من خلال أفكار عصرية مختلفة عن المعتاد تجذب فرق شبابية الجمهور الغائب قهراً عن خشبه المسرح، في مقدمها عرض {1980 وأنت طالع} الذي يحصد إقبالا جماهيرياً بلغ حداً أن الجمهور بات يفترش الأرض لعدم وجود مقاعد يجلس عليها.

Ad

 كذلك يحقق عرض {بحيرة البجع} الذي يقدم على خشبة {مسرح العرائس}، إقبالا  يومياً من المتفرجين لا سيما العائلات، والحال نفسه بالنسبة إلى {3D}، و{هنا أنتيجون} اللذين تعرضهما {فرقة مسرح الطليعة}.

يوضح محمد علام مخرج عرض {3D} أن امتلاء المسارح بالجمهور دليل على ثقافة الشعب، {بالتالي لا صحة لمقولة إن الجمهور لا يقبل على المسرح، وما يحدث يؤكد تعطشه للفن الجيد عموماً وللمسرح خصوصاً}.

في هذا السياق يقترح تخفيض أسعار تذاكر العروض، لتحفيز الجماهير على الإقبال عليها، مع توفير دعاية ودعم جيد، واستحداث وسائل في الدعاية لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدل المحطات الفضائية التي يرتفع مقابل الإعلان على شاشتها إلى الآلاف والملايين، فضلا عن تولي الجمهور الدعاية للعرض الجيد، فمن يحضر مسرحية جيدة يخبر أصدقاءه بها.  

 تقدم {3D} (المسرحية رقم 30 بين أعمال  محمد علام المسرحية) رؤية ثلاثية الأبعاد  لحكايات ثنائيات تاريخية شهيرة، منها كليوباترا وأنطونيو، عطيل وديدمونة، شفيقة ومتولي، في صيغة أقرب إلى مزيج بين الرؤى الثلاث الساخرة والتراجيدية وسرد بطريقة معاصرة.

دعم كافٍ

يبدي محمد دسوقي، مدير مسرح الطليعة، سعادته بعودة الجمهور الغائب إلى خشبة المسرح، متمنياً استمرار الإقبال على العروض المسرحية، رابطاً ذلك بمدى توافر دعم كافٍ لتنفيذ اجتهادات شباب المسرح، في ظل اقتصار هذا الدعم على وزارة الثقافة وحدها.

 يضيف: {شهد مسرح الطليعة خلال الشهر الماضي عرضين حققا نجاحاً، واكتمل الحضور  في {3D} ونفدت التذاكر قبل بدء العرض بساعة تقريباً، لدرجة أنهم كانوا يضيفون مقاعد ليجلس عليها المتفرجون} متوقعاً أن تستكمل {هنا أنتيجون} هذا الإقبال بعد انتهاء عرض {3D}.

يتابع: {أكد نجاح هذين العملين أن اختيارنا لهما ضمن البرنامج الفني للعام المسرحي كان جيداً، وإقبال الجمهور عليهما كسر الفكرة النمطية حول أن مثل هذه العروض تقدم للنخبة فحسب، وأن جمهورها محدود، فالعرض الذي أخرجه تامر كرم، رغم كونه مزيجاً بين نصوص سبق تقديمها على خشبة المسرح، إلا أنه قدمها برؤية معاصرة أحبها الجمهور، بدليل الإقبال اليومي الذي يؤكد أن جمهورنا ذواق وينحاز دوماً للفن الجيد}.

ردود فعل جيدة

حنان مطاوع بطلة عرض «أنا الرئيس» أمام سامح حسين تشير إلى أن  المسرحية تحقق ردود فعل جيدة، ما يؤكد تعطش الجمهور لمتابعة عروض مسرحية شرط جودتها، «بتعبير أدق أن تكون جيدة شكلا ومضمونا، وأن تحقق للجمهور متعة أيضاً»، متمنية تحسين الظروف الإنتاجية المحيطة بأبو الفنون، واستمرار الحركة المسرحية، ودعمها من المسؤولين، لتظل قاعات المسارح مضاءة بعروض جيدة ومتميزة، ويعود المسرح جزءاً من الثقافة المصرية كما كان سابقاً»، لافتة إلى أن المسرح يجذب أي ممثل لخوض التجربة كونه يحقق له تواصلا مباشراً مع جمهوره.

بدوره أكد فتوح أحمد، رئيس البيت الفني للمسرح، أن اكتمال الجمهور في مسارح الدولة حلم يتمنى تحقيقه، والهدف الذي وافق بموجبه على منصبه، لذا وضع خطة استراتيجية لتنفيذه قبل أن يعود إلى مكانه الأصلي كممثل، مشيراً إلى أن اهتمام الجمهور بالمسرح وحضور عروضه الجديدة من شأنهما إعادة بعض العقول إلى رشدها قبل أن تتلف، معتبراً  أن المسرح هو القوة الناعمة التي يمكن من خلالها محاربة الفكر المتطرف.