غداة إعلان الجيش اللبناني منع المرور باتجاه أطراف عرسال حيث ينتشر مسلحون تابعون لجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"  دون الحصول على إذن المخابرات، اندلعت احتجاجات ومواجهات عنيفة بين سكان المدينة من اللبنانيين والسوريين، وقوات الأمن المرابضة في المنطقة، أسفرت إصابة ثلاثة وتوقيف آخرين.

Ad

ووفق، الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، تدخلت قوات الجيش أمس، وفرقت التظاهرة، التي ضمت العشرات من أهالي عرسال احتجاجاً على الإجراءات العسكرية قرب حاجز عسكري في البلدة، مشيرة إلى أن شباناً لبنانيين وسوريين قطعوا طريق اللبوة في عين الشعب المؤدية إلى عرسال في منطقة رأس السرج.

وأكد الجيش اللبناني أن هدفه يتمثل في حماية البلدة وأهلها من الإرهابيين، موضحاً أن التدابير الأمنية التي اتخذها على الطرق بين عرسال وأطرافها تهدف أيضاً إلى وقف تنقل الإرهابيين بين البلدة وأطرافها.

سياسياً، شدد عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني عقب زيارته مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان أمس،  على أن الحوار اللبناني بدأ واستمراره مهم للتفاهم على النقطتين اللتين وضعهما رئيس التيار النائب سعد الحريري على جدول الأعمال، الأولى تخفيف الاحتقان السني- الشيعي من خلال إجراءات يفترض أن تؤخذ على الأرض، والثانية موضوع إيجاد الآلية التي تسمح بانتخاب رئيس للجمهورية، وانتظامها.

وللمرة الـ16 على التوالي، وبعد مئتي يوم من الفراغ في موقع الرئاسة الأولى، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، إلى جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية في السابع من شهر يناير المقبل.

كما جدَّد رئيس الحكومة تمام سلام الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، آملا أن يشكل الحوار الذي بدأ بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" مدخلاً لإنهاء الشغور الرئاسي.

وقال رئيس الحكومة، في حفل استقبال أقيم في السرايا الحكومية بمناسبة الأعياد أمس، إن "العمل المؤسساتي في نظامنا الديمقراطي يشوبه خلل كبير يتمثل في الشغور الذي يطال المؤسسة الأولى، وهي رئاسة الجمهورية"، مضيفاً: "لا أفوت مناسبة إلا وأكرر مطالبتي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، هذا المطلب هو مسؤوليتنا جميعا إذا ما أردنا لوطننا أن ينمو ويستمر ويزدهر".

ولفت سلام إلى أن استمرار الشغور الرئاسي "يشكل إضعافاً للوطن وينذر بخطر كبير علينا جميعا، لذلك فلا أحد يستطيع أن يتنصَّل ويقول إنه غير معني".

وبينما وصف سلام الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" بأنه "تطور سياسي كبير رأى أن "الحوار القائم بين قوتين رئيسيتين سياسيتين في هذا البلد ربما يكون مدخلاً لتذليل العقبات أمام إجراء هذا الاستحقاق الرئاسي لتتكامل المؤسسات الدستورية ونمضي في تعزيز مسيرة لبنان".

على صعيد آخر، شكر أهالي العسكريين الرهائن رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية على موقفه الداعم لقضيتهم، وقالوا، إنه وعدهم بأن يمد يده لمساعدتهم، وأنه مع مبدأ المقايضة وأيّ وسيلة لإعادة أبنائهم.

وبعد لقائهم فرنجية، طلب الأهالي من رئيس الحكومة تمام سلام، أن "يعيد إلينا أبناءنا في عيد المولد النبوي الشريف"، مؤكدين أنهم لن يتداولوا بهذا الملف حرصاً على السرية التي وعدوا بها سلام.