المعارضة تفوز بـ «كسب» وتبدأ هجوماً على اللاذقية

نشر في 25-03-2014 | 00:02
آخر تحديث 25-03-2014 | 00:02
• «الدفاع» يشيّع «رئيس الساحل» وأنباء عن مقتل علي وكفاح الأسد
• تركيا ترد على قصف بالهاون
بعد أربعة أيام من عمليات كر وفر شهدتها معارك ضارية مع كتائب المعارضة، سقط فيها عشرات القتلى، كان آخرهم ابن عم الرئيس بشار الأسد، خسر النظام السوري أمس بشكل تام مدينة كسب ومعبرها الاستراتيجي الحدودي مع تركيا، وفي محاولة لاستدراك الموقف أرسل تعزيزات لقواته، بهدف منع خصومه من الوصول إلى البحر، حيث يخشى ضربة جديدة أشد في معقله.

حقق مقاتلو المعارضة السورية مكسباً على الأرض في محافظة اللاذقية معقل نظام الرئيس السوري بشار الأسد بسيطرتهم أمس على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، وذلك غداة إسقاط تركيا طائرة حربية سورية كانت تشارك في معارك كسب.

وبالسيطرة على معبر كسب، لم يتبق سوى معبر حدودي واحد مع تركيا تحت سيطرة قوات النظام هو معبر القامشلي في محافظة الحسكة (شمال شرق) المقفل من جانب السلطات التركية، التي تعتمد موقفاً مناهضاً للنظام منذ بدء الأزمة في سورية قبل ثلاث سنوات.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس، «وصل مقاتلو الكتائب المعارضة الى الساحة الرئيسية في بلدة كسب التي سيطروا على معظمها، ولاتزال المعارك جارية على أطرافها».

وأكد «سيطرة مقاتلي الكتائب الكاملة بالتالي» على معبر كسب الذي كانوا دخلوه السبت.

هلال الأسد

وتسببت المعركة في محيط كسب، وتوسعت الى قرى مجاورة أيضاً في مقتل نحو 130 عنصراً من الجانبين المقاتلين يومي السبت والأحد فقط.

وبين القتلى من جهة النظام، قائد جيش الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد الملقب بـ«رئيس الساحل»، وهو ابن عم الرئيس السوري، والذي قتل مع سبعة عناصر كانوا برفقته.  وأفادت تقارير أن علي وكفاح الأسد وهما قريبا الرئيس السوري قتلا ايضا في الهجوم ذاته.

وشيّعت قوات الدفاع الوطني، وهو الاسم الذي أطلقه النظام على «الشبيحة» قائدهم في موكب رسمي بمدينة القرداحة الساحلية، وهي مسقط رأس هلال الأسد، حيث دفن فيها.

صور وتماثيل

وتشارك في معركة الساحل التي سمتها الكتائب في 18 مارس «معركة الأنفال» جبهة النصرة، و»حركة شام الإسلام»، و»كتائب أنصار الشام». وأشار المرصد إلى مقاتلين منها قاموا بتحطيم تمثال نصفي للرئيس السابق حافظ الأسد في البلدة بعد دخولها، بينما قام آخرون بتحطيم صور لبشار والدوس عليها.

وقصف الطيران الحربي السوري فجر أمس معبر كسب. كما نفّذ غارات على مناطق في محيط كسب وبلدة سلمى وجبل التركمان المجاورين. وأشار المرصد إلى استقدام تعزيزات عسكرية للقوات النظامية إلى المنطقة.

سيطرة بحرية

في المقابل، قصفت الكتائب المقاتلة مدينة اللاذقية بصواريخ. وقال الناشط عمر الجبلاوي من منطقة اللاذقية، إن «معبر كسب الحدودي ونحو 90 في المئة من البلدة» تحت سيطرة المعارضة، مشيرا إلى أن المعركة انتقلت إلى محيطها.

وقال إن النظام «يحاول جاهداً منع تقدم الثوار الى البحر»، معتبرا أن اسقاط تركيا مقاتلة سورية «يعني أن المقاتلين مدعومون هذه المرة من تركيا وليس كما المرات السابقة».

وأسقطت مقاتلة تركية من طراز إف-16 أمس الأول طائرة حربية سورية كانت تشارك في قصف منطقة كسب. وهنأ المسؤولون الأتراك هيئة الأركان على إسقاط الطائرة، وأدرجوه في اطار «حماية الحدود» التركية بعد انتهاك الطائرة لهذه الحدود.

قصف تركي

إلى ذلك، ذكرت مصادر عسكرية تركية أن ثلاث قذائف هاون سقطت أمس من الجانب السوري على أراض غير مأهولة في محافظة (هطاي) التركية دون وقوع اصابات. ونقلت وكالة إخلاص للأنباء التركية عن هذه المصادر أن القوات التركية ردت بالمثل.

وأوضحت الوكالة التركية أن سقوط القذائف جاء من جراء العمليات العسكرية براً وجواً، التي يشنها النظام السوري في مسعى منه لاستعادة السيطرة على معبر كسب.

تقدم في حلب

ويأتي هذا التقدم في وقت سجل مقاتلو المعارضة نقاطاً أيضاً خلال الأيام الماضية في مدينة حلب (شمال) ومحيطها، وفي ريف إدلب (شمال غرب)، وفي حماة (وسط).

وكانت القوات النظامية سيطرت قبل أكثر من أسبوع على بلدة يبرود، آخر أكبر معاقل المعارضة المسلحة في منطقة القلمون شمال دمشق، وبلدة الحصن، آخر معقل للمعارضة المسلحة في ريف حمص الغربي.

في غضون ذلك، وبينما قتل شخصان وأصيب 28 من جراء سقوط قذائف هاون في محيط وزارة التعليم العالي وحي الكباس وسط دمشق، أمس الأول، أعلنت جبهة النصرة مقتل أحد عناصرها، وهو نور الدين زكريا المكنى بـ»أبي بكر اللبناني» في مدينة حلب بشمال سورية.

اتهامات دمشق

سياسياً، اتهمت دمشق أمس الرياض برعاية وتوجيه الفكر الإرهابي المرتبط تنظيمياً بـ»القاعدة»، مؤكدة أن تشريعات مكافحة الإرهاب في السعودية «محاولة لإيهام» الأسرة الدولية.

وجاء في رسالة وجهتها وزارة الخارجية السورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول ما وصفته بـ»الدور التخريبي» للسعودية، ان «الخطورة تكمن في استمرار هذا النظام (السعودي) بنشر الفكر التكفيري الوهابي الذي اعتمدته كل المجموعات الإرهابية أساساً لتبرير جرائمها»، واعدة بتزويد مجلس الأمن بهويات 228 سعودياً قتلوا في سورية.

منع المساعدات

في المقابل، اتهمت الأمم المتحدة الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة بعرقلة وصول المساعدات، مشيرة إلى أن كلا من الجانبين ربما يخرق مطالب مجلس الأمن لإغاثة المدنيين المحاصرين.

وفي أول تقرير يقدمه لمجلس الأمن بشأن تنفيذ القرار الصادر في 22 فبراير، قال كي مون أمس الأول، إن قوات الحكومة مازالت تحاصر 175 ألف شخص، بالإضافة إلى 45 ألفا تحاصرهم جماعات المعارضة في عدة مناطق، «ووصول المساعدات الإنسانية مازال صعباً جداً»، مضيفاً أن نحو 9.3 ملايين شخص يحتاجون إلى هذه المساعدات، في حين فر 2.6 مليون آخرون من الحرب الأهلية.

(دمشق، إسطنبول- أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)

back to top