المفاوضات حول اليونان تدخل المرحلة الأخيرة
يلتقي رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مساء الأربعاء في بروكسل سعياً لتذليل الخلافات بين أثينا ودائنيها والتوصل إلى اتفاق بحلول الجمعة مع دخول المفاوضات المرحلة الأخيرة للافراج عن دفعة من القروض أساسية لتمكينها من تسيير أمورها المالية.
وقال مصدر حكومي يوناني أن تسيبراس يتوجه إلى اللقاء "وفي جعبته مقترح يوناني" من 46 صفحة من الإصلاحات والإجراءات المالية للحصول على قرض بقيمة 7,2 مليارات يورو.وذكرت الصحف المحلية أن الوثيقة تتضمن تعديلات على ضريبة القيمة المضافة والدمج التدريجي لصناديق التقاعد والغاء التقاعد المبكر وتسريع عملية الخصخصة.وأكد يونكر اللقاء صباح الأربعاء بقوله "لا تزال لدي بعض المشكلات التي تحتاج لحل في ما اتفق على تسميته الحالة اليونانية وهذا يستدعي مني عقد عدة لقاءات اليوم بينها لقاء مع رئيس الوزراء اليوناني".وقال مصدر أوروبي أنه بالإضافة إلى يونكر وتسيبراس من المتوقع أن يحضر اللقاء كذلك رئيس منطقة اليورو يروين ديسلبلوم وممثلون عن البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي، وهي الجهات الدائنة لليونان.ويعقد المصرف المركزي الأوروبي الأربعاء اجتماعاً للجنة السياسة النقدية يتوقع أن تكون اليونان في صلب مناقشاتها بعد أن رفع البنك مساء الثلاثاء مجدداً سقف تمويل الطوارىء للمصارف اليونانية.وقد يشهد اللقاء جدالاً بين أثينا ودائنيها الذين أعدوا سلسلة من الإصلاحات يرغبون أن تشكل الأساس الوحيد للتفاوض، وقال مصدر مقرب من المفاوضات لفرانس برس "هذا المقترح هو الوحيد المهم".وسيكون لقاء تسيبراس-يونكر الثاني على أعلى مستوى حول ملف اليونان منذ مساء الأثنين حين التقت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ورئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي مع يونكر على عجل المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال زيارته لبرلين. وتحتاج اليونان المهددة في أي لحظة بالافلاس للحصول بسرعة على شريحة جديدة من الديون يجري تعليقها منذ أشهر.ويتعين عليها أن تسدد الجمعة دفعة من 300 مليون يورو لصندوق النقد الدولي هي الدفعة الأولى من 1,6 مليار يورو مستحقة في يونيو.وقال مصدر مقرب من الملف إنه إذا كان لدى أثينا المال لتسديد الدفعة إلا أن حكومة تسيبراس اليسارية الراديكالية قالت أنها تحتاج إلى ضمانات للتوصل إلى اتفاق لتسديد الدفعات التالية خلال هذا الشهر.وقال رئيس كتلة حزب سيريزا نيكوس فيليس في البرلمان لقناة "ميغا" اليونانية دون أن يحدد عن أي دفعة يتحدث "إن لم نتوصل إلى اتفاق الجمعة أو الأثنين، لن ندفع المال لصندوق النقد".ويجتمع نواب سيريزا الخميس لدراسة الاتفاقات المعروضة وهي مهمة أساسية نظراً لحاجة تسيبراس للأغلبية البرلمانية لتمرير قائمة الإصلاحات التي تعتبر شرطاً لتحرير دفعة القروض.ولكي يتم التوصل إلى اتفاق قبل انتهاء أجل خطة المساعدات الثانية لليونان في 30 يونيو يجب أن يعطي الدائنون ودول منطقة اليورو التسع عشرة الضوء الأخضر في 18 يونيو على أبعد تقدير.ولكن الخلافات لا تزال كبيرة داخل منطقة اليورو، والأربعاء قال وزير المالية الألماني ولفغانغ شويبله الذي يتبنى موقفاً متشدداً إزاء أثينا أن الحكومة اليونانية التزمت بوعود لا يمكنها الايفاء بها.وقال شويبله في حديث لصحيفة "فيرتسشافتسوش "نجح سيريزا في اقناع اليونانيين بوجود وسيلة سهلة للبقاء في منطقة اليورو من دون بذل جهود كبيرة في مجال الإصلاحات التي هي في الحقيقة في مصلحة اليونان".