الأسد ودي ميستورا يتفقان على «تجميد حلب» ومكافحة الإرهاب

نشر في 11-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 11-11-2014 | 00:01
No Image Caption
• العثور على جثة أمير «جند الأقصى» في معقل «جبهة الثوار» في إدلب
• اللحام يزور الجزائر
أبدى رأس النظام السوري بشار الأسد استعداده لدراسة مبادرة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، الهادفة إلى تجميد القتال بدءا من حلب، في خطوة ستثير تساؤلات لدى المعارضة التي تجد نفسها يوما بعد يوم معزولة في معقلها في شمال البلاد مع تمدد «داعش» و«النصرة» على حسابها رغم الغارات الدولية في حين يتفرغ الأسد لقتالها في باقي المناطق.

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس استعداده لدراسة مبادرة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا المتعلقة «بتجميد» القتال في حلب (شمال)، التي حولتها الغارات النظامية والبراميل المتفجرة إلى مدينة أشباح.

وذكرت صفحة الرئاسة السورية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن الأسد أطلع من دي ميستورا «على النقاط الأساسية وأهداف مبادرته بتجميد القتال في حلب المدينة»، معتبراً «أن مبادرة دي ميستورا جديرة بالدراسة وبمحاولة العمل عليها من أجل بلوغ أهدافها التي تصب في عودة الامن الى مدينة حلب».

وعبر الأسد عن «أهمية مدينة حلب وحرص الدولة على سلامة المدنيين في كل بقعة من الأرض السورية» بحسب الصفحة، التي أشارت إلى أنه «تم الاتفاق خلال اللقاء على أهمية تطبيق قراري مجلس الأمن 2170 - 2178 وتكاتف جميع الجهود الدولية من أجل محاربة الإرهاب في سورية والمنطقة والذي يشكل خطراً على العالم بأسره». وقدم مبعوث الأمم المتحدة في 30 أكتوبر «خطة تحرك» إلى مجلس الأمن، تقضي بـ «تجميد» تدريجي للقتال يبدأ من حلب للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات.

وجاء اقتراح دي ميستورا بعد زيارتين قام بهما إلى روسيا وإيران اللتين تدعمان النظام السوري، سبقتهما زيارة الى دمشق التقى خلالها الأسد وشدد على ضرورة مواجهة «المجموعات الإرهابية» على أن يترافق ذلك مع حلول سياسية «جامعة».

قصف منظم

ومنذ يوليو 2012، يتقاسم مقاتلو المعارضة وقوات النظام السيطرة على حلب. ومنذ نهاية 2013، تنفذ طائرات النظام حملة قصف جوي منظمة على الاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة تستخدم فيها البراميل المتفجرة، ما أوقع مئات القتلى واستدعى تنديدا دوليا. وبدأ النظام السوري بإلقاء البراميل المتفجرة من طائراته في أواخر العام 2012، قبل ان يرفع من وتيرة استخدامها في العام الحالي حين تسببت موجة كبيرة من هذه البراميل في فبراير الماضي بمقتل مئات الاشخاص في مناطق متفرقة من سورية.

مهندسو النووي

إلى ذلك، كشف مدير المرصد رامي عبدالرحمن عن جنسية المهندسين الخمسة الذين قتلوا أمس الأول في حي برزة شمال دمشق، مؤكداً أنهم كانوا «يعملون في مجال الطاقة النووية في مركز البحوث العلمية وهم أربعة سوريين والخامس إيراني».

وأوضح عبدالرحمن أن عملية قتلهم يبدو أنها كانت مدروسة بشكل جيد، لأن العناصر التي استهدفتهم والتي لم يعرف بعد تبعيتهم، نفذت الهجوم من دون الاشتباك مع أي قوات أمنية سورية، حيث كان المهندسون الخمسة يستقلون سيارة عادية غير محصنة ولا يتبعهم أي قوة أمنية، وهو إجراء فيما يبدو كان من باب التمويه الأمني.

تعاون واتهام

وقال مدير المرصد السوري إن الحادث كشف عن عمق التعاون الإيراني السوري ليس في المجال الأمني والعسكري فقط، ولكن في المجال العلمي والنووي، لكنه استبعد قيام النظام في الوقت الحالي بتطوير أسلحة نووية، نظرا لحالة الضعف التي وصل إليها النظام. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية شبه الرسمية أمس عن مصادر مطلعة ترجيحها أن تكون جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة هي من قامت باغتيال المهندسين، موضحة أن العملية تمت على طريق تل برزة أثناء توجههم إلى مقر عملهم في مركز البحوث العلمية في حي برزة.

جثة القطري

على صعيد مواز، أفاد المرصد أمس بأنه تم العثور على جثة أمير ومؤسس تنظيم «جند الأقصى» في سورية أبو عبدالعزيز القطري أمس الأول بعد اختفائه منذ أكثر من 10 أشهر. وأشار المرصد إلى أن جثمان القطري وجد  في إحدى الآبار بمنطقة دير سنبل المعقل السابق لـ «جبهة ثوار سورية» ومسقط رأس قائدها جمال معروف، وذلك بعد تواتر الأنباء عن قيامها باغتياله في وقت ساق.

وأبو عبدالعزيز القطري من مواليد العراق وعرف بأسماء مختلفة، تغيرت وفقاً لانتقاله من دولة إلى أخرى، حيث قاتل في صفوف تنظيم القاعدة في أفغانستان، وكان مقرباً من زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن ومن زعيمها الحالي أيمن الظاهري ومن الشيخ عبدالله عزام. كما قاتل القطري في الشيشان ضد القوات الروسية، وبعد عودته إلى العراق شكل مجموعة تقوم بتنفيذ التفجيرات، تستهدف الفنادق ومحلات بيع الخمور، ليتم اعتقاله والحكم عليه بالسجن المؤبد، إبان فترة حكم صدام حسين.

«كتائب التوحيد»

وجرى الإفراج عن أبو عبدالعزيز قبل دخول القوات الأميركية إلى العراق، ليقوم بعدها بتأسيس كتائب التوحيد والجهاد في العراق مع أبو مصعب الزرقاوي لقتال القوات الأميركية.

وبعد أشهر من انطلاقة الثورة السورية، دخل القطري إلى سورية، برفقة ابنه، الذي لقي حتفه في اشتباكات مع قوات النظام السوري، وأسس مع أبو محمد الجولاني جبهة النصرة، لينشق بعد ذلك عنها ويشكل تنظيم جند الأقصى، إلى حين اختفائه قبل أكثر من 10 أشهر.

سورية والجزائر

من جهة أخرى، وفي خطوة قد تكون بداية لفك بعض الدول العربية حصارها عن نظام الأسد بدأ رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام أمس زيارة للجزائر، بدعوة رسمية من رئيس مجلس النواب الجزائري محمد العربي ولد خليفة الذي كان في استقباله بمطار الجزائر الدولي.

وأكد اللحام، في تصريح للصحافة، أن زيارته «تؤكد التنسيق والتعاون وتبادل الآراء مع قيادة وحكومة الجزائر صاحبة المواقف العروبية الثابتة»، معرباً عن «أمله في زيادة تعميق التبادل والتعاون إلى أعلى المستويات».

(دمشق - أ ف ب،

رويترز، د ب أ)

back to top