مدربون وخبراء: اتحاد الكرة يُدار بغرابة ومن فشل إلى آخر!

نشر في 19-01-2015 | 00:08
آخر تحديث 19-01-2015 | 00:08
• التخطيط غائب ونظام المسابقات غير مُجدٍ
• ليس مقبولاً أن تكون «كأس آسيا» إعداداً لاستحقاق قادم
للمرة الثانية على التوالي، يودع منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بطولة كأس آسيا من الدور الأول، من دون أن يتمكن اللاعبون المغلوبون على أمرهم من حصد أية نقاط خلال البطولتين، وكما عاد الفريق من قطر عام 2011 عاد كذلك من استراليا برصيد خالٍ من النقاط، إذ لقي الأزرق 6 هزائم بواقع 3 في كل بطولة، بعدما كان مقتنص لقب البطولة عام 1980 وصاحب الوصافة مرة، والثالث مرتين.

الكرة الكويتية تمر بعصر هو الأضعف في تاريخها من دون جدال، التخطيط حلت مكانه المجاملة، والعمل الجاد المدروس تم تغييره بالعشوائية!

"الجريدة" من جانبها استطلعت آراء عدد من خبراء الكرة للوقوف على خروج الأزرق بخفي حنين من بطولة كأس آسيا التي تستضفها استراليا حالياً، طارحة تساؤلات عن كيفية تدارك الوضع الحالي عبر حلول منطقية.

وأكد الخبراء أن هناك سوء تخطيط وعشوائية غريبة تدار بها شؤون الكرة في البلاد، حتى باتت تنتقل من فشل إلى آخر، ما يعني أن الأزمة التي تشهدها الكرة الكويتية أزمة إدارية أكثر منها فنية، لافتين إلى أن روح الانتصارات اختفت، وبات الطموح الحالي هو الخسارة بهدف أو هدفين.

ورأوا أن اتحاد الكرة غير قادر على إدارة المنظومة، لأنه يعمل بدون تخطيط، مستنكرين من يعتبر تلك البطولة الآسيوية التي هي الأكبر في القارة الصفراء، مجرد إعداد للاستحقاقات المقبلة للأزرق! وإلى التفاصيل:

الرشدان: مرحلة محو الأمية

في البداية، أكد رئيس اللجنة الفنية باتحاد الكرة السابق عبداللطيف الرشدان أن الإيجابيات من وراء مشاركة المنتخب الأول في بطولة كأس آسيا تتمثل في الاحتكاك بثلاث مدارس كروية مختلفة تتمثل في استراليا ذات اللعب الأوروبي، وكوريا الجنوبية أحد أفضل المنتخبات الآسيوية وفي شرق القارة، بالإضافة إلى عمان.

وأضاف الرشدان: "يجب ألا نقف مكتوفي الأيدي عند هذا الاحتكاك، بل يجب أن يعمل مسؤولو الاتحاد واللجنة الفنية على الوقوف على مستوى الكرة الكويتية ومكانتها في الوقت الراهن على المستوى القاري، ثم دراسة المشاركة في بطولة خليجي 22 للوقوف على مستوى المنتخب خليجياً".

ولفت إلى أنه عندما يصل الاتحاد إلى معرفة حقيقة المستوى الفني والبدني للمنتخب الأول، فحينئذ يتعين على مسؤوليه ضرورة التغيير، ولكن يجب هنا أن يكون التغيير إلى الأفضل، لا إلى الأسوأ، مضيفاً: "للأسف الشديد في الوقت الذي قطعت فيه كرة القدم في الدول المجاورة خطوات للأمام، فإن الكرة الكويتية تراجعت خطوات مخيفة إلى الخلف، لذلك يمكن القول إن المستوى لم يصل إلى محو الأمية بعد"!

وقال إن "هناك أخطاء فنية وسلبيات أوصلتنا للحالة التي نحن عليها الآن، فالأندية لا تساعد المنتخب على العمل، وكل تفكيرها يتمثل في كيفية الظهور بمستوى جيد في البطولات المحلية من دون إعداد اللاعبين بشكل جيد، علماً بأن الكرة الكويتية عندما كانت في القمة كانت مستويات أغلب الأندية رائعة، ومن البديهي أن ينعكس مستوى الأندية على مستوى المنتخب لا العكس".

وواصل: "المسابقات المحلية بمستواها المتدني تسببت في تدهور المنتخب فنيا، بالإضافة إلى أن التعاقد مع محترفين في مركز الهجوم بصفة خاصة، جعل الأندية لا تعمل كثيراً على صناعة مهاجمين جدد، والدليل أن يوسف ناصر لا بديل له في المنتخب، وللأسف الشديد هناك عدد كبير من المهاجمين الكويتيين الذين لا يحصلون على فرصتهم بسبب وجود محترفين".

وشدد الرشدان على أن كلا من اتحاد الكرة واللجنة الفنية غير قادرين على إدارة المنظومة، فالاتحاد يعمل بدون تخطيط وبشكل عشوائي، و"الفنية" لا علم لها بإعداد المنتخبات الوطنية ووضع برامج إعداد صحيحة، واختيار منتخبات قوية للعب معها وديا، ناهيك عن المعسكرات الخارجية الفاشلة، التي لا قيمة فنية لها على الإطلاق.

وأكد أن بطولة كأس آسيا لم يبرز فيها أي من اللاعبين، كما أن المستوى الذي قدمه الفريق يندى له الجبين، باستثناء 20 دقيقة في الشوط الثاني أمام كوريا الجنوبية، ومثلها أمام عمان، مبيناً أن رئيس مجلس إدارة الاتحاد الشيخ طلال الفهد يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، "لكن أين بقية الأعضاء، ولماذا لم ينتقدهم أحد، وما دورهم في الاتحاد، ولماذا لا توجه إليهم الانتقادات؟!".

العصفور: توقيت غير مناسب

ومن جانبه، قال مدرب المنتخب الوطني ونادي السالمية السابق صالح العصفور إنه من المحزن والمؤسف أن يأتي إعداد المنتخب للبطولة القارية بهذا الشكل الغريب، إذ لم يكن على مستوى الطموح، وهذا أمر غريب للغاية، "فالإعداد جاء ضعيفاً لم يتخلله إلا مباراة تجريبية واحدة، ما تسبب في عدم وقوف المدرب التونسي نبيل معلول على المستوى الحقيقي للاعبي المنتخب"، مؤكداً أن قيادة معلول للاعبين في البطولة القارية دون أن يعلم المستوى الفني والبدني لعدد كبير منهم أمر غير مألوف.

وأضاف العصفور: "من خلال وجهة نظري الشخصية أرى أن اتحاد الكرة لجأ إلى أسهل وأسرع الحلول بتعيين معلول لقيادة المنتخب في كأس آسيا، وكان يتعين عليه إما إبقاء البرازيلي جورفان فييرا، رغم الملاحظات العديدة على أسلوب قيادته للفريق على مدار عام كامل، أو إسناد المهمة إلى مدرب وطني، أو إلى مدرب أجنبي يعمل في الكويت حالياً، لكونه على دراية كاملة بجميع مستويات اللاعبين".

وعن المستوى الذي ظهر عليه الفريق في البطولة الآسيوية قال: "بعيداً عن العاطفة الفريق لم يقدم شيئا يذكر، فليس من المنطقي أن يشارك المنتخب في بطولة كبرى بلا هوية ولا مستوى ولا طموح، فهلا هذا هو الأزرق الذي كثيرا ما صال وجال على المستوى القاري؟!".

وتابع بأن "الكلام عن الايجابيات أمر بعيد تماما عن أرض الواقع، فهل المنتخب الذي شارك في كأس آسيا، هو المنتخب الذي يسعى معلول إلى وضعه على الطريق الصحيح، هذا السؤال يجب توجيهه إلى اتحاد الكرة، فهو الأقدر على الإجابة عليه".

ولفت العصفور إلى أن هناك عدداً من اللاعبين برزوا مع الفريق، هم علي مقصيد وعبدالله البريكي وفيصل زايد، وهؤلاء أثبتوا أن الجماهير كانت على حق عندما طالبت بضمهم إلى صفوف المنتخب في أوقات سابقة.

الهاجري: أزمة إدارية

أما مدرب منتخب الناشئين السابق عبدالعزيز الهاجري فيرى أن هناك لاعبين قادرين على التعبير عن أنفسهم بشكل جيد وقيادة الفريق في الفترة المقبلة أمثال فيصل العنزي وفيصل زايد وعلي وعبدالله البريكي، مشدداً على أن المستوى الذي قدمه البريكي أمام كوريا الجنوبية وعمان يُعد وصمة عار على جبين الجهازين الفنيين السابقين للمنتخب، بقيادة الصربي جوران والبرازيلي فييرا.

وأبدى الهاجري دهشته الشديدة من اعتبار البطولة الأكبر في القارة الصفراء مجرد إعداد للاستحقاقات المقبلة، مضيفاً أنه للأسف الشديد يتم إدارة اتحاد الكرة بهذه العقلية، وهو ما يعني أن الأزمة التي تشهدها الكرة الكويتية أزمة إدارية أكثر منها فنية.

وزاد: "للأسف الشديد اختفت روح الانتصارات في الوقت الراهن، وبات الطموح في الوقت الحالي يتمثل في الخسارة بهدف أو هدفين، وهذا الأمر يرجع في المقام الأول إلى سوء التخطيط والعشوائية في إدارة الكرة".

ولفت الهاجري إلى أن اللاعبين الكويتيين هم الأفضل في المنطقة الخليجية على الإطلاق، فاللاعب الكويتي موهوب ومهاري لكن لا يتم صقل موهبته بشكل علمي ومدروس، ولا يتم إعداده للبطولات بشكل لائق مثلما تعد الاتحادات الأهلية الأخرى لاعبيها في البطولات الكبرى والصغرى على حد سواء،، وللعلم فإن الأزرق ما زال يجني ثمار معسكر تركيا الذي أقيم في أغسطس وسبتمبر الماضيين!

وقال في ختام تصريحه: "لا أعلم كيف ولماذا وبأي منطق يتم إلغاء المباراة الودية مع المنتخب الإماراتي قبل انطلاق البطولة بأسبوع؟ ولا أعلم ما السر في إصرار المدرب نبيل معلول على إلغاء المباراة في حال عدم تصويرها، ولا أعلم السر أيضاً وراء صمت المسؤولين في الاتحاد والجهاز الإداري على هذا التصرف الغريب!".

حجي: استقالة الاتحاد

وبدوره، طالب نجم المنتخب الوطني ونادي كاظمة السابق بدر حجي بتقدم مجلس إدارة الاتحاد الحالي باستقالته، مبيناً أن هذا القرار سيعيد بريق الأمل من جديد إلى تقدم الكرة الكويتية وعودة المنتخبات الوطنية إلى سابق عصورها الذهبية، وفي مقدمتها بالطبع المنتخب الأول الذي كثيرا ما صدر الرعب إلى نفوس المنتخبات الآسيوية والخليجية.

ولفت حجي إلى أن الاتحاد الحالي يقود الكرة الكويتية منذ خمس سنوات، ولم تتقدم الكرة تحت قيادته بل تراجعت كثيراً بشكل مخيف، والدليل أن المنتخب الوطني في بطولتي كأس آسيا الأخيرتين كان رصيده من النقاط صفرا، إذ لم يحقق التعادل أو الفوز في 6 مباريات متتالية.

وأضاف: "لست محسوباً على طرف من الأطراف المتصارعة، لكن ليس من المنطقي أن تقود أندية التكتل منظومة الكرة، وهي أندية لم تحقق بطولات من قبل باستثناء القادسية بالطبع، وأعتقد أن هؤلاء كان يتعين عليهم العمل على تقدم أنديتهم أولا قبل أن يحكموا قبضتهم على المنظومة!"، مشدداً على أنه ليس من المنطقي أن ننافس على البطولات في دولة تطبق نظام الدمج، وتطبق أنظمة سيئة في بطولات المراحل السنية يكون فيها الصراع على النقطة، لا على تخريج لاعبين جدد يتم صقل موهبتهم بطريقة عملية.

واعتبر حجي أن "الكلام عن ضعف الميزانية وقلة الإمكانيات أمر لا يمت إلى المنطق بصلة، والدليل أن الأزرق حقق كل بطولاته وصنع تاريخه من قبل مجالس إدارات اتحادات عملت بإمكانيات أقل، وقاد الأزرق إلى منصات التتويج لاعبون هواة لم يحصلوا على مرتبات!".

 «تبون كأس آسيا» نذير شؤم

"تبون كأس آسيا" جملة شهيرة باتت نذير شؤم منذ أن ردّدها رئيس اتحاد الكرة الشيخ طلال الفهد في استاد جابر على الجماهير، للاحتفال بالمنتخب المتوّج بلقب بطولة خليجي 20 في اليمن، ويبدو أن هذه الجملة القصيرة الشهيرة كانت بمنزلة اللعنة على اللاعبين!ـ تلاحقهم أينما شدّوا رحالهم، إذ خسر الأزرق في البطولة السابقة التي استضافتها قطر عام 2011 أمام الصين صفر-2، وأمام أوزباكستان 1-2، ثم أمام قطر صفر-3.

وفي البطولة الحالية، خسر الفريق أمام أستراليا وكوريا الجنوبية وعمان 1-4، وصفر-1، وصفر-1 على التوالي، مايؤكد أن المنتخب لا يفوز تحت قيادة طلال الفهد، حيث تعرّض إلى ست هزائم في آخر بطولتين، وهو ما لم يحدث من قبل.

المؤسف في الخسائر الثلاث أن تصنيف المنتخب الوطني سيتراجع في القارة، ما يصعّب من مهمة الفريق في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.

المحطب: «الأزرق» واجه سوء توفيق

 قال المسؤول الإعلامي لمنتخبنا الوطني لكرة القدم طلال المحطب، إن الفريق أظهر مستوى فنياً تصاعدياً في المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الأول من كأس آسيا رغم خسارته أمام أستراليا وكوريا الجنوبية وعُمان.

وأضاف المحطب، أن الفريق قدّم خلال المباريات الثلاث، أداء اتسم بالقوة لكنه واجه سوء توفيق بإضاعته عدداً من الفرص الخطرة وشبه المحققة منذ انطلاق مشاركاته أمام أستراليا صاحبة الأرض والجمهور في التاسع من يناير الجاري.

وأكد المحطب أنه يمكن تلافي تأثير تلك الهزائم التي تعرّض إليها الفريق في الفترة الأخيرة على اللاعبين من خلال التحضير الجيد والاستعداد المناسب للمشاركات المقبلة من جانب الجهازين الفني والإداري لمواصلة تقديم مستوى جيد.

ودعا الجهات الحكومية المعنية بالرياضة الكويتية إلى مواصلة دعم المنتخب من خلال توفير متطلبات تطوير كرة القدم الكويتية، وذلك بتقديم الدعم المالي وسنّ القوانين والتشريعات المناسبة لذلك.

back to top