نعم كلنا ضد الفساد، ونعرف أن هناك فساداً يرتكب يومياً، لكن السؤال: لماذا اللف والدوران في كشف الحقائق؟ ولمصلحة من يتم التستر على رؤوس الفساد؟ وما الدور المطلوب لوقف هذا المسلسل المرعب؟ ولماذا لم تقدم الأدلة إلى مكانها الصحيح؟     

Ad

منذ قضية استثمارات الغزو والناقلات إلى التحويلات والداو ولؤلؤة الخيران ومولدات الكهرباء والفحم المكلسن، وتناثر أسفلت الشوارع، وتصدع استاد جابر، وحرائق جامعة الشدادية، وغيرها من المشاريع التي دارت حولها الشبهات رأينا الكثير من لجان التحقيق ولم نرَ نتيجة، ولم نرَ من يجرؤ على كشف الحقيقة كاملة ممن يدعي ملكيته للوثائق بالذهاب بعيداً عبر كشف الحقيقة كاملة وتقديمها للنائب العام.  

حالة من فقدان الثقة والإحباط يعيشها المواطن من جراء تداخل المعلومات، وتقاطع الأسماء التي لا تخلو هي الأخرى من الشوائب وعلامات الاستفهام، فبعض تلك الأسماء يملك الملايين بعد أن كانت حافية القدمين، فأي زمن نعيشه؟

«حشد» قررت نزول الشارع فتداعت معها بعض القوى السياسية، والرهان كان على نوع المعلومات التي أدخلتنا في لعبة أخرى ومزيد من التعب السياسي.

الإصلاح لا يأتي عن طريق المواجهة والعشوائية، فها هي الشعوب العربية ضحت بالغالي والنفيس، ولكن ماذا جنت غير المزيد من الدمار، حتى صارت فاتورة الإصلاح تحتاج إلى عشرات السنين بعد كل ما قامت به، وكانت النتيجة مأساوية كون المشروع في الأصل بني على الكراسي وليس على برنامج إصلاحي.   

الإصلاح كما قلنا في السابق يجب أن يتم من خلال الأطر الدستورية وبغطاء شعبي، وأولى الخطوات تكمن في المؤسسة التشريعية التي تقع عليها مسؤولية كشف مخطط الفساد عبر تقديم مشروع قانون متكامل، يسمح للنائب العام بالتدقيق بكل أنواع الكسب غير الشرعي أسوة بالدول المتقدمة، فمن غير المقبول أن نظل نتكلم عن الفساد المالي والقانون الحالي لا يمكّن جهات الرقابة من أداء عملها بالشكل الصحيح.

 لا أريد أن أصدق الأرقام التي عرضها النائب السابق مسلم البراك في ساحة الإرادة، ولكن وبلا شك أريد أن أسمع بياناً حكومياً يقطع الشك سواء بالنفي أو التأكيد، فالقضية مليارات تحصلت دون وجه حق ومن أموال الشعب.

الأمن الداخلي

هاجس آخر فمن ينظر إلى أن الكويت بعيدة عن خطر المجموعات الإرهابية لا يقرأ بالشكل الدقيق، والجمعات التكفيرية لها جذور في كل المنطقة، فقدرتها على الوجود على أرض الميدان في العراق وسورية تؤكد هذا حتى إن كان هذا الكلام لا يعجب البعض، لكن «داعش» و»النصرة» أعلنتا في أكثر من مرة أن المحطة القادمة دول الخليج، وهما يملكان القدرة الميدانية وكأنهما جيش نظامي، فقد وصلت الجرأة بـ»داعش» إعلانها خريطتها التوسعية والكويت من ضمنها، وبمعنى آخر هذا البيان بمثابة إعلان حرب على الكويت، وهناك من لا يحمل هذا البيان على محمل الجد.

ودمتم سالمين.