زادت حدة التوترات السياسية بين القاهرة وأنقرة، أمس، بعدما استنكرت "الخارجية المصرية" كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول، والتي هاجم فيها نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رافضاً الصمت الدولي على ما وصفه بـ"الجرائم ضد الإنسانية" التي ارتكبتها القاهرة ضد أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي.

Ad

"الخارجية المصرية" اكتفت بإصدار بيان قالت فيه إن "مصر تعرب عن استيائها واستنكارها البالغين إزاء كلمة الرئيس التركي التي تروج لرؤية أيديولوجية وشخصية ضيقة تجافي الحقيقة"، وقالت إن كلمته "تضمنت أكاذيب وافتراءات تمثل استخفافاً وانقضاضاًَ على إرادة الشعب المصري، كما تجسدت في 30 يونيو، وذلك من خلال ترويجه لرؤية أيديولوجية وشخصية ضيقة تجافي الواقع".

وأضاف البيان أن "اختلاق مثل هذه الأكاذيب والافتراءات ليس بأمر مستغرب أن يصدر عن الرئيس التركي، الذي يحرص على إثارة الفوضى وبث الفرقة في منطقة الشرق الأوسط، من خلال دعمه لجماعات وتنظيمات إرهابية، سواء بالتأييد السياسي أو التمويل أو الإيواء بهدف الإضرار بمصالح شعوب المنطقة، تحقيقاً لطموحات شخصية لدى الرئيس التركي وأوهام الماضي لديه".

وقررت الدبلوماسية المصرية إلغاء اللقاء المقرر بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره التركي مولوج جاوش أوغلو، بناء على طلب الأخير، والذي كان يفترض أن يتم أمس، وأرجعت "الخارجية المصرية" قرارها إلى ما سمته بـ"التجاوز" في كلمة أردوغان من خروج عن اللياقة والقواعد المتعارف عليها، وتدخله السافر في الشؤون الداخلية.

كلمة السيسي

إلى ذلك، التقى الرئيس المصري نظيره الأميركي باراك أوباما على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في لقاء هو الأول منذ تولي السيسي رئاسة مصر في 8 يونيو الماضي، كما أنه أول لقاء بين أوباما ورئيس مصري منذ ثورة 25 يناير 2011، بما يعكس أهمية اللقاء في ظل توافق الرؤى في خطوطها العريضة بين الرئيسين على ضرورة محاربة الإرهاب في المنطقة العربية.

وحظيت كلمة مصر التي ألقاها السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأول، بحفاوة في الداخل المصري، بعدما رحبت عدة قوى سياسية بالكلمة التي استعرض خلالها الرئيس المصري موقف بلاده من الحرب على الإرهاب، مطالباً دول العالم بالاحتشاد معاً لمواجهة الإرهاب الذي لا يفرّق بين مجتمع نام وآخر متقدم، مضيفاً: "لا ينبغي أن نسمح لهؤلاء (الإرهابيين) بالإساءة إلى الدين الإسلامي الحنيف".

وبينما أشاد السيسي بثورة "25 يناير2011"، طالب دول الأمم المتحدة بدعم ترشّح مصر للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن عن عامي 2016 /2017، كاشفاً عن الخطوط العريضة لمشروعاته الاقتصادية، بدعوة المجتمع الدولي للمشاركة في مؤتمر اقتصادي يعقد في فبراير المقبل، مقدماً مشروع قناة السويس الجديدة، باعتباره "هدية المصريين إلى العالم".

وانتقد السيسي أداء الرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعته "الإخوان"، دون أن يسميهما، قائلاً إن الشعب المصري رفض سياسة الإقصاء، وأشار إلى أن المصريين انتفضوا ضد "قوى التطرف والظلام، التي ما لبثت أن وصلت إلى الحكم، حتى قوضت أسس العملية الديمقراطية ودولة المؤسسات، وسعت إلى فرض حالة من الاستقطاب لشق وحدة الشعب".

جلسة الحكم

قضائياً، تصدر محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود الرشيدي غدًا، حكمها في إعادة محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال مبارك، ورجل الأعمال (الهارب) حسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من كبار مساعديه، في قضية قتل المتظاهرين إبان ثورة "25 يناير".

وسبق لمحكمة الجنايات برئاسة المستشار أحمد رفعت في المحاكمة الأولى، أن قضت في 2 يونيو 2012 بمعاقبة كل من مبارك والعادلي بالسجن المؤبد لمدة 25 عاماً، بعدما دانتهما.