«سهيل» يطلع الأحد... «شمال» أم «كوس»؟!
يعد نجم سهيل من أشد النجوم لمعانا في السماء بعد الشعري اليمانية، وينتمي إلى مجموعة النجوم الثابتة الجنوبية، ولا يرى هذا النجم في شمالي خط عرض 40 شمالا من خط الاستواء، وذلك بسبب قربه من أفق القطب الجنوبي.ويقول خبير التنبؤات الجوية والبيئة عيسى رمضان لـ "الجريدة" إن الكولونيل ديكسون، المعتمد السياسي لبريطانيا، ذكر في كتابه "عرب الصحراء" أن أهل الكويت والجزيرة العربية كانوا في الماضي ينتظرون طلوع نجم سهيل بفارغ الصبر، وهذا التلهف والانتظار يكونان قويين لدرجة أن الناس من بعد 24 أغسطس يستيقظون عدة ساعات قبل الفجر، محاولين رؤية نجم سهيل. وهذا التلهف يأتي من بعد أشهر الصيف الحارة اللاهبة، وخاصة فترة الكليبين الحارة وشديدة الرطوبة أحيانا، والتي تجعل الناس ينتظرون ظهور هذا النجم الجنوبي شديد اللمعان بطريقة غير عادية، لعلاقة هذا النجم ببداية انخفاض درجات الحرارة وتغير الطقس وظهور السحب في الفترة التي تليها.
وكانوا إذا شاهدوه قالوا "دلق سهيل… دلق سهيل"، وكان الخبر ينتشر في الكويت والبادية ويقولون "سهيل شيف، سهيل شيف"، أي شافه فلان وفلان، و"الحمد لله القيظ (أي الصيف)، انتهى". وأضاف رمضان أن "سهيل يُري في اليمن من بعد 24 أغسطس، وفي نجد بين الأول من سبتمبر وحتى العاشر منه. أما في الكويت فتمكن رؤيته بعد الخامس أو السادس، وفق صفاء السماء من سبتمبر حوالي الساعة 3:30 صباحا، ويكون شديد الانخفاض وقريبا من الأفق الجنوبي، ويتخذ مساره قوسا صغيرا، ثم يغيب ثانية ويكون ارتفاعه في الأفق الجنوبي حوالي 13 درجة تقريبا. ويستمر ظهوره حتى نهاية فصل الشتاء في منطقة الجزيرة العربية". ولفت إلى "قول مشهور في الكويت يشير الى ارتباط الطقس بيوم ظهور سهيل، "فإذا كانت الرياح شمالية غربية فإن أغلب أيام الصيف المتبقية سوف تكون شمالية غربية. أما إذا صادف ظهوره يوما رطبا وكانت الرياح جنوبية شرقية (كوس)، فإن أغلب أيام المتبقية من الصيف سوف تكون جنوبية رطبة ومرهقة في بعض الأحيان"، مشيرا الى عدم وجود علاقة "علمية" لهذا النجم والأحوال الجوية في المنطقة، بل إن ضعف المنخفض الموسمي الهندي وتغير سقوط زاوية أشعة الشمس وقصر النهار وتغير الفصول وابتداء حركة المنخفضات القبرصية والمرتفعات الأطلسية هي التي تؤثر في طقس المنطقة". وتوقع خبير التنبؤات الجوية أن تصاحب ظهور "سهيل" في يوم غد الأحد "رياح جنوبية شرقية ترتفع معها الرطوبة النسبية مساء وحتى الأربعاء، فضلا عن تكوّن بعض السحب المتفرقة التي قد تكون ركامية في المناطق الشمالية الشرقية من الكويت وفوق الجزر". وأشار الى الدراسة التي أعدها الأستاذ عبدالملك الكليب مراقب المناخ سابقا، والتي تبلغ نسبة دقتها نحو 75 % بأن يكون الطقس رطبا في ما تبقى من فترة الصيف وغائما ممطرا خلال وما بعد أيام الوسم في المنطقة، مضيفا أن ما تبقى من فصل الصيف سيكون نصف أيامه معتدلا خلال الليل، وبخاصة في المناطق المكشوفة والبعيدة نسبيا عن المدينة. والنصف الآخر، وخصوصا خلال الظهر، سوف يكون رطبا مملا أحيانا. وحول المناخ خلال الشهر المقبل قال رمضان إن "درجات الحرارة تبدأ بالانخفاض (طالع الطرفة 24 أغسطس _ 5 سبتمبر) قيل في أول الطرفة يظهر نجم سهيل في نواحي نجد، وتبدأ رؤيته من 1 – 25 سبتمبر للعيان في السماء الجنوبية. وتستمر الفترات الرطبة وخاصة خلال الفترات من 15 – 29 سبتمبر. ويكون به (طالع الجبهة من 6 – 19 سبتمبر)، وينتهي عند النوم بالليل تحت أديم السماء، وهي الفترة التي تسمى بها في الكويت الصفري، والتي تزداد بها أمراض الحساسية والعيون والأنفلونزا. وفي نهاية الشهر يكون (طالع الزبرة 20 – 2 أكتوبر)، ويتساوى الليل والنهار في 27 من هذا الشهر، ويأخذ الليل بالزيادة. وأخيرا توقّع رمضان أن يكون الطقس مرهقا عندما تكون الرياح جنوبية شرقية رطبة (الكوس)، بينما يكون خريفا منعشا إذا كانت الرياح شمالية غربية جافة.