أردوغان يكتسح «البلديات» ويتعهد باقتلاع جذور أعدائه
• «العدالة والتنمية» يفوز بـ 38 ولاية
• «الشعب» يحتفظ بـ 9 بلديات ويطعن في نتائج أنقرة
• «الشعب» يحتفظ بـ 9 بلديات ويطعن في نتائج أنقرة
رغم الانتقادات العنيفة لنزعة زعيمه الاستبدادية واتهامات الفساد الخطيرة التي تُطوّق حكومته، اكتسح حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا، نتائج الانتخابات البلدية التي تحوّلت إلى استفتاء على رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذي توعّد خصومه بدفع الثمن واقتلاع كيانهم الموازي للدولة من جذوره.
لم ينتظر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إعلان النتائج الرسمية بحسم حزبه "العدالة والتنمية" للانتخابات البلدية لصالحه بفارق كبير عن أقرب منافسيه حزب الشعب الجمهوري، وتعهد مساء أمس الأول بدخوله "عرين الأعداء"، الذين اتهموه بالفساد وسربوا أسرار الدولة، متوعدا إياهم بأنهم "سيدفعون الثمن".وبعيد تأكيد حصده لأكثر من 47% من أصوات الناخبين، ألقى أردوغان الذي يواجه أكبر تحد لحكمه المستمر منذ 12 عاماً خطاب الفوز من إحدى شرفات مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة أمام آلاف من أنصاره بعد حملة انتخابية مريرة وصف خلالها معارضيه بـ"الخونة" الذين شكلوا "تحالفاً للشر".وقبل أن يقدم الشكر لكل من دعا لتركيا في فلسطين ومصر والبلقان وبخاصة الشعب السوري، أسف أردوغان، لأن هناك من أراد العبث بالأمن القومي التركي، إلا أن "نتائج الانتخابات أثبتت انه لا مكان للخائن بيننا"، مشيراً إلى أن "الخيانة وصلت بهم إلى درجة التنصت على وزير الخارجية".وقال أردوغان، في خطابه: "سندخل عرينهم وسيدفعون الثمن ويساءلون كيف لهم أن يهددوا الأمن القومي؟"، مضيفاً: "قلت لهم إنهم حشاشون وإن أخلاقهم سيئة وقد خسروا في الانتخابات، والشعب التركي قال كلمته بأن الأمن القومي التركي هو خط أحمر".فشل التسجيلاتوشدد على أن "نتائج الانتخابات أكدت أن السياسة اللا أخلاقية تخسر دائماً"، متسائلاً: "هل سمعتم بأن رئيس أي حزب معارض صرح بأن تسجيل هذا الاجتماع السري جاسوسية وخيانة؟"، مؤكداً أن "سياسة التسجيلات المفبركة والتسريبات فشلت وعلى أحزاب المعارضة عدم تجاوز الخطوط الحمراء ومحاكمة نفسها على الأخطاء".ومضى رئيس الوزراء التركي بأن "الحرس القديم والتحالفات غير الواضحة نالت ضربة قاصمة وصفعة عثمانية لن تنسى"، مشدداً على أن بلاده بحاجة إلى معارضة حقيقية غير التي تسعى إلى الاستقطاب والتمييز والتقسيم بين البشر.وذكر أنه تعهد بترك العمل السياسي إذا لم يفز حزبه بالمرتبة الأولى، إلا أن زعماء المعارضة لم يفعلوا ذلك لأنهم يعيشون من خلال تلك المناصب، متوقعاً أن "نشهد غداً فرار بعض الأشخاص من تركيا لأن البعض قام بارتكاب جريمة الخيانة ضد دولتنا". فوز وطعنوبهذا الفوز يؤكد رئيس الوزراء الإسلامي المحافظ أنه بعد 12 عاماً مارس فيها السلطة بدون منازع، يبقى الشخصية الأكثر شعبية في البلاد، رغم أنه كذلك الأكثر إشكالية، اذ تؤيده شريحة تنسب إليه الازدهار الاقتصادي في البلاد، فيما تعتبره شريحة أخرى "طاغية".وغداة يوم عصيب شهد سقوط ما لا يقل عن تسعة قتلى، أعلن مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية أنقرة مليح غوكتشيك أمس فوزه على مرشح المعارضة، وذلك بعد عملية فرز للأصوات استمرت طوال الليل.وقال رئيس البلدية المنتهية ولايته، في مؤتمر صحافي إلى جانب نائب رئيس الوزراء أمرالله أيسر ووزير العدل بكير بوزداغ: "سيدي رئيس الوزراء، لقد سهلتم لنا الطريق. إن سكان أنقرة وتركيا تبنوا نهجكم بـ45 في المئة والطريق بات مفتوحاً".وبعد فرز 99.65 في المئة من الأصوات حصد غوكتشيك 44.74 في المئة مقابل 43.81 في المئة لمنافسه من حزب الشعب الجمهوري منصور يواس. وكان الخصمان أعلنا فوزها على التوالي مساء أمس الأول في مناخ متوتر أججته اتهامات بالتزوير ومخاوف.لكن حزب الشعب أكد أنه سيطعن على نتائج أنقرة التي هزم فيها بفارق ضئيل في أشد منافسة، مشيراً إلى حدوث تزوير في صناديق العاصمة وكذلك سيطعن على نتائج مدينة انطاليا الساحلية الجنوبية وهي من معاقله التقليدية التي فاز فيها أيضاً الحزب الحاكم.نتائج وإحصائياتوبحسب النتائج الأولية، فإن "الشعب" حصل على نسبة 27% مكنته من تسع بلديات والسلام والديمقراطية بخمس و"الحركة القومية" بثلاث، بينما فاز حزب أردوغان برئاسة بلديات كبرى وصغرى في 38 ولاية.وضمت الانتخابات نحو 52.7 مليون ناخب، بينما بلغت أعداد المراكز الانتخابية نحو 194 ألفاً و701 مركز، وعدد صناديق الاقتراع في عموم المدن والبلدات التركية زهاء 400 ألف صندوق.وشارك في تلك الانتخابات 26 حزباً سياسياً جاء في مقدمتها الأحزاب الأربعة الكبرى الممثلة في البرلمان الحالي، وهي العدالة والتنمية صاحب الأغلبية بـ320 مقعداً في البرلمان من أصل 550 مقعداً، يليه "الشعب" بـ134 مقعداً، ثم حزب الحركة بـ52، وأخيراً حزب السلام والديمقراطية الذي يصنف على أنه حزب مؤيد لحقوق الأكراد بـ26 مقعداً.(أنقرة، اسطنبول- أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)