في خطوة مفاجئة، أعلن ملك إسبانيا خوان كارلوس، الذي يعتبر أحد رموز الديمقراطية الإسبانية، أمس تنازله عن العرش بعد أن أنهكته المتاعب الصحية ونالت الفضائح من شعبيته، لنجله الأمير فيليبي تاركاً له مهمة شاقة لدفع الملكية البرلمانية الإسبانية نحو "الحداثة".

Ad

وسيصبح فيليبي أمير استورياس البالغ من العمر 46 عاماً ملك إسبانيا المقبل تحت اسم فيليبي السادس، وذلك بعد مصادقة البرلمان الإسباني على هذا الأمر.  

وقد اعتلى خوان كارولس العرش على إثر وفاة الدكتاتور فرنشيسكو فرانكو في نوفمبر 1975، وبنى شعبيته من خلال مواكبة مسيرة انتقال إسبانيا إلى الديمقراطية.

وتوجه خوان كارلوس بنفسه أمس إلى الشعب الإسباني، وأكد في خطاب نقَلَه التلفزيون تنازله عن العرش، معبراً عن "امتنانه" للشعب الإسباني.

وقال الملك إن "أمير استورياس يتمتع بالنضج والاستعداد وحس المسؤولية وهي مواصفات ضرورية لتسلم رئاسة الدولة مع كل الضمانات، وبالتالي فتح مرحلة جديدة من الأمل تجمع بين الخبرة المكتسبة وزخم الجيل الجديد"، مضيفاً أن "نجلي فيليبي ولي العهد يجسد الاستقرار الذي هو ميزة هوية المؤسسة الملكية".

وفي حين تسجل إسبانيا أحد معدلات البطالة الأكثر ارتفاعاً في العالم الصناعي، ليبلغ نحو 26 في المئة، تحدث العاهل الإسباني عن "الأزمة الاقتصادية الخطيرة" التي تمر بها البلاد منذ 2008. وقال إن الأزمة "تركت جروحاً عميقة في النسيج الاجتماعي لكنها تظهر لنا الطريق نحو مستقبل مفعم بالأمل"، مضيفاً أن "كل ذلك أيقظ فينا زخماً للحداثة وتعالياً عن الذات وتصحيحاً للأخطاء".

وتابع: "أتمنى الأفضل لإسبانيا التي كرست لها حياتي كلها، ووضعت كل قدراتي وحماسي ونشاطي في خدمتها".

وبعد أن عبر عن "امتنانه" للملكة صوفيا زوجته، أكد أنه بإمكان ابنه فيليبي أن يعتمد من جهته على "دعم" الأميرة ليتيسيا التي تزوجها منذ عشر سنين.

وقبل ساعات قليلة من ذلك أعلن رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي في تصريح رسمي استثنائي أن "الملك بدا لي مقتنعاً أن هذه اللحظة هي الأفضل لإجراء تغيير على رأس الدولة بشكل طبيعي ونقل التاج إلى أمير استورياس"، مضيفاً أن "الملك خوان كارلوس كان أكبر محرك لديمقراطيتنا".

(مدريد - أ ف ب، ويترز، د ب أ)