لو تأخرت «عاصفة الحزم»
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ثم ولعل الأخطر أنَّ الإيرانيين، لو أن عمليات «عاصفة الحزم» تأخرت ولم تبدأ في تلك اللحظة التاريخية التي بدأت بها، كان سيصبح لهم في اليمن الآن ربما عشرات الألوف من حراس الثورة والعديد من مسلحي التنظيمات والتشكيلات المذهبية كتلك التي تقاتل الآن على الأراضي السورية، ومن بينها «حزب الله» اللبناني الذي هو مَن تولى تأهيل «الحوثيين» سياسياً وعسكرياً، بناء على تعليمات الوليِّ الفقيه علي خامنئي وتوجيهاته. قبل اللحظات الأخيرة من مساء يوم الأربعاء قبل الماضي كان هناك سباق مع الزمن، والمؤكد لو أن «عاصفة الحزم» تأخرت ليس أسبوعاً كاملاً، بل بضع ساعات فقط، لكان قاسم سليماني هو الآمر الناهي الآن في صنعاء وعدن، ولكانت قوات «الباسيج» تسد ثغر باب المندب، ولكان جواد ظريف فاوض الأميركيين والأوروبيين في لوزان من موقع القوة، ولكانت قد طرأت متغيرات إستراتيجية على معادلة موازين القوى في الشرق الأوسط كله.لنتذكر الآن، وبعد هذه الأيام القليلة من بدء «عاصفة الحزم»، كيف كانت إيران تتحدث مع منطقتنا العربية من فوق أنف علي يونسي وقاسم سليماني، وكيف كان ضعاف النفوس من العرب مستسلمين للإرادة الإيرانية، وكيف كان حسن نصر الله يهز «سبابته « في وجوهنا، وكيف كان جنرالات حراس الثورة يختالون كالطواويس ويمشون على رؤوس أصابع أرجلهم في شوارع بغداد ودمشق وبيروت!وهكذا، ويقيناً فإنه لو لم تبدأ عمليات «عاصفة الحزم» في اللحظة التاريخية الحاسمة التي بدأت بها لوضع الأميركيون كل بيضهم في السلة الإيرانية، ولأعطوا محمد جواد ظريف بالنسبة لمفاوضات النووي ما يريده الولي الفقيه ولما غيرت واشنطن مواقفها ولما تغير رجب طيب أردوغان ولما أصبح العالم ينظر إلى العرب بعين التقدير والاحترام... وربما لالتحقت حتى العديد من الدول الإسلامية بإيران وغدت تدور في فلكها كجزء من المنظومة الإيرانية.