تكرار الشخصيات الكوميديَّة... بين استغلال النجاح وإخفاق الإيرادات
أعاد تقديم الممثل هشام إسماعيل شخصية «فزاع» التي اشتهر بها في مسلسل {الكبير قوي} عبر فيلم {فزاع} ظاهرة تكرار الشخصيات الكوميدية في أعمال سينمائية استغلالاً لنجاح حققته سواء في السينما أو في الدراما.
يدخل إلى لائحة التكرار نفسها الفيلم السينمائي الجديد {حياتي متبهدلة} من بطولة محمد سعد، وفيه يقدم شخصية «تتح».
يدخل إلى لائحة التكرار نفسها الفيلم السينمائي الجديد {حياتي متبهدلة} من بطولة محمد سعد، وفيه يقدم شخصية «تتح».
قدَّم هشام إسماعيل شخصية «فزاع» في إطار اجتماعي كوميدي للمرة الأولى بعيداً عن شخصية {الكبير قوي} التي كان يعمل معها فزاع سابقاً، في حين لم تتخط إيرادات الفيلم حاجز 70 ألف دولار، وهي الأضعف في الموسم السينمائي الراهن، الأمر الذي دفع بالشركة الموزعة إلى رفعه من غالبية الصالات.يرجع إسماعيل تقديم شخصية «فزاع» إلى وجود متغيرات عدة يمكن تقديمها في الفيلم الذي جاء مختلفاً عن الشكل الذي اعتاده الجمهور، مشيراً إلى أن العمل لم يحظ بحقه في دور العرض للحكم بشكل جيد عليه.
وأضاف إسماعيل أن لكل شخصية بعض الأهداف التي قد تنفد، من ثم لا يمكن تقديمها مجدداً، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا ينطبق على «فزاع» لأنها لم تستهلك بشكل يجعل الجمهور ينفر منها، بل هو على العكس يطالب بمساحة أكبر لها.يطاول التكرار أيضاً الفيلم السينمائي الجديد {حياتي متبهدلة} من بطولة محمد سعد، حيث يعيد تقديم شخصية «تتح» التي ظهر بها في فيلم قبل أكثر من ثماني سنوات، وقدمها في أكثر من عمل سينمائي.الفيلم الذي تشارك في بطولته نيكول سابا، يطرح خلال موسم عيد الفطر المقبل، ويظهر «تتح» في عدد من المشاهد بدور رئيس، علماً بأن سعد يحرص على إظهار شخصيات قدمها سابقاً في أعماله الجديدة، من بينها «اللمبي» و«أطاطا».ويراهن سعد على تقديم «تتح» بطريقة جديدة، خصوصاً أن استهلاك الشخصية في أكثر من عمل سينمائي سلفاً عرضه لانتقادات كثيرة وأخرجه من صدارة المنافسة على الإيرادات، ذلك على عكس بدايته التي شهدت تصدره إيرادات السينما سنوياً من خلال الشخصيات الكوميدية. تكرار ظهور الشخصيات في أعمال سينمائية مستقلة لم يتوقف على الكوميديا، بل ارتبط أيضاً بشخصيات عدة، من بينها {برص} التي يجسدها رامي غيط في فيلم سينمائي بعد تقديمها للمرة الأولى في {دكان شحاتة}، الفيلم الذي لم يحقق إيرادات في السينما نهاية العام الماضي، ورفعه من الصالات سريعاً.قال الناقد السينمائي محمود قاسم إن تكرار الشخصيات يعبر عن إفلاس فني، خصوصاً أنه يأتي نتيجة نجاح مرحلي لكل شخصية، مشيراً إلى أن إسماعيل ياسين على سبيل المثال كان كوميدياناً مبهراً لكنه لم يكرر نفسه، على عكس ما يفعل بعض فناني الكوميديا.وأضاف قاسم أن حماسة الجمهور لمشاهدة شخصية محددة ستنفد مع مرور الوقت، وهو ما ظهر في أعمال أخيرة قدمها محمد سعد ولم تنجح بالشكل المتوقع، مؤكداً أن ثمة ضرورة حقيقية لتغيير نوعية الكوميديا التي يقدمونها كي يستمروا في الحضور.وأكد أن لاستغلال نجاح الشخصيات وقتاً محدداً وينتهي، ثم يبحث الجمهور عن شخصيات جديدة سواء قدمها الفنانون على الساحة راهناً أو وجوه جديدة، مشيراً إلى أن من لن ينجح في تغيير جلده بالكوميديا سريعاً سيختفي من السينما التي يحتكم فيها المنتجون للإيرادات فحسب.من جهتها، ترى الناقدة خيرية البشلاوي أن ظاهرة تكرار الشخصيات في الأعمال الكوميدية مرتبطة بتخوف بعض الفنانين من المغامرة خارج نطاق «المضمون» بالنسبة إليهم، لا سيما أن المنتجين يقيسون النجاح من خلال الإيرادات. بالتالي، من السهل بالنسبة إليهم تكرار الشخصيات التي تضمن تردد فئة من الجمهور لمشاهدتها.وأكدت على أن أحمد مكي ومحمد سعد هما الأكثر تكراراً للشخصيات التي نجحا من خلالها، لافتة إلى أن بعض أعمالهما جاء جيداً والبعض الآخر سيطر عليه أسلوب الاستسهال في العمل.وأشارت إلى أن إحجام الجمهور عن تلك الأعمال سيدفع هذه الظاهرة إلى التوقف، خصوصاً أن كثيراً منها لم ينجح بالشكل المتوقع، مؤكدةً على أن استمرار الفنانين في تقديمها سينهي «صلاحيتهم الفنية».