يشهد لبنان في الأيام الأخيرة تزايد الخلافات في صفوف حكومة «المصلحة الوطنية» الائتلافية برئاسة تمام سلام.

Ad

فقد برز في اليومين الأخيرين تفاوت بين مواقف الوزراء اللبنانيين في موضوع إقامة مخيمات للاجئين السوريين في لبنان أو خارجه، وخصوصاً بعدما أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق أنه يعتزم نقل اللاجئين في عرسال إلى مخيمات يجري استحداثها في مكان آخر على الحدود اللبنانية– السورية، مقابل رفض وزير الخارجية جبران باسيل من نيويورك إقامة أي مخيمات داخل الأراضي اللبنانية.

ومن المتوقع أن يحضر هذا الموضوع بقوة في جلسة مجلس الوزراء التي ستنعقد الخميس المقبل، ما دفع المراقبين إلى التساؤل عما إذا ما كان هذا التناقض بين الأطراف سيتحول إلى أزمة حكومية جديدة.

وتضاف هذه الأزمة القديمةــ الجديدة إلى أزمة العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ»داعش»، حيث تحُول الخلافات داخل مكونات الحكومة دون حل هذه الأزمة.

وفي خطوة تظهر مدى هشاشة التركيبة الحكومية، أكد رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام مساء أمس الأول أنه لم يطّلع على فحوى لقاء باسيل بوزير الخارجية السوري وليد المعلم في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال رئيس الحكومة إن «لباسيل حساباته السياسية، وهو ينتمي إلى فريق سياسي»، مشددا على أن «باسيل التقى المعلم من دون تكليف أو غطاء رسميين».

«عبدالله عزام»

وفي تطور جديد وخطير، دخلت «كتائب عبدالله عزام» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» على خط أزمة النازحين، خصوصاً في ما يتعلق بالمداهمات المثيرة للجدل التي جرت أخيراً في عرسال. ووجهت «الكتائب» رسالة إلى الشعب اللبناني والحكومة والجيش، محذرة من أن «استمرار العدوان على المسلمين سيولِّد انفجاراً، ولن يكون في لبنان حصن منيع من ضربات المجاهدين».

وجاء في البيان، الذي نُشر على حساب الكتائب على «تويتر»: «نقول لحكومة لبنان الحقيقية حزب الله، إن استمرار عدوانكم على المسلمين وإجرامكم بحق شيبنا ونسائنا وأطفالنا هو الضغط الذي سيولد انفجاراً يذهب بالظالمين وينسف عصفه كل كيان بني على تشريد الضعفاء وأشلاء المشردين ودماء اللاجئين وإهانة النازحين، وقد خاب من حمل ظلماً وتسلط على المستضعفين وهو الخطر الأكبر على لبنان».

جاء ذلك، في وقت كشفت أوساط دبلوماسية لصحيفة محلية أمس أنّ العمليات العسكرية الدولية ضدّ «داعش» لا تزال حتى الآن محصورة في كل من سورية والعراق مبدئياً، وإذا حصل أي تطوّر يستدعي التحرّك في اتجاه لبنان فلا شيء يمنع من ذلك.

الحريري

إلى ذلك، وفي موقف هو الأول من نوعه، استنكر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري زعيم «تيار المستقبل» البيان الذي تقدم به «الائتلاف الوطني» لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى مجلس الأمن الدولي احتجاجاً على ما أسماه «انتهاك الجيش اللبناني لحقوق الإنسان والاعتداء على النازحين في عرسال».

واعتبر الحريري، الذي يعد من أبرز الداعمين اللبنانيين للمعارضة السورية، أن البيان «لم يكن في محله بكل المعايير التي نريدها أن تراعي العلاقة بين الإخوة والأشقاء»، مشيراً إلى أن «اللبنانيين الذين لم يتأخروا عن نصرة الثورة السورية يؤلمهم أن يجدوا في صفوفها من يمتطي الإرهاب لتخريب تلك العلاقة وخطف العسكريين وتهديد السلم الأهلي».