نشرتُ منذ عدة أسابيع في هذه الجريدة الغراء ترجمة شعرية للسونيت* 150 لشاعر الإنكليزية الأكبر وليم شكسبير، وحفزتني ردودُ فعل القراء، وبينهم نقاد وشعراء ومترجمون، إلى إنجاز ترجمات أخرى، فنقلت السونيت 138 إلى العربية شعراً، وهي تحتوي على توريات عديدة وتحليل عميق للخداع المتبادل بين الشاعر وحبيبته السمراء الغامضة.
وأود أن أبيّن أن البيت الأول من الترجمة ليس له ما يناظره في النص الأصلي، ولكنه يتفق اتفاقاً تاماً مع رأي شكسبير الشهير، وهو أن الحب جنون.يذكر أن عدد سونيتات شكسبير 154 ترجم بعضها أو كلها أدباء كبار، أشهرهم جبرا إبراهيم جبرا وبدر توفيق وكمال أبو ديب وعبدالواحد لؤلؤة.وفيما يلي الترجمة العربية الأولى للسونيت 138 التي تلتزم بحراً واحداً هو الطويل وقافية واحدة.هل الحبُّ إلا سَكْرةٌ وجنونُ؟وهلْ هي إلا خَمْرةٌ وفُتونُ؟وتُقسمُ أنَّ الصدقَ فيها سَجِيَّةٌوأنّ سِواها غادرٌ وخَؤونُوأعلمُ أنّ الكذْبَ صِنْوُ حبيبتيوأُظهرُ أني غافلٌ وأكونُفتحسبُني غِرّاً غريراً وذا عمىوأنّي بألوانِ الخداعِ قمينُوتوهمُني أنّ العفافَ رِداؤُهاوأني فَتِيٌّ في غُصونيَ لِينُولكنني كهلٌ ترنَّحَ ظِلُّهُوغاضتْ بِرَوْضي أنهرٌ وعيونُومَنْ باتَ بعد الشَّيْبِ صَبّاًفإنّه بغيضٌ إليهِ أنْ تُعَدَّ سنينُوأجملُ ما في الحبِّ وَهْمٌ نَعيشُهُوأكذوبةٌ تُذْكي الهوى وتَزينُأبادِلهُا كِذْباً بكذْبٍ فَنَنْتَشيونحنُ كِلانا خائنٌ ومخونُ* السونيت (Sonnet) هي أحد أشكال الشعر الغنائي الذي انتشر في أوروبا في العصور الوسطى.
توابل - ثقافات
ترجمة السونيت 138 لوليم شكسبير شعراً بشعر
29-04-2015