أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة التي تديرها حركة (حماس) اسماعيل هنية هنا اليوم قرار حكومته باستيعاب اللاجئين الفلسطينيين الفارين من القتال في سوريا الى القطاع وتقديم مساعدات عاجلة لهم .

Ad

وأبلغ هنية عددا من هذه العائلات التي اجتمع بها اليوم في غزة ان حكومته قررت صرف مبلغ قدره خمسة آلاف دولار لكل واحدة منها إضافة الى منح كل أسرة مسكنا في مدينة الشيخ (حمد بن خليفة) التي ستشيد في مدينة خان يونس بمنحة قطرية .

وأشار الى انه سيجري ايضا إعفاء الطلاب العائدين من رسوم التعليم في المراحل الدراسية بالاضافة الى توظيف فرد واحد من كل عائلة واعتبار من سقط في احداث سوريا "شهيدا له حق شهداء فلسطين".

ورأى هنية في كلمة ألقاها خلال اللقاء ان "عودة هؤلاء اللاجئين من سوريا الى غزة ليست بديلا للعودة الى قراهم ومدنهم التي هجروا منها في عام 1948 وانما هي جزء من العودة لكل فلسطين".

وأكد على ان "قضية اللاجئين هي عنوان قضية فلسطين وهي ثابتة لا تتبدل" مشددا على ان "العودة حق مقدس لا يقبل التفريط كما ان لا أحد يملك الحق في التنازل عن العودة لأي بقعة من فلسطين".

وتعهد هنية في كلمته بأن الحكومة التي يقودها "ستحتضن كافة اللاجئين العائدين من سوريا وستوفر لهم كافة مستلزمات الحياة كواجب وطني وشرعي".

يذكر ان نحو 1200 من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تمكنوا من الوصول الى غزة خلال الاشهر الاخيرة عبر مصر وهم يمثلون وفق وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) نحو 236 عائلة عدا عائلات أخرى سورية الاصل .

وشدد هنية على انه "بالرغم من الحصار المتجدد والمعاناة والضيق الا ان غزة يمكنها ان تتسع لأبنائها اللاجئين بقلوب اهلها وبديارها" موضحا ان هذه الحكومة "ترحب بعودة اي لاجئ الى غزة".

واعتبر ان حصار غزة جاء لسببين الاول هو رفض حكومته الاعتراف بشروط اللجنة الرباعية التي تعني الاعتراف باسرائيل ورفضها التنازل عن 78 بالمئة من أرض فلسطين والثاني هو تمسكها بالمقاومة كحق لشعب يرزح تحت الاحتلال.

على ذات الصعيد أشاد هنية "بصمود اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات سوريا خاصة اليرموك القريب من دمشق والذي يتعرض لحصار وقتل ودمار" داعيا الى "حماية اللاجئين الفلسطينيين ووقف سفك دمائهم".

وقتل نحو 1500 من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين يقدر عددهم بنحو نصف مليون لاجئ خلال سنوات الحرب الدائرة هناك فيما نزح الكثيرون منهم الى مناطق اكثر امنا في لبنان والاردن.

ولقى العشرات من هؤلاء اللاجئين حتفهم خلال الاسابيع الاخيرة غرقا في البحر في عدة حوادث بسبب جنوح سفن كانوا على متنها هربا من الحرب الاهلية في سوريا والتي كان آخرها في المياه الاقليمية لجزيرة مالطا.

وكرر هنية الموقف الذي يجمع عليه معظم الفلسطينيين بشأن ما يجري الان في سوريا مشيرا الى حيادية موقف حركة (حماس) بشأن الازمة السورية .

وشدد على ان "عودة هؤلاء اللاجئين من سوريا الى غزة لا تعني توطينهم هنا" مشددا على انه "لا بد من عودة هؤلاء لقراهم ومدنهم التي جاءوا منها في صفد واللد والرملة وحيفا ويافا".