معلومة غابت «24» عاماً

نشر في 19-03-2014
آخر تحديث 19-03-2014 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي بتاريخ 11/ 2/ 2014 نشرت في جريدتنا الغراء مقالاً تحت عنوان "وارتجت القلوب" يتحدث عن بعض ذكرياتي أيام الغزو والاحتلال العراقي لبلدنا الحبيب في الثاني من أغسطس عام 1990 جاء فيه "بعد أيام من التحرير وفي إحدى الأمسيات تلقيت اتصالاً هاتفيا من السيد محمد درويش العرادي رحمه الله مدير المراسم الأميرية في ذلك الوقت، حيث أبلغني بأن هناك برقية صادرة من السفارة بالرياض تتضمن تعليمات أميرية يرجى تنفيذها بسرعة، ذهبت لمقر السفارة الملاصق للسكن حيث وجدت برقية واردة من السفارة في الرياض وتحمل توقيع الأخ الفاضل سليمان ماجد الشاهين تتضمن الإفادة بأنه بناء على أوامر سيدي أمير البلاد يرجى مغادرة جمهورية الجزائر دون إبلاغ السلطات المختصة بذلك".

مرت الأيام وتوالت الأعوام وكنت أعتقد طوال هذه السنين بأن الأمر الكريم بمغادرة الجزائر قد جاء رداً على موقف الجزائر تجاه الغزو والاحتلال، وعدم مناصرة الشعب الكويتي الذي تعرض للغدر والقهر بكل وحشية، خصوصاً أن الجزائر وشعبها قد ذاقا القهر والاحتلال الفرنسيين، وكانت السفارة قد اقترحت أن تقوم دولة الكويت بعد التحرير بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الجزائر، وبناء على ذلك بنيت اعتقادي الذي لازمني طوال أربعة وعشرين عاما الماضية حتى تلقيت في صباح يوم نشر المقال مكالمة عزيزة من إنسان أكنّ له كل المودة والتقدير، الأخ الفاضل سليمان ماجد الشاهين الذي أبلغني باستمتاعه بقراءة المقال، وأضاف بأن هناك معلومة غابت عن الذكر، فقد جاء طلب مغادرتكم الجزائر بسرعة بناء على أوامر صادرة من الحكومة في الطائف، بعد أن توافرت معلومات تفيد بأن هناك محاولة لبعض الجهات لاقتحام السفارة واحتلالها واختطاف السفير، وحرصاً من القيادة السياسية على أبنائها في كل مكان فقد جاء الأمر لكم بالمغادرة بالسرعة الممكنة.

عند سماعي لذلك الحديث من الأخ العزيز "بوعمار" انتابتني مشاعر مختلفة، ولكن بالتأكيد كان على قمتها مشاعر العزة والفخر بالانتماء إلى هذا الوطن ونظامه الحريص على سلامة أبنائه أينما كانوا، هذا الوطن الصغير بمساحته القليل بعدد سكانه الكبير بمواقفه الشجاعة وحكمة قيادته، استطاع أن يجمع كل شرفاء العالم وأحراره حوله، وتمكن من إزالة أكبر دكتاتورية عرفها التاريخ.

استأذنت الأخ "بوعمار" إن كان بالإمكان الإشارة إلى هذه المكالمة وتلك المعلومة التي أسمعها لأول مرة في إحدى المقالات القادمة، حيث أكد أن الواجب يحتم كتابة التاريخ وأحداثه بكل ما فيه من آلام وأفراح، فذلك من حق الأجيال علينا، فاهتمام القيادة السياسية في الكويت بأبنائها راسخ، ولم تدفع بهم في يوم من الأيام إلى مغامرات استبدادية أو عدوانية، وقد اتضح ذلك بمتابعة شؤون المواطنين أثناء الاحتلال والتواصل معهم سواء داخل الكويت أو في أماكن وجودهم.

هذه الكويت وهذا نظامها... وكانت السفارة قد استلمت منشوراً مسرباً يتضمن أوامر موجهة إلى السفارة العراقية في الجزائر لوقف نشاط السفارة الكويتية باستخدام جميع الوسائل.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

***

المخرج نيازي مصطفى... في مجلس الأمة

في عقود الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي برز في مصر العزيزة عدد من المخرجين المبدعين في أفلام الأبيض والأسود، ومنهم المخرج نيازي مصطفى الذي اشتهر بإخراج أفلام النهايات السعيدة، فبعد أكثر من ساعة من البكاء والنواح والخلاف والنزاع، ينتهي الفيلم بمنظر البطلة تركض على ساحل البحر وهي تنادي البطل "أحمد"، وعلى الناحية الأخرى يظهر البطل وهو ينادي البطلة "نادية"، وينتهي الفيلم بالنهاية السعيدة، وترتسم الابتسامة على وجوه جميع الحضور... وهذا ما حدث في مجلس الأمة في الأسابيع القليلة الماضية.

back to top