السيسي يستنفر «الصف الوطني»... و10 مليارات جنيه لسيناء

نشر في 02-02-2015 | 00:01
آخر تحديث 02-02-2015 | 00:01
No Image Caption
• مسلحون يهاجمون أكمنة في رفح

• القاهرة تطالب باريس بغلق قنوات فضائية

• ترحيل الصحافي الأسترالي
قاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اصطفافاً وطنياً أمس في مواجهة الإرهاب، معلناً تخصيص 10 مليارات جنيه لتنمية سيناء ومكافحة الجماعات المسلحة التي عاودت الضرب مُجدداً ونجحت في إصابة 6 من عناصر الجيش، في حين غادر الصحافي الأسترالي المتهم في قضية "خلية ماريوت" بيتر غريست البلاد.

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس أن بلاده لن تقبل بغير الثأر لشهدائها الذين قُتلوا في سلسلة هجمات، على مواقع أمنية، شمال سيناء الخميس الماضي، مبدياً حرصه على تدشين اصطفاف وطني، بين أجهزة الدولة وأحزاب وقوى مدنية، ما تجلى أمس خلال اجتماعه وممثلي القوى الوطنية والسياسية في مقر مسرح "الجلاء"، الخاص بالقوات المسلحة.

وقال السيسي، على الجميع أن يعرف أن لدينا جيشاً مستعدا للموت لكي تعيش مصر، ولن يستطيع أحد أن ينال منها مهما كانت قوته أو تنظيمه.

وشدد السيسي، على أن بلاده لن تقبل بغير الثأر لشهدائها، مخاطباً رجال الجيش والشرطة قائلاً: "أنتم الذين ستأخذون الثأر لشهداء مصر وتقومون بحمايتها وتموتون من أجلها، لن أكبل أيديكم بالثأر لشهداء مصر ليس معنى أن نثأر أن نقتل أبرياء، على الرغم من أن هناك دولا من دون ذكر اسمها حاربت الإرهاب بأن اجتاحت قرى كاملة، وهو ما لم ولن نفعله".

وفي محاولة لطمأنة المصريين، على مسار المواجهة مع الإرهاب، في ظل استكمال إجراءات التنمية، أعلن الرئيس المصري إنشاء جامعة في سيناء، تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإنشاء مجمع سكني كبير بأموال مصرية يحمل اسم الشيخ محمد بن زايد، تقديراً له ولدولة الإمارات.

وبدا لافتا توجه السيسي بخطابه إلى منافسه في الانتخابات الرئاسية الماضية، حمدين صباحي، قائلاً: "أنت ربنا بيحبك"، في إشارة منه إلى الأعباء والمصاعب والتحديات التي تعترض رئيس مصر في الوقت الراهن.

ولم يقتصر خطاب السيسي على الشق الأمني، إذ أعلن الخطوط العريضة لمشروع تنمية سيناء، بتخصيص 10 مليارات جنيه لتنمية ومكافحة الإرهاب، مؤكداً أن قرار تكليف الفريق أسامة عسكر، الذي صدر قرار بتعيينه أمس الأول، بقيادة منطقة شرق القناة لمكافحة الإرهاب، وكذلك لإحداث التنمية في سيناء، حتى "يعرف الجميع أننا ذاهبون إلى سيناء للتعمير والتنمية".

وحضر الاجتماع وزراء الدفاع، الفريق أول صدقي صبحي، والداخلية اللواء محمد إبراهيم، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، وبابا الأقباط تواضروس الثاني، والمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، وعدد من رؤساء الأحزاب المدنية.

هجوم جديد

ميدانياً، وفي حين تم تعيين رئيس أركان الجيش الثالث، اللواء محمد عبد اللاه، قائداً للجيش الثالث الميداني، بدأت القوات المسلحة عمليات إعادة ترميم الاستحكامات الأمنية في شمال سيناء والتي تضررت إثر هجمات الخميس الماضي، أكد مصدر أمني أن 6 أفراد من القوات المسلحة أصيبوا جراء هجوم إرهابي استهدف 3 أكمنة للجيش في مدينة رفح مساء أمس الأول، مؤكداً نجاح القوات في التصدي لهذه العناصر، ما أدى إلى مقتل 3 من العناصر الإرهابية.

الأحزاب تستجيب

الأحزاب المدنية المصرية، أبدت تفهمها لحساسية الموقف الذي تمر به البلاد، معلنة اصطفافها خلف الدولة المصرية في الحرب على الإرهاب، واتفاقها معها في الخطوط العريضة، وقال رئيس حزب "المصري الديمقراطي الاجتماعي"، محمد أبو الغار، في بيان أمس إن "اللقاء تناول ضرورة الاصطفاف لدعم مؤسسات الدولة المتمثلة في القوات المسلحة والشرطة المصرية خلال حربها على الإرهاب، وكيفية التوحد والتكاتف لمواجهة تلك المخاطر".

«قنوات الإخوان»

في المقابل، نشط أعضاء جماعة "الإخوان"، في الإعلان عن تشكيل كيانات في الخارج فضلاً عن لقاءات مع مسؤولين غربيين، في حين أكدت وزارة الخارجية المصرية، أن الكيانات غير الشرعية التي يعلن تنظيم "الإخوان" الإرهابي تشكيلها، يعد التعامل معها استهتاراً بإرادة المصريين وإضفاء للشرعية على كيانات خارجة عنها.

وصرح المتحدث باسم الخارجية، بدر عبدالعاطي، أن الوزارة تجري اتصالات مكثفة مع الجانب الفرنسي، لاتخاذ إجراءات حازمة تجاه بث القنوات الفضائية التابعة للجماعة الإرهابية على القمر الصناعي الفرنسي، في ضوء السوابق الفرنسية بإغلاق قنوات مماثلة، تحضّ على الكراهية.

مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، سعد الدين إبراهيم، اعتبر قناة "رابعة" جزءاً من منظومة "حرب الاستنزاف" التي يشنها "الإخوان" على نظام الرئيس السيسي، لافتاً إلى أن "اجتماع الخارجية الأميركية مع وفد من الإخوان، قبل أيام، أمر مزعج ويضاعف من شكوك الرأي العام المصري من النوايا والممارسات الأميركية".

وبعد أيام من تهديدات إخوانية باستهداف الجاليات الأجنبية في مصر، بثتها قناة "رابعة" التي تبث من تركيا، أكد نائب رئيس حزب "النور" السلفي أشرف ثابت، أن مصر تتعرّض لمخاطر تقوم بها جماعات تكفيرية بهدف زعزعة الاستقرار، مشدداً على أن الدولة أتاحت الفرصة لعلماء الأزهر وأصحاب المنهج الوسطي لنبذ العنف والتكفير، للتحرك لتحصين الشباب.

الصحافي الأسترالي

في السياق، أكد مصدر مصري ترحيل الأجهزة المعنية الصحافي الأسترالي، بيتر كريستي، المتهم في القضية المعروفة إعلاميا بـ"خلية ماريوت" إلى بلاده، بعد موافقة الرئيس السيسي، الذي أصدر قانونا العام الماضي، يتيح له ترحيل متهمين أجانب، واستكمال التحقيق معهم في بلادهم، خاصة بعد الإفراج عن الصحافي الأسترالي ضمن 119 سجيناً أفرج عنهم بالعفو أمس، في مناسبة الاحتفال بثورة "25 يناير" وعيد الشرطة، وأضاف المصدر أن وزارة الخارجية قامت بالتنسيق مع السفارة الأسترالية بالقاهرة لحجز تذكرة الطيران للصحافي الأسترالي، الذي غادر القاهرة أمس.

التنازل عن الجنسية شرط للعفو عن فهمي

أكد نجاد البرعي، محامي صحافي "الجزيرة" الكندي محمد فهمي، أن موكله لابد أن يتنازل عن جنسيته المصرية مقابل العفو عنه من السلطات المصرية.

وقال البرعي إن تنازل فهمي عن الجنسية المصرية شرط للعفو عنه وترحيله إلى كندا وفقاً للقانون. وأضاف أن القانون رقم "140" لسنة 2014 منح رئيس الجمهورية حق ترحيل المتهمين الأجانب غير الحاصلين على الجنسية المصرية فقط، ولا يتضمن المساواة بين مصري وأجنبي أدين بارتكاب نفس الفعل، كما نص على قضاء الأجانب لعقوبة سجنهم في بلادهم بعد تسليمهم إليها، مضيفاً أنه لا توجد أي قرارات بشأن العفو عن موكله مادام أنه محتفظ بجنسيته المصرية ولم يتنازل عنها.

وقال البرعي إن فهمي لم يخطره بتنازله عن الجنسية ولم يقرر حتى الآن ما إذا كان سيحتفظ بها أم لا.

انت ربنا بحبك

داعب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منافسه في الانتخابات الرئاسية السابقة حمدين صباحي خلال لقائه برؤساء الأحزاب، ورؤساء التحرير والإعلاميين، وقال له فور لقائه "انت ربنا بيحبك"، ملمحاً إلى كثرة الأعباء الملقاة على عاتقه من المسؤولية الرئاسية، مضيفاً: "أنا سعيد جداً بحضورك اليوم ووجودك معنا"، بينما رد صباحي بجملة "كلنا واحد"، رافعاً يده تعبيراً عن تضامنه، ليرد السيسي قائلاً: "كلنا مع بعض".

back to top