كانت الحرب التي خاضتها الحكومة العراقية ضد أول ميليشيا شيعية تحارب الأميركيين عام 2004 هي اللقاء الأول بين رئيس الوزراء العراقي الأسبق أياد علاوي، ورجل الدين الشاب مقتدى الصدر.

Ad

لكن منذ انتخابات 2010 أصبح علاوي مقدراً لخصوصية سياسية في رجل الدين هذا، حين كان الأخير هو الزعيم الشيعي الوحيد الذي تحدث عن حق علاوي في رئاسة الحكومة.

ويعتقد كثيرون أن ما يجمع بين الرجلين هو رغبتهما الفطرية في صوغ مصالحة بين الطوائف، وهو ما جعلهما يتصرفان بـغرابة سياسية في كثير من الأحيان، إذ إن علاوي سليل العائلة الشيعية المعروف، ظل يعمل حصرياً مع القوى السنية منذ 10 أعوام، وكلفه ذلك الكثير، كما أن الصدر الذي كان يوماً يقود ميليشيا راديكالية شيعية، راح ينحاز إلى الأحزاب السنية ويدافع عنها، ويحذر من اضطرارها إلى الخروج من العملية السياسية.

ومن هذه الزاوية، يمكن النظر إلى التحرك بين علاوي والصدر في البرلمان، والذي يهدف إلى تشكيل جبهة عابرة للطوائف تدفع نحو التسوية بما يهدئ غضب السنة والأكراد على تفاصيل مالية وتشريعية مهمة تخص الموقف من حزب البعث وتشكيل قوة دفاع ذاتي للمحافظات السنية، ومنح حصة كردستان من الموازنة المالية.

وفي وسع الرجلين أن يفكرا باستعادة قواعد عمل مشترك أفرزتها لقاءات الزعماء المعارضين للمالكي عام 2012 في أربيل والنجف، والتي أثارت قلق طهران وواشنطن معاً، وكشفت عن ممكنات لعبة سياسية فاعلة يصممها الداخل إزاء نفوذ الخارج، لكن المهمة هذه المرة أصعب من الإطاحة برئيس حكومة كثير الأخطاء، فـ«النوايا الطيبة» للصدر وعلاوي ستواجه صعوبة في الاعتراف بحق الأكراد بامتلاك استقلال كبير يمنحهم عملياً حق التحكم بالنفط، كما ستواجه صعوبة في إقناع طهران بالتعايش مع مطلب السنة بامتلاك إدارة ذاتية تتمتع باستقلال سياسي كبير لإدارة ثلاث محافظات على الأقل.