هناك الكثير من الأماكن في إسبانيا تستحق أن نتحدث عنها، ولكن بعضها يبرز إذا ما قارناه بغيره كقصر ليناريس، قصر الماركيز ليناريس الموجود في مدريد وبالتحديد في قلب العاصمة المدريدية، تختبئ بين حيطانه واحدة من أكثر حكايات الحب المؤلمة والغامضة.
يستطيع السياح زيارة قصر ليناريس وتخيل القصة بأبطالها، قصة حب محرمة بمنزلة فاصل ما بين الواقع والخيال، وهذا ما جعل من هذه الحكاية متفردة عن غيرها من الحكايات. الماركيز والماركيزة ليناريس لم ينجبا أبناء قط، بل حتى لم تكن لهما أي علاقة زوجية في أغلب فترات معيشتهما معاً! سر العائلة ليناريس المخبأ في زوايا هذا القصر لعدة قرون تحكيه أشباح هذا القصر!في سنة 1990 سجلت الدكتورة كارمن سانشيث دي كاسترو، أصواتاً تخرج من القصر كصوت طفلة تبكي وتقول: ماما... ماما... ليس لي أم! وصوت امرأة تصرخ بندم: رايموندا! ابنتي رايموندا... لم أسمع أحداً يدعوني بأمي! وصوت رجل صاخب وغاضب: اخرجوا... هنا لا.. هنا لا!منذ تلك اللحظة بدأ الناس البحث عن خبايا القصة بعد سماع أصوات الأشباح، وبدأت الشرطة التنقيب والبحث في ملفات الدكتورة والاختصاصية النفسية كارمن سانشيث دي كاسترو، وهي امرأة مطلوبة من العدالة منذ عشر سنوات استطاعت فتح ملف سر الأصوات لكي يتسنى للعلماء والباحثين الفضوليين محاولة معرفة السر!في سنة 1872، اشترى الماركيز الأول خوسي مورغا، أراضي كانت تابعة للبلدية المدريدية وبنى عليها قصر ليناريس، ولكن لم يتم الانتقال إلى القصر حتى سنة 1900. خوسي مورغا الرجل المتحرر فكرياً وصاحب العقلية المادية، يريد الزواج من امرأة ذات مال ولقب ويتم له ما يريد، لكنه بعد زواجه يدخل في علاقة حب مع رايموندا ابنة بائعة تبغ بمصنع في مدريد، وبعد مضي سنوات يكتشف أن ابنه على علاقة مع فتاة تبيع التبغ وتدعى رايموندا، وهي ابنة رايموندا الأم التي كانت على علاقة به، فيقرر إرسال ابنه إلى لندن للدراسة بهدف نسيان تلك الفتاة والتي هي في الحقيقة أخته!بعد موت الوالد يعود ابنه من لندن، ويقرر الزواج من رايموندا، وبعد فترة زمنية من زواج ناجح وسعيد يكتشف الماركيز رسالة كانت موجهة إليه من قبل والده الماركيز خوسي مورغا يخبره أن رايموندا هي أخته، فيفتضح السر في أرجاء القصر وخارجه، فيصل إليهما من البابا ليون الثالث عشر صك غفران لكي يعيشا تحت سقف واحد بدون أي معاشرة زوجية، فيعيشا بتعاسة حتى آخر لحظة من حياتهما، فتولد حكاية من لب هذه الحكاية التي يقشعر لها البدن، وهي أنهما أنجبا ابنة ودفناها بين حيطان القصر لكي لا يفتضح أمرهما، ويحكى أن الماركيز انتحر بعد معرفة الحقيقة تاركاً وراءه ثروة طائلة.يتفق العديد من العلماء على أن الزوجين كانا على علم بأنهما أخوان، وبالرغم من ذلك أتما عقد القران، ولكن رسالة الماركيز الأب أفشت السر الخطير... ويقال إنه حتى يومنا هذا مازالت الأصوات في قصر ليناريس تصرخ: أنا لم أنجب طفلة!يقول ستيفن كنغ: الوحوش والأشباح حقيقة! تعيش داخلنا وفي أغلب الأحيان تغلبنا!
مقالات
حكاية قصر ليناريس
04-04-2015