"النصرة" تخترق قلب دمشق وتصيب مدير الإمداد في قوات الأسد

نشر في 04-05-2015 | 19:53
آخر تحديث 04-05-2015 | 19:53
No Image Caption
* النظام يحذّر تركيا من الهجوم على وسط حلب

* "جنيف 3" ينطلق بمشاورات تمهيدية

* واشنطن: لا ضحايا في الغارات على بيرمحلي

في توقيت ذي دلالة عشية انطلاق مشاورات "جنيف 3"، وبالتزامن مع التصعيد الميداني الذي تكلل بهزائم قوية تكبدها نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الشمال سبقتها هزائم في الجنوب، تعرض قلب العاصمة دمشق، وتحديداً حي ركن الدين شديد التحصين، لاختراق أمني كبير بعد أن شنت خلية مؤلفة من 6 أشخاص هجوماً تخللته انفجارات، استهدف مبنى هيئة الإمداد والتموين العسكري، ما أسفر عن إصابة مدير إدارة الإمداد والتموين في الجيش السوري اللواء محمد عيد ومقتل أحد مرافقيه.

وتبنّت "جبهة النصرة" الهجوم. وقال "مراسل دمشق" التابع للجبهة على حسابه الرسمي في موقع "تويتر": "تمكن ثلاثة من أسود جبهة النصرة من الانغماس في مبنى إدارة الإمداد والتموين العسكري في نهاية شارع برنية" في دمشق.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع الهجوم، مضيفاً أنه "استهدف مدير الهيئة اللواء محمد عيد الذي أصيب في الانفجار مع اثنين من مرافقيه في حين قتل مرافق آخر". وأوضح المرصد أن الهجوم تخلله انفجار عبوتين ناسفتين زرعتا في دراجات نارية، مضيفاً أن اشتباكات أعقبت الانفجارين.

أما النظام، فقد زعم على لسان مصدر لم يذكر اسمه، إن "مجموعة إرهابية تسللت من نقاط مجهولة على متن دراجات نارية تم كشفها في شرق ركن الدين واشتبكت الجهات المختصة معها بالنيران". وأضاف المصدر :"عندما أدركت استحالة هروبها قام أحدهم بتفجير نفسه بحزام ناسف ما أسفر عن ستة جرحى"، موضحاً أن "الجهات المختصة قتلت بقية أفرادها"، ومشدداً على أن الجرحى هم مدنيون.

وقال شهود عيان، إن اشتباكات أعقبت التفجير الانتحاري استمرت نحو ربع ساعة في وقت طوقت قوات الأمن موقع الهجوم ومنعت الدخول أو الخروج.

وفي تطور آخر في العاصمة، وتحديداً في شمال شرق دمشق، أفاد المرصد أن "اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى في حي جوبر".

تحذير بشأن حلب

إلى ذلك، أعلن مندوب سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري، أن "أي محاولة جدية لاحتلال حلب ستقابل بحرب مفتوحة مع الجهة التي ستلجأ إلى ذلك، سواء تركيا أو غيرها". وكانت تقارير أفادت عن تحضيرات لهجوم كبير قد تشنه المعارضة على وسط حلب.

ميدعا

إلى ذلك، نفى "جيش الإسلام"، تقريراً نشرته وكالة "فرانس برس" أمس، يؤكد سيطرة النظام على بلدة ميدعا في منطقة المرج في غوطة دمشق الشرقية، مغلقاً بذلك آخر طريق إمداد لـ"جيش الإسلام" المتمركز في الغوطة الشرقية.

وأشار الموقع الرسمي لـ"جيش الإسلام" أن "مقاتليه تمكنوا من حصار عناصر قوات النظام الذين تسللوا إلى بلدة ميدعا، وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والسلاح"، مؤكداً مقتل 25 من قوات النظام، وأحد الإعلاميين التابعين للتلفزيون الرسمي.

مجزرة بيرمحلي

في غضون ذلك، أكد الجيش الأميركي أمس الأول، أن الغارات التي شنّتها طائرات التحالف الدولي في شمال سورية في 30 أبريل الماضي لم تسفر عن سقوط أي قتيل مدني، نافياً بذلك ما أوردته وسائل إعلام بأن هذه الغارات أوقعت 52 قتيلاً مدنياً.

وقال المتحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية الوسطى الميجور كورت كيلوغ في بيان، إن "قوات التحالف شنّت غارات جوية في محيط بيرمحلي في سورية في 30 أبريل دمرت العديد من المواقع العسكرية لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وأصابت أكثر من 50 مقاتلاً من التنظيم".

الجولان

في سياق آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جنديين من الأمم المتحدة بعد سقوط قذائف من سورية على الشطر الذي تسيطر عليه إسرائيل من الجولان. وسقطت قذيفتا هاون داخل المعسكر التابع للقوات الدولية والملاصق للسياج الأمني في الجولان المحتل. ويعتقد أن القذيفتين أطلقتا خطأ أثناء المعارك الحدودية الدائرة في تلك المنطقة.

"جنيف 3"

سياسياً، يبدأ وسيط الأمم المتحدة لسورية ستيفان ديميستورا اليوم في جنيف "مشاورات منفصلة" مع كل من أطراف النزاع السوري في محاولة لإعادة إطلاق المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود.

وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي أن مشاورات تمهيدية انطلقت. وتستغرق المشاورات 4 إلى 6 أسابيع بمشاركة ممثلين أو سفراء الأطراف المدعوين إلى جانب خبراء.

ولن تجري النقاشات بين الأطراف المختلفة بل ثنائياً بين ديميستورا أو معاونه وكل من الوفود لتحديد إن كانت الأطراف "مستعدة للانتقال من مرحلة المشاورات إلى مفاوضات تستند إلى بيان مؤتمر جنيف الصادر في 30 يونيو 2012.

وبيان جنيف وثيقة وقعتها القوى الكبرى تعتبر بمنزلة خطة حل سياسي للنزاع السوري في ختام مؤتمر "جنيف 1" الدولي، الأول الذي عقد لبحث الأزمة. لكن البيان ظل حبراً على ورق.

أما مؤتمر "جنيف 2" الذي عقد برعاية الوسيط الأممي السابق الأخضر الابراهيمي في فبراير 2014 فوصل إلى طريق مسدود.

ودعيت إيران إلى المشاورات التي أصبحت تعرف بـ"جنيف 3" علماً أنها استبعدت من مؤتمري الأمم المتحدة حول سورية في 2012 و2014. وستجري المشاورات بشكل متكتم في قصر الأمم المتحدة في جنيف، وستخضع المكاتب التي تستضيفها لحراسة أمنية مشددة.

كما لن يسمح للمصورين بالتقاط صور بداية المحادثات على غرار ما يجري عادة في اللقاءات الدبلوماسية. لكن تلفزيون ومصور الأمم المتحدة وحدهما سيتمكنان من أخذ بعض الصور واللقطات. وأوضح فوزي أن "الوسيط طلب تعتيماً إعلامياً على هذه المشاورات".

(دمشق ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ) 

وفي الصورة عمال اغاثة يرتدون أقنعة واقية بعد غارة للنظام استخدم فيها الغاز أمس في ريف إدلب (رويترز)

back to top