إيساف، شادي شامل، مروة نصر، محمد عطية، ميرهان حسين، هاني حسين، سالي أحمد، شاهيناز ضياء الدين، رندا حافظ، محمد قماح، نجوم أفرزتهم برامج المواهب تأرجح نجاحهم بين التفوق والتراجع، لأسباب من بينها  إهمال شركات الإنتاج لهم، عدم مثابرة المتسابقين، ومنافسة شرسة لا ترحم.

Ad

{استمرار نجوم تلك البرامج يحتاج إلى رحلة طويلة من الاهتمام والرعاية والاعتناء بهم كـ{مشروع} فني}، برأي زيزي عادل، أحد نجوم {ستار أكاديمي}،  موضحة أن من عدم الإنصاف تحميل المتسابق المسؤولية كاملة عن غيابه أو خفوت نجمه، حتى لو كان موهوباً ويعتمد كلياً على قدراته الحقيقية ومهاراته في الغناء، فمن دون شركات الإنتاج، التسويق، الجهات الرسمية في الدولة، سيفشل، لأنه يحتاج دعمها بعد ذلك ووقوفها خلفه، حينها تتم محاسبته.

تضيف أنها مستمرة في تقديم أغانٍ، آخرها كليب {شايلاهالك} الذي طرحته قبل أشهر، مشيرة إلى حرصها على استمرار حضورها على الساحة الفنية.

أما ما يتعلق ببقية النجوم، فترى زيزي أن لكل منهم تجربته وظروفه الخاصة، وقد يكون عدم الاستمرار {رغبة شخصية} من المتسابقين أنفسهم، الذين يكتفون بقدر معين من الشهرة والنجومية، لأنهم ليسوا مطربين بالمعنى التقليدي من الأساس، بتعبير أدق لا يتمتعون بروح المثابرة والإصرار.

ركود ومتنفس

كارمن سليمان، الفائزة بلقب {نجمة العرب} في برنامج {أراب أيدول} الموسم الأول، تشير إلى أن الظروف التي تعيشها البلاد العربية تشكل عاملاً أساساً في عدم استكمال نجوم البرامج الغنائية مسيرتهم، لافتة إلى أن {ركود السوق} يحرم عناصر شابة وموهوبة من فرصها كاملة، {بالكاد يتابع الناس هذه البرامج كمتنفس وسط الظروف المعيشية التي تحيط بهم، وإذا تغيرت الظروف قد يتحمس كثر ولا يقفون عند مرحلة التتويج بالجوائز والألقاب.

تتابع أن {إنتاج أول ألبوم}، أحد أكبر الصعوبات التي تواجه نجوم المسابقات الغنائية، وتطالب زملاءها بعدم الاستسلام، تقول: {علينا بالصبر حتى لو امتد الأمر أعواماً، وعدم ربط النجاح بمقياس زمني، فبفضل التصميم والصبر والإصرار  يمكن تغيير معادلة {اختفاء النجوم} بعد انتهاء المسابقات، وتغيير خريطة الغناء لصالح عناصر شهد لها الجمهور مسبقاَ بالنجاح.

بدوره يؤكد زين نصار، أستاذ النقد الموسيقي، أن المطلوب ليس اكتشاف المواهب في تلك البرامج، بل متابعتها وتنميتها ووضع قواعد وتصورات كاملة لتطويرها، لضمان عدم خفوت نجمها، واكتفائها بمجرد الشهرة وتسليط الضوء عليها لفترة.

يضيف: {يجب توعية القواعد الجماهيرية بضرورة عدم التوقف عند الإبهار البصري في البرامج والتشويق المتعلق بالتنافس، بل البحث عن النجم ومتابعته بعد ذلك}.

يتابع: {تلك البرامج ليست حديثة العهد بل تعود إلى عصر ما قبل التلفزيون والفضائيات، إذ انتشرت، أولا، عبر الإذاعة التي خصصت برامج مماثلة لدعم الساحة الفنية بمزيد من الوجوه الصاعدة، وركز القيمون حينها على دمج النجوم في الحياة العملية الفنية، ومتابعة مشوارهم بعد الفوز، من هنا على البرامج عدم السعي وراء الربح واستغلال تلك الوجوه، بل أن تكفل لهم الطرق التي تمكنهم من الاستمرار في مشوارهم الفني}.

رهان على المستقبل

توضح الدكتورة ياسمين فراج، أستاذ النقد الفني في أكاديمية الفنون، أن الجميع يتسابقون لحصد لقب نجم رغم أن بعضهم لا يمتلك موهبة جيدة، إلا أن التقييمات الجماهيرية والإشادات النقدية، ترفع أسهم الرهان على المستقبل الذي يسوده الارتباك والغموض، بمجرد انتهاء البرامج والمسابقات التي يظهر من خلالها .

 تنتقد فراج «الطابع الاستهلاكي» لبرامج المسابقات الغنائية، إذ تركز اهتمامها على استقبال رسائل نصية وإعلانات ورعاة،  ولا تهتم بمصير المتسابقين، مضيفة أن غزارة تلك البرامج لا تفرز مواهب حقيقية، وقلة ما زالت عالقة في ذاكرة الجمهور كمحمد عطية ومحمد عساف وشاهيناز.

من جهته يشير الناقد الفني طارق الشناوي إلى أن  برامج الهواة أكبر عامل يساهم في فشل المتسابقين، فهي تمدهم بجرعات مفرطة من الظهور والنجومية، وبعد ذلك تتجاهلهم، ما يثبت أن القيمين عليها لا يهتمون بمصير الفن والفنانين بقدر انصرافهم إلى جني الأموال.

يضيف: «لا تهدف شركات الإنتاج إلى صناعة نجم حقيقي، وتتخلى عن أصوات حقيقية، وساهم الإفراط في التقليد الأعمى للبرامج الغربية المماثلة في «إضاعة قيمة» البرامج التي بدأت بقوة وشفافية، ثم عرفت الفشل وعدم الثقة فيها، بعدما بدأت تمنح جوائزها لمن لا يستحقونها}.