ايام، بمشاركة 24 دولة، منها 17 دولة عربية و7 دول اجنبية، اضافة الى عدد من دور النشر المصرية.

back to top