في أوج الحملة الانتخابية لحزب "العدالة والتنمية" الإسلامي الحاكم في تركيا قبيل الانتخابات البلدية المقررة في 30 مارس، أوقدت جنازة فتى ينتمي إلى الطائفة العلوية، تُوفي متأثراً بإصابته برصاص الشرطة في يونيو الماضي، شعلة تظاهرات حاشدة، وتعبئة جديدة ضد رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان، الذي يواجه منذ أشهر تبعات فضيحة فساد غير مسبوقة، إضافة إلى فضائح تسريبات وضغوط من المعارضة، لفرض قوانين اعتبرت قمعية.

Ad

يذكر أنه انتشر الأسبوع الماضي تسجيل مسرّب لأردوغان اعتبر مهيناً للطائفة العلوية التي ينتمي إليها رئيس حزب "الشعب الجمهوري" المعارض كمال كليجدار أوغلو. وكان أردوغان اتهم زعيم هذا الحزب بتأييد الرئيس السوري بشار الأسد لأسباب طائفية.

 وفور إعلان وفاة بيركين ألفان (15 عاماً) أمس الأول، بعد غيبوبة استمرت 269 يوماً منذ إصابته خلال "احتجاجات ساحة تقسيم" في يونيو الماضي، نزل الآلاف إلى الشوارع في تظاهرات تحوّلت إلى صدامات مع الشرطة، وأمس نزل عشرات الآلاف مجدداً إلى الشارع بأعداد كثيفة خلال تشييع جنازة الفتى.

وبدأ المحتجون تحركهم من حي شعبي في إسطنبول، حيث كان يقيم ألفان، مرددين هتافات مناهضة لأردوغان منها: "شرطة حزب العدالة والتنمية اغتالت بيركين"، و"طيب، قاتل" وأخرى "الدولة المجرمة يجب أن تحاسب".

ونقل نعش ألفان ببطء نحو المقبرة في الحي، وبعد انتهاء الجنازة نظمت مسيرة حاشدة في إسطنبول تزامناً مع تجمعات أخرى في المدن الكبرى، حيث أغلقت بعض المقاهي والمتاجر أبوابها حداداً.

وبحسب عائلة بيركين ألفان، فإنه أصيب بجروح بالغة في الرأس في الحي الذي يقيم فيه في 16 يونيو بقنبلة مسيلة للدموع أثناء خروجه لشراء الخبز، بينما كانت الشرطة تفرّق محتجين مناهضين للحكومة.

ووفق الصحافة التركية، فإن نحو عشرين متظاهراً أصيبواً بجروح مساء أمس الأول، إصابة اثنين منهم خطرة في مرسين وإسطنبول، مبينة أن الشرطة اعتقلت أكثر من 150 شخصاً خلال التظاهرات التي شهدتها نحو 30 مدينة تركية.

(أنقرة، إسطنبول- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)