لليوم السابع على التوالي واصلت قوات الرئيس السوري بشار الأسد أمس حملتها المستميتة للسيطرة على بلدة زبدين، التي تعد حلقة وصل بين الغوطة الشرقية والعاصمة دمشق، بالتزامن مع تصعيد قواته لعمليات القصف العشوائي في حلب.

Ad

ووثق المجلس المحلي لبلدة المليحة المجاورة إلقاء النظام لعشرات البراميل المتفجرة فوق سكان زبدين، الذين رفضوا الخروج من منازلهم خشية تعرضهم لنيران قناصة الأسد المنتشرين على أطراف القرية، التي تشهد حصاراً خانقاً.

وبينما أشار المجلس إلى أن الطائرات الحربية والمروحيات تحلق على مدار الساعة فوق سماء زبدين إضافة إلى استخدام المدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات، تدور اشتباكات مع كتائب الجيش الحر على أطراف البلدة وثغورها، ولم تنجح قوات النظام حتى الآن في دخول زبدين.

معركة حلب

وفي حلب، أمطر الطيران الحربي أمس مدرسة جميل قباني في أطراف حي الأنصاري شرق المدينة بعدة براميل متفجرة، ما تسبب بمقتل تسعة، هم خمسة أطفال وثلاث مدرسات ورجل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أشار إلى أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطيرة».

وفي حين قتل طفل في غارة أخرى في حي الشيخ خضر الواقع كذلك تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، أفاد المرصد بارتفاع عدد قتلى القصف المتبادل بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام أمس الأول إلى 35.

«داعش» و«النصرة»

في غضون ذلك، أكد ناشطون من داخل مخيم اليرموك أمس تنفيذ تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) انسحاباً فعلياً من بعض المواقع والنقاط وسلمتها إلى «جبهة النصرة» و»حركة أحرار الشام» الإسلامية، لافتين إلى أن رايات التنظيم لم تزل ترفرف في المناطق والشوارع الداخلية التي استولى عليها خلال الأيام الماضية.

وأتى ذلك بعد أن تمكّنت الفصائل المشاركة في غرفة عمليات «نصرة أهل المخيم» من السيطرة على عدة مبان في «سوق الثلاثاء» ضمن حي التضامن، وإجبار «داعش» على التراجع من أماكن تمركزه.

وأكد نائب مبعوث الأمم المتحدة رمزي عزالدين رمزي أمس الأول أنه على ثقة من أن الحكومة السورية ستتعاون في تخفيف وضع نحو 18 ألف لاجئ في المخيم، مشيراً إلى أن المنظمة الدولية ستعمل معها لضمان سلامتهم. وقال رمزي إنه غادر اجتماعاً مع نائب وزير الخارجية فيصل المقداد يوم السبت وهو يشعر «بالرضا التام والثقة في تعاون جيد جدا».

«موسكو2»

سياسياً، حمّل نائب رئيس الائتلاف السوري هشام مروة النظام مسؤولية فشل مؤتمر حليفته موسكو، مؤكداً أن «تعنت الأسد واستمراره في الحل العسكري، هو السبب الرئيسي في عدم نجاح الحوارات السابقة».

ووفق بيان نشره موقع «الائتلاف» أمس، فإن تصريحات مروة جاءت رداً على اتهام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «الغرب وبعض دول المنطقة بعدم عدم إنجاح الحوار عبر تنصيب شخصيات من مجموعة واحدة فقط، وهي المعارضة الخارجية، ممثلاً وحيداً للشعب السوري بأكمله».

(دمشق، إسطنبول- أ ف ب، رويترز، د ب أ)