يوميات مجند على أرض سيناء
![عبدالرحيم ثابت المازني](https://www.aljarida.com/uploads/authors/523_1702573323.jpg)
بعيدا عن السياسة ونفاقها وأخطائها أقدم مشهدا من مشاهد يعيشها يوميا جنودنا ممن شرفهم الله بأداء الخدمة بسيناء بوجه عام، فالخدمة العسكرية في سيناء غاية في الصعوبة، وتتطلب استعدادا قتاليا كبيرا ولياقة عالية، دائما في حالة تفتيش ومشاريع حرب بشكل يدعو للاستغراب منا كجنود، وكنا دائما ما نسأل قادتنا هي الحرب بكرة، ويكون جوابه دائما لنا "الحرب الآن وليس غدا، فالعدو لن يستأذنكم كي يحاربكم إنتوا مش عارفين نفسكم بتخدموا فين ... العدو شايفكم...". هذه الكلمات تذكرتها عندما رأيت وسمعت خبر تفجير جنودنا رحمهم الله، حيث طالتهم يد الغدر والخسة وانتهت حياتهم بطريقة بشعة ﻻ تبرر من أبناء الوطن تحت أي مسمى إﻻ أنه عمل إرهابي إجرامي، فإن كانت هناك أخطاء سياسية فلماذا تتم تصفيتها من هؤﻻء الذين ﻻ ذنب لهم؟كنا نواصل الليل بالنهار خدمة وتدريبا وعملا، الضاحية وما أدراك ما الضاحية؟ وطابور السير وطابور الصباح وحركة وتفتيش دائما؟ الإجازات تقريبا كل شهرين 7 أيام منها 3 أيام سفر، وكنت دائما ما أتساءل في نفسي: خدمتي لن تتعدى 9 شهور في هذه المنطقة فكيف بمن تكون خدمته سنتين أو 3 سنوات أو دائم الخدمة من ضباط صف وقادة؟هؤﻻء الجنود يتحملون ما ﻻ يتحمله أحد من ظروف طقس غاية في الصعوبة من برد شديد وحر، وأتذكر كم كانت معاناتنا أثناء الخدمة ليلا أحشاؤنا ترتعد من شدة البرد ونتحمل ونصبّر أنفسنا؛ حياة شاقة جدا، تخيل كل هذا ينتهي بتفجير ينهي الحياة أشلاء... حسبنا الله ونعم الوكيل.