متظاهرو هونغ كونغ يعتصمون أمام مقر الحكومة
يعتصم متظاهرون مطالبون بالديموقراطية أمام مقر الحكومة في هونغ كونغ معبرين بذلك عن تصميمهم على الحصول على مزيد من الحريات السياسية من بكين عن طريق عصيان مدني يتصاعد تدريجياً.
وبعد أسبوع من التظاهرات التي يقوم بها الطلاب المضربون لإدانة قرار بكين الحد من مدى الاقتراع العام، قررت "اوكوباي سنترال" أكبر منظمة للمطالبة بالديموقراطية في هونغ كونغ أن تشارك في المعركة رسمياً.وتجمع مئات الأشخاص أمام المباني التي تضم مقر الحكومة والمجلس التشريعي في هونغ كونغ.وقدرت وكالة فرانس برس عدد المتظاهرين مساء السبت بحوالي عشرة آلاف بينما تحدث المنظمون عن مشاركة ستين ألف محتج، وبقي بضع مئات صباح الأحد أمام المبنى لكن عدداً كبيراً من المحتجين قالوا أنهم سيعودون إلى بيوتهم لاستراحة وسيعودون.وجرت صدامات بين المحتجين والشرطة التي حاولت منعهم من التقدم بالدروع، ويرتدي معظم المتظاهرين سترات من البلاستيك ويغطون وجوههم بينما يضع آخرون نظارات خوفاً من ان تستخدم الشرطة غاز الفلفل لتفريقهم كما فعلت من قبل.وقالت الشرطة أنها أوقفت 74 شخصاً ودعت المحتجين المشاركين في "التجمع غير القانوني" إلى مغادرة المكان في أسرع وقت ممكن.وضاعف الطلاب في هذه المستعمرة البريطانية السابقة منذ الأثنين تظاهراتهم، وقد تمكن حوالي 150 منهم من اقتحام مقر الحكومة الجمعة بعدما تسلق العديد منهم السياج في حين كان آخرون يهتفون "افتحوا الأبواب"، وفق ما أفاد شهود، وقامت الشرطة السبت بإخلاء المقر بعد ذلك.ويشكّل الطلاب منذ أسابيع رأس حربة حملة العصيان المدني لإدانة ما يرى فيه الكثير من سكان هونغ كونغ هيمنة متزايدة لبكين على الشؤون الداخلية. وتهدد حركة اوكوباي سنترال التي يتزعمها أستاذان جامعيان ورجل دين، منذ أسابيع باحتلال وشل حي الأعمال في المدينة، وقد طلبت من أنصارها اليوم الأحد المشاركة مع الطلاب في حصار مقر السلطة الذي يشكل "نقطة الانطلاق" لاحتلاله.وتأتي هذه الاحتجاجات بعدما أعلنت الصين التي استعادت هونغ كونغ في 1997، أن رئيس السلطة التنفيذية المحلية سينتخب بالتأكيد بالاقتراع العام اعتباراً من 2017، لكن لن يحق سوى لمرشحين اثنين أو ثلاثة يتم انتقاؤهم من قبل لجنة، بالتقدم إلى هذا الاقتراع.وتطالب حركة "اوكوباي سنترال" بأن يتم "سحب" هذا القرار و"إحياء عملية إصلاح سياسي"، وقالت في بيان "نطالب حكومة رئيس الهيئة التنفيذية ليونغ شون يينغ بأن يقدم إلى الحكومة المركزية تقريراً جديداً عن الإصلاحات السياسية يعكس تطلعات شعبنا بالكامل إلى ديموقراطية الشعب في هونغ كونغ"، وحذرت من أن الحركة "ستتكثف" إذا رفض مطلبها هذا.وقال الزعيم الطلابي ووغ هون ليونغ للمتظاهرين اليوم الأحد أن "هدفنا هو تركيع الحكومة".وجلس عشرات الأشخاص بينهم رجل الأعمال الثري جيمي لاي أمام رجال الشرطة الذين يقومون بحماية المباني الرسمية.وقال أليكس وان وهو شاب في الخامسة والعشرين من العمر لم يغادر المكان منذ الجمعة، لوكالة فرانس برس "نحن خائفون من الشرطة"، مضيفاً "لكن على الرغم من الخوف أنا موجود هنا لأنني أؤمن بمستقبل هونغ كونغ، نريد انتخابات حرة تماماً لشعبنا".ويحاول المتظاهرون تنظيم صفوفهم للبقاء فترة طويلة، وقد أقيمت منصات لتقديم الإسعافات الأولية بينما يجري جمع القمع ويتم توزيع المياه وألبسة الحماية مجاناً.وعبر الناشط القديم مارتن لي عن "إعجابه" بالطلاب، وقال "علينا جميعاً العمل لبلوغ الهدف الأسمى أي الديموقراطية للأجيال المقبلة، الشباب مستعدون لذلك وكذلك على الراشدين العمل من أجل ذلك".ورأى المحلل سوني لو أن هذه الحملة تشكل منعطفاً، وقال لفرانس برس "اعتباراً من اليوم ستكون هناك مواجهات وقد تكون عنيفة، بين الشرطة والمواطنين".