قبيل ساعات من إعلان البنك المركزي المصري، إغلاق باب بيع شهادات استثمار قناة السويس أمام الجمهور، الاثنين الماضي، كان شعور عشرات المصريين، في فرع «البنك الأهلي»، بمدينة «6 أكتوبر»، جنوب القاهرة، موزعاً بين الفرحة بسبب اكتمال تمويل المشروع القومي الجديد في زمن قياسي، والحزن بسبب عدم القدرة على المشاركة في التمويل.

Ad

إحساس المصريين بالمسؤولية تجاه مشروع القنال، الذي أعلن إطلاقه الرئيس عبدالفتاح السيسي مطلع أغسطس الماضي، تبدَّى على وجه «أم محمد»، المرأة الخمسينية التي عرَّفت نفسها بأنها «ربة منزل»، في شكل دموع فرح، بسبب حماسها لشراء الشهادة، لأنها لم تشارك من قبل خلال عقود ثلاثة في أي مشروع، وقالت بحسرة: «بعتُ جزءاً من مصاغي وجمعت مدخراتي في البريد، وذهبت للشراء، ولا أنتظر عائداً من هذه الشهادة».

كانت الطوابير تتضاعف في اللحظات الأخيرة داخل البنك، بينما «الحاج سيد»، يقف متعباً في العقد السادس من عمره، وعلى لسانه عبارة واحدة «بلدنا أولى بينا»، يرددها ويبتسم للواقفين، قبل أن ينطلق في الحديث عن الأولاد الذين كبروا وزادت احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار.

 وأضاف: «تحويشة العمر مش خسارة في البلد، كل قرش اشتريت به الشهادات حوشته من بطن عيالي».

من جيل الشباب، كان «إيهاب»، يحاول باستماتة الوصول إلى موظف البنك، ليلحق بآخر شهادات يمكن شراؤها قبيل إغلاق الباب أمام العملاء، قائلا: «المشاركة في حفر القناة عمل وطني، أتمنى أن أراه كاملاً بعد عدة أعوام».

يُذكر أن المناضل الناصري والمرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، زار الاثنين الماضي موقع الحفر، مع عدد من قيادات حزب «التيار الشعبي» تحت التأسيس، في زيارة استغرقت أربع ساعات، استقبله خلالها رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، وتحدث فيها مع العمّال، مؤكداً دعمه لأي مشروعات قومية، تنهض بمصر إلى الأمام.