الشاعر أبو همام... رحيل تلميذ العقاد والمعري وأبو تمام

نشر في 28-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 28-12-2014 | 00:01
No Image Caption
اشتهر بكنيته «أبو همام» ويعد تلميذ عباس العقاد، وهو شاعر ومحقق اتبع منحى المعري، كتب عن مقام المنسرح متحدياً في ذلك الشعراء والنقاد. إنه الشاعر الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم الذي غيبه الموت بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 69 عاماً.
ولد أبو همام عام 1945 في محافظة المنوفية في مصر. حفظ القرآن والتحق بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة، حيث تخرج عام 1970، وعيّن فيها معيداً، وحصل على درجة الماجستير.

سافر أبو همام في بعثة دراسية إلى جامعة مدريد عام 1976، وحصل منها على درجتي الليسانس والماجيستر مجدداً، ثم على درجة الدكتوراه. عاد إلى مصر وعين أستاذاً ورئيساً لقسم الدراسات الأدبية في كلية دار العلوم.

 كذلك يعد أبو همام أحد الأصوات الشعرية المتميزة. أصدر ستة دواوين شعرية، ثم جمعها معاً في كتاب واحد، والدواوين هي: «الخوف من المطر، لزوميات وقصائد أخرى، هدير الصمت، مقام المنسرح، أغاني العاشق الأندلسي، زهرة النار». وله كتب في الدراسات الأدبية والنقدية، من بينها «المازني شاعراً، شعراء ما بعد الديوان، في الشعر العماني المعاصر، في الحديث النبوي، حديث الشعر». حقق أيضاً كتاب «حدائق الأزاهر» لأبي بكر الغرناطي.

حصل أبو همام على جوائز عدة من مصر وغيرها من البلاد العربية، واختير عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة عام 2012.

تفاعيل

يعد {أبو همام} أبرز شعراء مصر في الحفاظ على التفاعيل والقوافي، وهو لم يكن يعتبرها قيوداً بل هي قواعد، والتغلب على صعوبتها واللعب بها هو الفن. حفظ قبل دخوله إلى دار العلوم دواوين العقاد العشرة ومعظم ديوان المتنبي وديوان {الحماسة} لأبي تمام.

وعن اللزوميات التي أغرم بها قال: {اللزوميات باب واسع جداً في الشعر العربي ومخترعها الأول ليس أبا العلاء، لكن كتب فيه أبن أخت تأبط شراً وقصي بن الرومي حتى جاء المعري فجعله باباً رئيساً. كان الناس يمرون عليه ثم يتركونه فاتخذه هدفاً وكتب على الحروف الأبجدية الـ28 اللزوميات، وهي معروفة في الآداب الأوروبية وتسمى ريماريكا بالإسبانية ولاريم ريش بالفرنسية. الشاعر لا يقنع بأن يكون عنده حرف تقفية واحد بل أكثر في كل قافية. كذلك الشاعر الكبير أحمد مخيمر صنع لزوميات مخيمر عام 1947، وثمة لزوميات السعدني في الزقازيق وأنا كتبت في الثمانينيات لزوميات وقصائد أخرى لأقول إن أوزان الشعر العربي وقوافيه كفيلة بأن تجعل إبداع الشاعر شيئاً متميزاً لمجابهة التسيب في التفاعيل والقوافي. اللزوميات نمط صعب ومخيف ودواويني كافة حافلة به}.

وعن اللغة العربية رأى أنها: {طيعة على لساني وموهبة وزادي في اللغة، وأنا أمعن النظر في المعاجم وفي الدواوين الشعرية وفي النثر القديم، وكانت الصحف قديما يكتب فيها العقاد مقالات صعبة فعلى القارئ أن يبذل جهداً وليس على الكاتب أو المبدع أن يتنازل إلى القارئ}.

وقبل وفاته كان ينظر إلى الحركة الشعرية على الشكل التالي، كما قال: {نحن الآن في مرحلة انحدار شديد في ما يتصل بفن الشعر. ثمة أسماء تُبدع ولكنها غير مسلط عليها الضوء، ولا بد من أن يسلط الضوء على من يقول شعراً حقيقياً، لا من يقولون هذراً ويسمونه شعراً، الشعر الآن لا نعرف حقيقته، هل هو شعر، هل هو شعر حر، هل هو قصيدة نثر، هل هو كلام عامي، ليس لدينا شيء دقيق}.

back to top