استهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس «اسبوعا نوويا»، يتضمن محادثات مكثفة تهدف إلى مواصلة الضغط على إيران، وسط تصاعد الاحتمالات بتوقيع اتفاق دولي معها بشأن برنامجها النووي.

Ad

التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في تل أبيب، بينما يسافر إلى موسكو بعد غد للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويستقبل الجمعة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في القدس.

 

هولاند

 

وبدأ الرئيس الفرنسي أمس زيارة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية تستمر حتى غد، يأمل خلالها دفع عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الذين «ثمنوا» موقف باريس الحازم تجاه إيران، قبل جولة جديدة من مفاوضات بالغة الأهمية حول البرنامج النووي الإيراني.

وصرح هولاند، خلال مراسم استقباله ظهر أمس في مطار بن غوريون قرب تل أبيب، من نظيره الإسرائيلي شمعون بيريز ونتنياهو، بأن «سلاحا نوويا في إيران يهدد إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط والعالم»، قائلا إنه «إلى حين نتأكد من أن إيران لا تطور سلاحا نوويا فإننا لن نوقف العقوبات»، مضيفا: «لن نتراجع في مكافحة الانتشار النووي».

وتطرق إلى المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، متابعا ان لديه آمالا كبيرة في هذا الموضوع، «وأريد أن أشدد على التزامنا بأننا سنفعل كل ما بوسعنا من أجل سلامة وأمن إسرائيل»، خاتما كلمته باللغة العبرية قائلا: «سأبقى دائما صديقا لإسرائيل».

من جانبه، رأى الرئيس الإسرائيلي أن زيارة هولاند تشكل «علامة في طريق العلاقات بين الدولتين»، متوجها بالشكر إلى نظيره الفرنسي على موقفه الحازم ضد مظاهر العداء للسامية في بلاده.

وعبر بيريز عن تقديره لموقف باريس الحازم في منع طهران من تطوير سلاح دمار شامل، مضيفا ان «إيران تتطلع إلى السيطرة على الشرق الأوسط بواسطة سلاح نووي وصواريخ طويلة المدى، ونحن نقف معا ضد هذه المحاولة الماثلة كظل ثقيل في سماء الشرق الأوسط، وعمليا في سماء العالم كله».

من جهته، ذكر نتنياهو ان «إسرائيل ترى في فرنسا صديقة حقيقية»، وأن «فرنسا، مثل إسرائيل، تتطلع إلى شرق أوسط مستقر ومعتدل تعيش فيه الشعوب بسلام جنبا إلى جنب».

وأضاف نتنياهو، مخاطبا الرئيس الفرنسي، «أنت تبدي موقفا حازما ضد محاولات إيران للحصول على سلاح نووي، ويحظر أن يكون سلاح نووي بحوزة إيران، فهذا لا يشكل خطرا على إسرائيل فقط وإنما على فرنسا وأوروبا والعالم كله».

وتعتبر إسرائيل، وفقا لموقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني، أن فرنسا منعت التوقيع على اتفاق بين الدول العظمى وإيران في جنيف قبل نحو عشرة أيام.

ويرافق هولاند ستة وزراء، من بينهم وزير الخارجية لوران فابيوس، ووزير الاقتصاد بيار موسكوفيسي، وقام أمس بزيارة ضريحي مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل، ورئيس الوزراء السابق الذي اغتيل اسحق رابين، ثم سيزور نصب ياد فاشيم لتخليد ذكرى المحرقة.

وتبدو فرنسا متفقة مع إسرائيل حول البرنامج النووي الإيراني، الذي يشتبه الغرب في أنه يسعى لامتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج نووي، وهو الذي تنفيه طهران، بينما تبدأ بعد غد جولة جديدة من المفاوضات بين إيران ودول 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا وروسيا والصين) في جنيف.

وستستمر زيارة هولاند لإسرائيل ثلاثة أيام، إذ يتوجه اليوم إلى مدينة رام الله، حيث سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وسيحاول الرئيس الفرنسي، خلال هذه الزيارة، انعاش العلاقات الاقتصادية والتجارية، والتي ترى باريس أنها «بالكاد ترقى إلى مستوى العلاقة السياسية»، حيث سيرافقه رؤساء شركات فرنسية في زيارته.

 

نتنياهو 

 

وكان نتنياهو صرح أمس، لدى افتتاح اجتماع حكومته الأسبوعي، بأن «المحادثات التي سيجريها مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في تل أبيب ستركز على الملف النووي الإيراني، وأنه سيبحث الموضوع نفسه خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو بعد غد، ومع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في القدس الجمعة المقبل».

وزاد ان «إيران تشعر بضغوط العقوبات الاقتصادية عليها، وان مواصلة هذه الضغوط سيؤدي إلى حل دبلوماسي أفضل من الاتفاق الذي كادت الدول العظمى تتوصل إليه مع إيران مؤخرا»، مضيفاً: «آمل أن ننجح في إقناع أصدقائنا، هذا الأسبوع، بالتوصل إلى اتفاق أفضل بكثير» مع إيران، و»بالإمكان القيام بذلك لأن إيران تشعر بالضغط، ومواصلة هذا الضغط وتشديده بإمكانه أن يؤدي إلى نتائج أفضل بكثير لحل دبلوماسي بطرق سلمية».

وأوضح أن «وزير الخارجية الأميركي سيزور إسرائيل لبحث اتفاق مقترح بين القوى الكبرى وإيران بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية»، منددا بالاقتراح الذي أيدته واشنطن لخفض العقوبات على إيران إذا علقت طهران بعض أنشطتها النووية.

(تل أبيب، باريس -

أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)