القادسية «ملك» القارة الصفراء
فاز على أربيل بركلات الترجيح في نهائي كأس آسيا
توج فريق القادسية بكأس الاتحاد الآسيوي للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن حقق الفوز بركلات الترجيح على أربيل العراقي في مباراة أقيمت في دبي.
توج فريق القادسية بكأس الاتحاد الآسيوي للمرة الأولى في تاريخه، بعد أن حقق الفوز بركلات الترجيح على أربيل العراقي في مباراة أقيمت في دبي.
ابتسمت الركلات الترجيحية للقادسية في مواجهة أربيل العراقي في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، الذي أقيم أمس في دبي على استاد مكتوم بن راشد بنادي الشباب.وانتهى الوقتان الأصلي والاضافي في المباراة بالتعادل السلبي، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي أنصفت القادسية بأربعة أهداف مقابل هدفين.
المباراة تقاسمها الفريقان على مدار الاشوط الاربعة، رغم ان القادسية كان الأكثر خطورة على المرمى، ولولا سوء الحظ الذي لازم بدر المطوع لحسم الأصفر المباراة في وقتها الأصلي، أو الإضافي.سيطرة قدساويةاستطاع فريق القادسية السيطرة على مجريات الشوط الأول، ونجح في تهديد مرمى أربيل أكثر من مرة، رغم التكتل الدفاعي للفريق العراقي المبالغ فيه، وجاءت بداية الشوط هادئة إلى حد كبير في ظل رغبة من الفريقين في جس النبض بعيداً عن حسابات الورق التي سبقت اللقاء. وحاول الأصفر أن تكون له المبادرة الهجومية، لاسيما أن الفريق العراقي تراجع كثيراً إلى وسط ملعبه لإغلاق المنافذ على لاعبي الأصفر الذين اعتمدوا على الأطراف لبناء الهجمات، والتي شغلها هجوميا بدر المطوع وسيف الحشان في محاولة من مدرب القادسية أنطونيو خلخلة دفاعات أربيل، وإفساح الطريق أمام المهاجم دانييل وأيضا القادمين من الوسط صالح الشيخ وفهد الأنصاري، وطلال العامر والأخير كان حلقة الربط بين الدفاع والوسط، في حين نفذ خالد القحطاني وعامر المعتوق ظهيرا الجنب طلعات هجومية بالتناوب.وتتاح للقادسية فرصة في الدقائق الأولى هيأها بدر المطوع للمتقدم عامر المعتوق الذي سدد كرة أبعدت عن المرمى كثيراً، لكنها كشفت عن رغبة قدساوية مبكرة لهز الشباك العراقية، وتستمر سيطرة القادسية على المباراة، في ظل مزيد من التكتل العراقي والاعتماد على الهجمات المرتدة التي قادها لؤي صلاح وأمجد راضي ونبيل سبع، وتزيد سرعة المباراة عند الدقيقة العاشرة بعدة هجمات من القادسية، أبرزها تسديدة لسيف الحشان بعد فاصل مهاري من منتصف الملعب، كادت تخدع حارس أربيل جلال حسن، وتتوالى الهجمات القدساوية لكن من دون خطورة بالغة على الحارس العراقي، لاسيما أن لاعبي الأصفر لجأوا لمحاولات الاختراق من العمق واستغلال مهارة بدر المطوع، الذي ابتعد عن مربع العمليات للقيام بدور صانع الهجمات، الأمر الذي سهل من مهمة أربيل الذي بدا ملتزما بالجانب الدفاعي وتعليمات المدرب العراقي أيوب أويشيو.فرصة هدفشهدت الدقيقة ٢٩ فرصة هدف أول للقادسية، بعد أن قام أفضل اللاعبين في المباراة في الشوط سيف الحشان بتسلم كرة في وسط الملعب وارسال تمريرة لبدر المطوع في مواجهة الحارس جلال حسن، الذي تصدى لتسديدة المطوع لتضيع على القادسية فرصة هدف حقيقية، ويرد اربيل بركلة حرة مباشرة من على حدود منطقة الجزاء مرت بسلام على الحارس نواف الخالدي، الذي لم يواجه اختباراً حقيقياً حتى الدقيقة الخامسة والثلاثين، التي شهدت تكتيكاً جديداً للمدرب القدساوي أنطونيو من خلال العودة باللاعبين في الأصفر إلى وسط الملعب، في محاولة لفتح الطريق قليلا أمام المطوع ودانييل، وتتاح لبدر المطوع فرصة في الدقيقة ٣٧ داخل منطقة الجزاء، لكنه فضّل التمرير لدانييل لتضيع على الأصفر فرصة أخرى للتهديف، بعد أن تصدى دفاع أربيل لتمريرة المطوع.ويتعرض الحشان، الذي أزعج الدفاعات العراقية، للخشونة أمام منطقة جزاء أربيل، ليحتسب الكوري ركة حرة سددها دانييل في دفاع أربيل، ويرد الفريق العراقي بأكثر من هجمة كان أخطرها تسديدة أمجد راضي التي تصدى لها قائم الخالدي، ويرد القادسية بتسديدة لبدر المطوع في أحضان الحارس العراقي لينتهي هذا الشوط سلبياً.الحال يتبدلتبدل الحال القدساوي في الشوط الثاني، وبدا الفريق العراقي أكثر لياقة ورغبة في هز الشباك، في ظل تراجع كبير في لياقة لاعبي الأصفر وابتعاد الخطوط بشكل كبير. ولم تشهد صفوف القادسية تبديلا في اللاعبين، ولا في طريقة اللعب في الشوط الثاني، حيث استمر الاصفر على نهجه وخطته في المباراة، والتي اعتمدت على مهاجم صريح ومعاونة من على الاطراف، حيث شكلت تلك الخطة خطورة بالغة للقادسية في بداية الشوط الثاني. ومنذ الدقيقة الأولى انطلق بدر المطوع من الجانب الايمن تجاه مرمى أربيل، لكن تسرع المطوع أضاع الفرصة، وتتاح للاصفر عدة فرص اخرى عن طريق دانييل وخالد القحطاني، لكن التسرع في إنهاء الهجمات اضاع ما سعى إليه الاصفر. في المقابل، بدأت خطورة اربيل في الظهور بعد تخلي الفريق عن حذره الدفاعي واللجوء الى مبادلة «الاصفر» الهجمات، لاسيما ان مهمته الدفاعية في الشوط الاول وفرت كثيرا من جهد اللاعبين، بعكس القادسية الذي بدأ يعاني الاجهاد.وبمرور الوقت، وبعد وصول المباراة إلى الدقيقة ٦٥ بدأ التخلي عن الحذر يزيد سرعة المباراة، في ظل هجمات متبادلة بين القادسية وأربيل، وفي الدقيقة ٧٠ كاد أمجد راضي مهاجم اربيل يهز الشباك القدساوية بانطلاقة من العمق وتسديدة صاروخية مرت بسلام إلى جوار القائم الايمن لنواف الخالدي. بعدها استشعر انطونيو مدرب القادسية الخطر وقام بالدفع بسلطان العنزي على حساب طلال العامر، المصاب، في محاولة لامتلاك وسط الملعب من جديد، لاسيما ان اربيل نجح في السيطرة على الملعب، وشكل خطورة على دفاعات الأصفر في اكثر من مناسبة، وفي الدقيقة ٧٥ يحمي القدر مرمى نواف الخالدي من هدف محقق بعد رأسية متقنة للمحترف الاسباني في صفوف اربيل مرت بجوار القائم بأعجوبة، ويزيد اربيل من خطورته، في وقت بدأ الاصفر يظهر على فترات معتمدا على الهجمات المرتدة. وفي الدقيقة ٨٤ كادت ان تحدث أزمة في المباراة بعد تصرف غير لائق من لاعب اربيل علي فايز الذي لام المطوع بشكل غير لائق بحجة عدم اخراج الكرة، حينما كان لاعب عراقي مصاباً على الارض، لكن تدخل العقلاء في اربيل انقذ الموقف، لينتهي الشوط الثاني عند هذا الحد، ويلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي.المطوع يرفض التسجيللاحت للمطوع لاعب القادسية أكثر من فرصة محققة في الشوط الاضافي الأول لهز شباك حارس اربيل جلال حسن، لكن المطوع، والذي بذل مجهودا مضاعفا في المباراة، أبى أن يسجل هدف التقدم، وأحسن مدرب القادسية عندما دفع بضاري سعيد على حساب عامر المعتوق الذي عانى الاصابة، حيث تحسن اداء الأصفر من جديد، وعاد ليبسط سيطرته على المباراة، فتعددت هجمات الأصفر في ظل نشاط ملحوظ لبدر المطوع وسيف الحشان والكرواتي دانييل، وهو ما أربك دفاعت أربيل لتتعدد الفرص، لكن من دون نتيجة، حيث استمر التعادل السلبي سيد الموقف.ومع الشوط الاضافي الثاني، دفع انطونيو بآخر أوراقه حمد أمان على حساب سيف الحشان، في محاولة لفك طلاسم كأس الاتحاد الآسيوي وفريق أربيل الذي دفع هو الآخر بهوار محمد، وتتاح للقادسية فرصة لحسم اللقاء بعد ان سقطت كرة لدانييل داخل منطقة الجزاء، لكن اللاعب اطاح بالكرة اعلى العارضة، وكادت هوشة جديدة تفسد اللقاء بعد احتكاك بين لاعبَين في اربيل وبدر المطوع لكن الامور مرت بسلام. ويمسك المدافع العراقي بدانييال داخل منطقة الجزاء لكن الحكم الكوري تغاضى عن احتساب الكرة ركلة جزاء، ليرد اربيل بتسديدة قوية أنقذها نواف الخالدي وحولها إلى ركلة ركنية، ليلجأ بعدها الفريقان الى ركلات الترجيح التي أنصفت القادسية. لقطات• صافح رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سليمان بن إبراهيم اللاعبين قبل المباراة، ونزل إلى أرض الملعب بصحبة رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال، والشيخ طلال الفهد رئيس الاتحاد الكويتي، إلى جانب رئيس نادي أربيل عبدالله مجيد، والشيخ خالد الفهد رئيس نادي القادسية.• أجرى فريق القادسية تدريبات الإحماء استعداداً لخوض اللقاء قبل انطلاق المباراة بـ٤٠ دقيقة، واستمرت التدريبات ١٥ دقيقة.• جاء الحضور الجماهيري للمباراة مخيباً، لاسيما من الجانب العراقي، الذي كان يملك ٩٠ في المئة من المقاعد، بينما جاء الحضور الأصفر أكثر من جيد بعد زحف ما يقارب من ١٠٠ مشجع خلف الفريق الذين شجعوا اللاعبين بحماس.• كان العلم الأصفر لنادي القادسية حاضراً بقوة داخل وخارج استاد مكتوم بن راشد، وحرص عدد كبير من الأطفال على حمل الإعلام والهتاف من السيارات وقبل الوصول إلى الملعب.• حرص مدرب الأزرق لكرة القدم البرازيلي جورفان فييرا ومساعده، إلى جانب مدير المنتخب فرج نفاع، على حضور المباراة النهائية، لدعم وتقييم اللاعبين قبل إعلان التشكيلة النهائية لكأس الخليج.• اضطر حكم الساحة الكوري كيم قبل نهاية الشوط الأول بقليل أن يخرج مدافع القادسية خالد القحطاني من المباراة لارتداء واقي الساق، بعد أن تجاهل اللاعب ارتداءه منذ بداية المباراة.رطوبة عاليةشهدت أجواء المباراة النهائية التي أقيمت على استاد مكتوم بن راشد بنادي الشباب بدبي رطوبة عالية، وهو ما أثر على اللاعبين، خصوصا في القادسية الذي حاول حسم المباراة مبكرا واستنفد جانبا كبيرا من لياقته. واضطر طاقم تحكيم المباراة الكوري إلى تبديل قمصانه بين شوطي المباراة، في حين استمر لاعبو الفريقين بملابسهم.فرحة عارمة للقدساوية بدبيشهد استاد مكتوم بن راشد بنادي الشباب الإماراتي فرحة عارمة للقدساوية، حيث اتجه اللاعبون فور انتهاء المباراة إلى جماهير الاصفر ليضج استاد الشباب بشيلات كويتية ابتهاجا بالنصر وحصد الكأس الآسيوية للمرة الاولى في تاريخ القادسية، كما تبارى عدد من اللاعبين في وصلات رقص داخل ملعب المباراة.وفي المقابل، خيم الحزن على جماهير أربيل بعد أن استمر عناد الكأس الآسيوية لفريقهم.دخول متعثر لوسائل الإعلام!عانت وسائل الإعلام الكويتية الأمرّين لدخول مقصورة الإعلاميين لتغطية النهائي الآسيوي، لاسيما أن مراقب المباراة رفض استبدال الهويات الخاصة بالمباريات السابقة بالبطولة بهوية المباراة النهائية، وبعد محاولات وتدخلات من الجانب القدساوي، وإصرار وسائل الإعلام على الدخول في المقاعد المخصصة لهم، رضخ مراقب المباراة وأعطى هويات قبل انطلاق المباراة بنصف ساعة.بن إبراهيم: نصف مقعد لأندية الكويت بالملحق الآسيويأكد رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم البحريني سلمان بن ابراهيم ان الطريق ممهد لأندية الكويت نحو دوري أبطال آسيا.وقال بن ابراهيم، بعد تتويج القادسية بلقب كأس الاتحاد الآسيوي، إن الاتحاد الآسيوي منح أندية الكويت نصف مقعد في الملحق، وهو أقصى ما يمكن تقديمه إلى الفرق الكويتية التي بات عليها أن تثبت أحقيتها في اللعب بدوري الأبطال، مضيفاً أن الاحتراف لابد أن يطول منظومة كرة القدم بشكل كامل، لا فرق الكرة فقط.وبتصريح بن إبراهيم يكون بمقدور الأندية الكويتية المشاركة، ببطاقتين، أولاهما كبطل للاتحاد الآسيوي، والأخرى لبطل الدوري، وهو القادسية أيضا، حيث سيحل الوصيف الكويت ممثلاً ثانياً للكرة الكويتية.