كانت مديحة يسري ولا تزال متمسكة بالعادات والتقاليد والأصول كافة التي نشأت عليها، وفي الوقت نفسه كانت لديها الشجاعة والجرأة على اتخاذ أي قرار، ما دام يتوافق وقناعتها، ومهما كانت النتائج أو العواقب. باختصار، هي النموذج الأمثل لامرأة من برج القوس (مواليد 3 ديسمبر) تعشق المغامرة والنشاط، صريحة إلى حد التهور، لا تجيد الكذب أو المراوغة.

Ad

كيف تصرفت إذاً حيال غضب والدها بعدما قرأ في إحدى المجلات أن ابنته التي غيرت اسمها من {هنومة خليل} إلى {مديحة يسري} ستدخل الـ{بلاتوهات} لتصوير فيلم سينمائي، من بطولة المطرب فريد الأطرش، في زمن يعرف الجميع أن الفن فيه لم يكن يضع الفنان فوق مستوى الشبهات، بل كان الفنان، على العكس، مواطناً من الدرجة الثانية، لا تُقبل شهادته في المحاكم لأنه {مشخصاتي}.

تصرفت بعناد، واعترفت لوالدها بما فعلتْه، ومن أول مواجهة، بل دافعت عن اختيارها بشراسة يصعب تخيلها في عصر كانت المرأة فيه محض عبء على الرجل.

دخل الأب المنزل منفعلاً وأسرع ينادي صارخاً:

-هنومة... هنومة.

خرجت من غرفتها وشعرت بالقلق بعدما شاهدت والدها غاضباً وهو يسألها بحدة:

أنت هتشتغلي في التمثيل يا بنت؟؟؟

ارتبكت مديحة ولم تنطق، فردد الأب السؤال:

أنت هتشتغلي في التمثيل يا هنومة؟ وإيه الصورة اللي منشورة في المجلة دي؟؟؟

تقول مديحة إنها استجمعت قواها وبدأت في تجميع الكلام، لتبدأ في الحديث قائلة:

- أيوه يا بابا...

ثم تحكي أكثر تجارب حياتها صعوبة ومرارة: {كانت يد الأب في الرد أسرع من كلماته، صفعني على وجهي بقوة، فسقطت على الأرض في عنف لم يتعامل به معي سابقاً. كانت أول وآخر مرة يصفعني وبهذه الحدة، بل وصل الأمر إلى أنه هددني بالقتل إن لم أتراجع وأعتذر عن الفيلم. كانت أصعب لحظة في حياتي}.

ثورة الأب طاولت أيضاً خالة مديحة كونها شريكة في الجريمة، على حد توصيفه، حتى إنه هدد بالإبلاغ عنها لانتحالها صفة {ولي الأمر}، وهو ما يخالف الحقيقة والواقع، إلا أن ذلك كله لم يرهب امرأة القوس، بل زادها حدة وإصراراً وتشبثاً بموقفها.

وبعد شد وجذب وصراخ ودموع وتهديد ووعيد، قبل الأب اقتراح الأم بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، خصوصاً بعدما علم بأمر الشرط الجزائي المنصوص عليه في العقد في المفاوضات التي حضرتها بالطبع خالتها وبعض أقاربهم الذين لجأت إليهم مديحة لمساندتها. وافق الأب على مضض بأن تقوم ابنته ببطولة الفيلم ليكون تجربتها الأولى والأخيرة نظراً إلى عدم قدرته على دفع الشرط الجزائي، كذلك اشترط عليها ضرورة أن تلازمها في أيام التصوير إما خالتها أو والدتها، وهو ما وافقت عليه مديحة ومن دون نقاش، رغم أنها كانت تدرك تماماً أن هذه التجربة لن تكون الأخيرة.

وهكذا انتصرت إرادة مديحة، وبدأت في التحضير والاستعداد لدورها في فيلم {أحلام الشباب} أول بطولاتها السينمائية أمام الفنان فريد الأطرش، وشراء كل ما يلزمها من ملابس وأكسسوارات تناسب الدور. الطريف أنها صرفت كل ما تقاضته من أجر وكان 120 جنيهاً على الملابس.

لم تكن السينما المصرية عرفت التخصص في الأزياء، فكانت الفنانة تختار ملابسها وفقاً لملامح دورها مع المخرج، وهو الأسلوب نفسه الذي اتبعته مديحة كبقية الفنانات، فأنفقت أموالها بالكامل على ملابس اشترتها من محلات وسط البلد، فيما راعت بالطبع التزام الحشمة والوقار في اختياراتها لها تنفيذاً لتعليمات والدها وتجنباً لأي مشاكل قادمة، واتساقاً أيضاً مع شخصيتها الأميل دوماً إلى المحافظة.

الصب تفضحه عيونه

كانت مديحة اعتادت على شكل موقع التصوير، بما يتضمنه من ديكورات، ومعدات إضاءة وتصوير وغيرها من آليات العمل في الأفلام، لذا لم تشعر بالرهبة وهي تدخل لتصوير دورها في {أحلام الشباب}. كانت تشعر بالألفة نحو المكان، مقارنة بمشاعر الرعب والخوف التي تملكتها في تجربتها السابقة، الأمر الذي رفع درجة حماستها وزاد من ثقتها بنفسها، تلفتت مديحة تبحث عن مخرج الفيلم كمال سليم، لتتعرف إلى توجيهاته في ما يتعلق بالمشهد، وهو المخرج الذي يحكي الجميع قصصاً عن تميزه وعبقريته، لكنها للأسف لم تصل إليه بسهولة.

وكمال سليم، هو أبو الواقعية في السينما المصرية. حتى إن فيلمه {العزيمة} لم يكن فيلمه الأول، إلا أنه اختير ضمن أفضل 100 فيلم عرفتها السينما المصرية منذ بداياتها، ويعتبره النقاد نقطة تحول في تاريخ السينما المصرية، كونه كان صاحب أول فيلم مصري يتعرض لمشاكل الطبقة المتوسطة، على عكس أفلام تلك الفترة. وقد بدأ سليم حياته موظفاً في أستوديو مصر في وظيفة سيناريست ثم رئيساً لقسم السيناريو، قبل أن يقرر خوض تجربة الإخراج في فيلم {وراء الستار}، الذي لم يحقق نجاحاً رغم أنه كان من بطولة اثنين من عمالقة الغناء آنذاك وهما رجاء عبده وعبدالغني السيد، وتُوفي فجأة العام 1945عن عمر يناهز 32 عاماً وهو يصور فيلم {ليلى بنت الفقراء}.

في رحلة بحثها عن مخرج الفيلم كمال سليم، وجدت مديحة نفسها أمام محمد أمين، المطرب الذي كانت تعرفت إليه أثناء تصوير مشاهدها في {ممنوع من الحب}، وكان له دور في اختيار اسمها. فرح أمين لرؤيتها، ومجدداً فضحته عيناه، حيث نظرات الإعجاب تصرخ بما في القلوب، لذا لم تستغرب حينما اكتشفت من حديثه معرفته بأخبارها كافة، وأنها بصدد القيام بأولى بطولاتها، وقبل أن تودعه وتنصرف بحثاً عن كمال سليم، وعدها أمين بأن يحضر لها أول نسخة من أسطوانته الغنائية الأولى مذيلة بإهدائه.

في أحد الأركان لمحت مديحة الفنان فريد الأطرش يضبط عوده، فيما أحد مساعدي الإخراج كان يراجع معه المشهد، بثبات اقتربت منه وبادرته قائلة:

*صباح الخير يا أستاذ.

رفع فريد عينه قائلاً: صباح النور... أية خدمة؟

بصعوبة استجمعت شجاعتها وقالت: أنا مديحة يسري.

فابتسم الأطرش قائلاً: أهلاً أهلاً...

وقبل أن يمتد حبل الحوار بين مديحة وفريد، كان كمال سليم قد لحق بهما ليكمل التعارف بينهما، ثم بدأ في شرح المشهد بتفاصيل الحوار، وكيف سيتحركان أمام الكاميرا، و...

مع أول مشهد جمعها بفريد كان حريصاً على أن يبدد مشاعر الخوف أو الخجل التي كانت تسيطر عليها، وكان يلمسها في تصرفاتها، لذا كان يجتهد في إطلاق النكات والتعليقات الساخرة ليضحك السمراء الفاتنة، كذلك كان حريصاً على مراجعة الحوار معها قبل تصوير أي مشهد يجمعهما، والألحان التي غناها في الفيلم كان حريصاً أيضاً على أن يأخذ رأيها فيها، الأمر الذي أشعرها بألفة انعكست إيجاباً على المشاهد التي جمعتهما، وعلى علاقتهما أيضاً لاحقاً عندما شاركته بطولة فيلم {شهر العسل} العام 1945.

قدمت مديحة في {أحلام الشباب} دور إلهام الجارة اليتيمة التي تعيش مع خالها بسيوني، وفي إحدى الليالي تفاجأ بفريد الشاب الثري، الذي نشأ وفي دمه عشق خاص للمغامرة يقتحم نافذة المنزل، ما يصيب الأسرة بالذهول، ومن جانبه يعتذر لهم فريد، معللاً فعلته كونه مريضاً بالحركة أثناء النوم.

ولأن فريد أصيب بجروح خطيرة أثناء اقتحامه المنزل تضطر الأسرة إلى استضافته حتى يتماثل للشفاء، ومع الوقت يكتشف فريد أن إلهام تدرس البيانو فيعرض عليها أن يدربها، خصوصاً أنه يجيد العزف، حينها يفهم بسيوني أن فريد عاطل بلا عمل، فيتفق معه على أجر مقابل تدريس البيانو لإلهام، ومع الوقت تنشأ بينهما قصة حب.

دبلوماسية

كثير من الذكريات حول {أحلام الشباب} ما زال حاضراً في ذاكرة مديحة، تقول: {كنت أقف أمام فريد الأطرش. حينما قال المخرج كمال سليم للمرة الأولى {ستوب}، لم يكن {الشوط} قد اكتمل، لذا شعرت بالتوتر والقلق غير العاديين، حين أدركت أنني السبب، وأحسست بأن نظرات الجميع تحاصرني وأصابع الاتهام تشير إليَّ بأنني السبب في التوقف، وما هي إلا لحظات حتى تحجَّرت الدموع في عيني، وكادت أن تتساقط لولا عزيمتي وإصراري على التماسك، وألا أظهر ضعفي لأحد. غير أنني فوجئت بالمخرج كمال سليم يقترب مني ويسألني عن سر هذه الدموع وسبب توتري، فأخبرته بإحساسي وخوفي أن أكون السبب في تعطل التصوير، ولكنه طمأنني مؤكداً أن السبب في توقف التصوير يرجع إلى المسؤول عن الميكروفون، والذي تحرك من المكان المخصص له، ومن ثم ظهر في الإطار، لذا كان التوقف والإعادة}.

تضيف: {مع الوقت اكتشفت أن كل مرة يحدث فيها توقف كان المخرج يرجع السبب مرة إلى الميكرفون وأخرى إلى الديكور... ولم يذكر أبداً ولا مرة واحدة أنني السبب كي لا يشعرني بالضيق فيزداد توتري وخوفي. كان بدبلوماسية ورقة شديدة، رحمه الله، يوجهني إلى ما يريد ومن دون أن يجرحني، فقد أدرك بحسه الفني أن موهبتي أشبه بالمادة الخام التي تحتاج إلى من يشكلها ويبرزها. صحيح كانت هناك تجربة سابقة، ولكن {أحلام الشباب} بمثابة المحك الأول لموهبتي والاختبار الحقيقي لنجاحي في الأداء وتفهم الشخصية التي أجسدها، لذا كان لكمال سليم الفضل الأكبر بعد الله في أن أقف على أول سلم النجاح، بل تعلمت منه الكثير والذي ساعدني في تجارب لاحقة، ولن أنسى أنه أرسل معي أحد العاملين في الإنتاج في الفيلم ليشتري لي فستاناً من {شيكوريل}، أحد أشهر المحلات آنذاك، بعدما علم أنني أنفقت أجري كله على شراء الفساتين التي استخدمها في الفيلم}.

يا للهول

رغم أن مديحة شخصية اجتماعية، ودودة تحب مخالطة الجميع، فإنها كانت تحرص دوماً على أن تجلس في حجرتها، تراجع مشاهدها التالية، خلال فترة الاستراحة، وفي أحد الأيام تفاجأت بالفنان الكبير يوسف وهبي، مؤلف القصة المأخوذة عن مسرحيته {اللزق}، وكان أحد أبطال الفيلم أيضاً، يزورها في حجرتها، وفي هذه اللحظة بالذات تذكرت مديحة من هو يوسف وهبي.

هو عميد المسرح المصري، وأحد أهم رموز العصر الذهبي لهذا الفن، ممثل ومخرج ومنتج أيضاً، أحد أشهر نجوم الشاشة في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، ورغم أنه كان من عائلة ميسورة الحال، فإنه رفض التخلي عن الفن وتنازل بإرادته عن ثروته وسافر إلى روما في العشرينيات لدراسة التمثيل والمسرح. أسس فرقة مسرحية خاصة، وقدم عدداً كبيراً من المسرحيات على مدى 40 سنة، كذلك قدم أكثر من 50 فيلماً، واستمر يمارس مهنة التمثيل التي عشقها منذ أول أفلامه {أولاد الذوات} العام 1932 وحتى آخر فيلم له {إسكندرية ليه} 1978، وتُوفي عن عمر يناهز 84 عاماً.

 لم تكن قد جمعتهما مشاهد، لذا كانت مرتبكة جداً، خصوصاً أن لوهبي {هيبة} كبيرة. غير أنها لم تتخيل أن فيلم {أحلام الشباب} لن يكون بداية تعارفهما فحسب، بل أيضاً بداية لعلاقة وطيدة جمعتهما لفترة طويلة وحتى رحيله. حتى إنه ساعدها في أول إنتاج لها من دون مقابل، قائلاً: {وهو معقول أخد فلوس من بنتي}.

تقول مديحة: {يوسف {بك} وهبي أستاذي الذي علمني التمثيل عموماً، لا سيما كيفية حفظ الحوارات الطويلة وإلقائها بشكل سليم}.

من جانبه، أبدى وهبي إعجابه بالوجه السينمائي الجديد، عندما تعرف إليها خلال تصوير بطولتها الأولى، وكثيراً ما كان يوجه إليها ملاحظات استفادت منها، ومع نهاية الفيلم فوجئت به يناديها في حجرته، وقال لها بلهجته الجهورة:

هايلة يا مديحة... أنت فعلا بتتطوري كل يوم.

ردت بخجل:

- شكراً يا أستاذ.

- لا بجد... أنا سعيد أنك مركزة وبتستفيدي من كل ملحوظة اتقالت لك.

بسعادة ممزوجة بخجل قالت: أشكرك جداً يا أستاذ.

تفحَّصها مبتسماً ثم واصل:

- إيه رأيك تلعبي بطولة ثلاثة أفلام من إنتاجي أنا وشريكي توجو مزراحي.

لم تتمالك مديحة نفسها من الفرحة وردت سريعاً:

- معقول يا أستاذ؟ ده لسه الفيلم ما اتعرضش؟ طيب مش تطمن أني هنجح.

فرد بلغة العالم ببواطن الأمور:

- من واقع خبرتي فأنا عارف بقول إيه، أنت فعلاً موهوبة وحتبقي نجمة كبيرة.

تعاقدت مديحة على ثلاثة أفلام مع شركة وهبي ومزراحي، بدأت تصويرها في عام 1942 وانتهت منها في 1945، وهي {تحيا الستات} من إخراج توجو مزراحي، {ابن حداد}، و}الفنان العظيم} من إخراج يوسف وهبي، وفيه توطدت علاقتها بالفنان محمد أمين بعدما تقاسما البطولة.

الحبيب المجهول         

خلال تصويرها فيلم {أحلام الشباب} كان الفنان حسين صدقي يبحث عن فنانة شابة تشاركه فيلمه الجديد {العامل}، والذي قرر أن يكون باكورة إنتاجه من خلال شركته الخاصة {أفلام مصر الحديثة}، بعدما شارك في كتابة السيناريو والحوار. وحسين صدقي هو فتى السينما الأول، وفقاً لتوصيف البعض، لم تسمح له ظروفه الأسرية والاجتماعية للسفر كغيره من النجوم لدراسة فن التمثيل الذي امتلك جوارحه كافة، فقد ولد يتيماً وتولت والدته تربيته، لذا حرص على دراسة التمثيل إلى جوار دراسته المنتظمة. في بداياته، شارك عمالقة الفن أعمالهم سواء مسرحياً أو سينمائياً وكوَّن شركة سينمائية قدم من خلالها مجموعة من الأفلام تميزت جميعها بطرح رسالة هادفة، عالجت بعض المشاكل الاجتماعية كالبطالة وتشرد الأطفال. أحد أبرز أدواره في فيلم {خالد بن الوليد}، فيما أشهر أفلامه {شاطئ الغرام} و}الشيخ حسن} و}ليلة القدر}، وهو اعتزل التمثيل في الستينيات، وكرمته الهيئة العامة للسينما، وتُوفي العام 1976.

سمع صدقي عن الفنانة الشابة مديحة يسري، التي تشارك فريد الأطرش فيلمه الجديد، وفعلاً دخل أستوديو مصر ووقف يتابعها عن بعد أثناء تجسيدها دورها بالفيلم، حينها تأكد من أنها الوجه الجديد الذي يبحث عنه. بعد انتهاء مشاهدها، أثنى على أدائها وعرض عليها أن تشاركه بطولة فيلمه {العامل} باكورة إنتاجه، خصوصاً بعدما علم أنه لم يتبق لها إلا أيام قليلة لتنتهي من تصوير دورها في {أحلام الشباب}.

كان الفيلم الأول الذي توقعه والدتها نيابة عنها وبعدما وافق أهلها على عملها في السينما والفن، والفيلم الذي كتب قصته وأخرجه أحمد كامل مرسي، كان يستعرض نضال العمال في الحصول على حقوقهم وانتصارهم في النهاية على أصحاب المصنع.

تقول مديحة: {إذا كان كمال سليم أعطاني الثقة وكان يطلب مني التمثيل ببساطة، من دون خوف من الكاميرا، كما كان لا يغضب عندما أخطئ في الحوار، فقد كنت أخشى أن أخطئ أمام حسين صدقي لأنه كان {حريصاً جداً} في إنتاجه، يحسب كل جنيه بدقة في ميزانية الفيلم، ومن ثم لا مجال للخطأ أو الإعادة}.

حرصت مديحة على حضور عرض الفيلم الخاص مع فريق العمل في سينما {كوزموغراف}، وبوصفه أول عرض خاص تحضره وسط الجمهور، حرصت على شراء فستان جديد، وحضرت إلى القاعة بصحبة أسرتها، خصوصاً والدها الذي تأكد أن ابنته تشارك في تقديم أفلام هادفة، ما يتوافق ورسالة الفن ودوره الذي كان مؤمناً به.

كانت مديحة في هذا اليوم تعيش فرحة انتصار كبير، لكن وكما يقول المثل العربي {تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن}.

الحلقة الخامسة غداً