أخبرينا عن برنامج «صباح لبنان».

Ad

انطلق برنامج «صباح لبنان» عبر «تلفزيون لبنان» بعد أشهر من التحضيرات، في مايو 2014، وهو نسخة جديدة من برنامج «صباح الخير يا لبنان»، يتضمن أكثر من 28 فقرة، في إطار شبابي متجدد، ديكور عصري، تقارير خارجية، مقابلات منوعة، تغطية شاملة لأبرز الأحداث الفنية والاجتماعية في لبنان، وهو من اعداد سينتيا أسمر ومساعدة فريق عمل متخص.

«صباح لبنان} يبث مباشرة عبر {تلفزيون لبنان} من الاثنين إلى الجمعة، من التاسعة صباحاً إلى الحادية عشرة والنصف قبل الظهر.

لماذا اخترت الانطلاق في مجال الإعلام من تلفزيون لبنان؟

لم أختر ذلك، بل المصادفة هي التي اختارت أن تكون خطواتي الأولى في تلفزيون بلدي الأم، وهو الأعرق بين تلفزيونات العالم العربي، لذا أنا محظوظة بالإطلالة على شاشة، كانت، في وقت مضى، رائدة في مجالي الدراما والبرامج، ولها الفضل الأكبر في ازدهارهما في خمسينيات القرن الماضي وستينياته وسبعينياته، وتصديرهما إلى الدول العربية، بعدما أرست أسسهما.

كيف كانت البداية؟

خلال تخصصي في مجال الإعلام في كلية الإعلام التابعة للجامعة اللبنانية، نما لدي شغف بهذه المهنة، وفي السنة الثالثة، تعرفت إلى شابة تعمل في تلفزيون لبنان، وأبلغتني أن ثمة وظيفة شاغرة لأن كارلوس عازار سوف يغادر البرنامج، وكان يعمل مذيعاً فيه، هكذا تقدمت لمباراة إلقاء وقابلت معدّ برنامج «صباح الخير يا لبنان» عبيدو باشا، والمخرجة سلام معلم، فأحبا إلقائي ومخارج الحروف وجرأتي أمام الكاميرا، من ثم تدربت على مدى أسبوعين وتعرفت إلى روحية البرنامج... هكذا انطلقت في البرنامج وتأقلمت معه بسرعة وصرت أجري من ست إلى سبع مقابلات في اليوم.

كيف يتمّ الإعداد للفقرات؟

من خلال فريق الإعداد الذي يختار الضيوف عبر مراقبته للأنشطة الثقافية والفنية المختلفة، وقبل إجراء المقابلة ألتقي الضيف فترة قصيرة، فأتعرف إليه وأتكلم معه، كي لا يشعر أنه يحاور شخصاً غريباً كلياً عنه. علمتني الخبرة ألا أعتمد كثيراً على الارتجال، تجنباً للتردد أمام الكاميرا والحيرة حول أي أسئلة يمكن طرحها للضيف، وهذا أسوأ ما تمرّ به المذيعة. ثم احترام المشاهد أمر ضروري، ويجب الأخذ في الاعتبار أن فئات مختلفة الطبقات والمستوى الثقافي تتابع البرنامج الصباحي، من هنا علينا نقل المعلومات والأخبار بطريقة عميقة وسهلة فتصل إلى المثقف وغير المثقف على السواء.

كيف تقيّمين مسيرتك الإعلامية حتى الآن؟

لا شك في أنني، بعد سبع سنوات من العمل في تلفزيون لبنان، اكتسبت خبرة وحرفية، بشهادة الضيوف الذين يجمعون على أن أسئلتي رصينة وتتعلق باختصاص كل واحد منهم، وأنهم يرتاحون في التعامل معي لحرصي على أن أبقى مرتاحة ومبتسمة باستمرار، وألا أتوتر، مهما كانت الظروف والمعطيات المحيطة بي... فهذه الأمور كلها من ضمن أخلاقيات المهنة.

ما دور الشهرة في حياتك المهنية وهل هي غاية بالنسبة إليك أم وسيلة؟

لا أنكر أن الشهرة جميلة ومغرية، لكن في الحقيقة ليست غاية بالنسبة إلي، بل وسيلة لأخرج ما في داخلي من إمكانات وعشق لمهنتي، وإيصال رسائل جميلة وممتعة إلى الناس عبر الدخول إلى البيوت من خلال الكلمة الحلوة والمعلومة المفيدة.

 غايتي إدخال البهجة والراحة إلى قلوب المشاهدين في زمن يندر فيه الفرح ويكاد يكون غير موجود... إذاً لا تعني لي الشهرة بحد ذاتها بقدر ما تعني لي ردود الفعل التي أتلقاها من المشاهدين، ويعبرون فيها عن عمق محبتهم لي، لأنني أمنت لهم فائدة في ناحية معينة، قد تكون معلومة جديدة أو حلا ما لمشكلة، أو دعابة مثلا أضحكتهم...

ماذا يعني لك تلفزيون لبنان؟

هو بيتي وأنا أنتمي إليه، يكفي أن أقول إنني مذيعة في تلفزيون لبنان ليتبادر إلى الذهن على الفور انطباع بأنني محترمة. فقد احتضن خطواتي الأولى، ووفر لي مساحة لأطل من خلالها وأكوّن شخصيتي الإعلامية وأطورها.

تلفزيون لبنان بالنسبة إلي مدرسة بحد ذاتها، اكتسبت منه خبرة كبيرة، ويكفي أن إعلاميين كباراً تخرجوا فيه، لأشعر بفخر الانتماء إليه، وأعمل جاهدة لكي أصل يوماً ما إلى مستوى هؤلاء «الكبار» الذين قامت على أكتافهم النهضة التلفزيونية في لبنان والعالم العربي، وأكمل المسيرة بعدهم إعلاميون أمنوا استمرار هذه المؤسسة، رغم المصاعب الجمة التي واجههتها، سواء خلال الحرب التي عصفت بلبنان أو بعدها.

برأيك كيف يمكن استعادة تلفزيون لبنان دوره الريادي؟

أود التنويه في هذا المجال إلى الرسالة التي قدمتها لنيل دبلوم دراسات عليا في الإعلام، وتمحورت حول دراسة مقارنة بين تلفزيون لبنان الذي تملكه الدولة اللبنانية والتلفزيون الفرنسي الذي تملكه الدولة الفرنسية، وقدمت حلولا، استناداً إلى التجربة الفرنسية، بهدف تحسين الوضع في تلفزيون لبنان.

ما أبرز هذه الحلول؟

 

الدعم المادي أساسي، إنما ليست الخصخصة الحل، إذ يجب أن يبقى تلفزيون لبنان ملكاً للدولة، وذلك عبر تنشيط الإعلانات وعمل «سكوبات»، لا سيما سياسية، وإدخال عنصر الشباب إلى المؤسسة مع المحافظة على الجيل القديم، نظراً إلى خبرته الكبيرة في توجيه الشباب، واعتماد تقنيات جديدة...

ثمة أشخاص، للأسف، يعتبرون أن الزمن توقف على عتبة تلفزيون لبنان، وأن إمكاناته الضيئلة لا تخوله منافسة التلفزيونات والفضائيات المنتشرة بكثرة في العالم العربي... هذا القول خاطئ تماماً، لأن العاملين في تلفزيون لبنان يبذلون أقصى جهودهم لمضاهاة التلفزيونات التي توظف مبالغ خيالية لبرامجها...

في المقابل ثمة ضيوف كثر يفرحون لدى استضافتهم في استوديوهاتنا ويعتبرون أن مظلة ثقافية تحيط اجواء المقابلات معهم ويفرحون بذلك، طبعاً مع احترامهم للتلفزيونات الأخرى التي تؤمن لهم نسبة مشاهدة مرتفعة...

هل ستكتفين بتقديم البرامج أم لديك نية للانتقال إلى تقديم الأخبار؟

تلقيت عرضاً لتقديم الأخبار على شاشة أخرى، لكنني اعتذرت لأن لدي نهم للحوارات، وأود ان أتعلم أكثر، فضلا عن أنني أرفض الهجرة، وطموحي أن أعمل في بلدي وألا أترك عائلتي الصغيرة. وفي حال تلقيت عرضاً مغرياً قد أوافق بالطبع، لكن بعد التفاهم مع إدارة التلفزيون، فهي بمثابة عائلتي الكبيرة...

كيف أثرت مواقع التواصل الاجتماعي على عمل المذيعة وهل بات المشاهد متطلباً أكثر؟

أثرت إيجاباً وسلباً على السواء، فالمواقع الإلكترونية تتداول بسرعة حواراً معيناً أجرته مذيعة او خطأ ارتكبته... من هنا ازداد انتباه المذيعة، عموماً، على إطلالتها وعلى مضمون أسئلتها وحواراتها مع الضيوف، لكي تنتشر صورة جميلة عنها على مواقع التواصل الاجتماعي وليست صورة فاضحة...

بعد سبع سنوات من العمل في التلفزيون كيف تحددين علاقتك بالكاميرا؟

لدي شغف لها، وعندما أراها مضاءة أمامي أنسى الدنيا واركز في عملي، ثمة أشخاص يأخذهم جوع الكاميرا، أما أنا فتريحني، وأدخل بواسطتها المنازل بكل رقي واتزان، فأنا على دراية تامة بأن مشاهدين من طبقات إجتماعية مختلفة يتابعونني، لذا أحرص على حسن الاختيار والإطلالة الملائمة.

إلى أي مدى دعمتك العائلة؟  

إلى حد كبير، في البداية دعمني والداي، لا سيما والدتي، ولم تكن توفر انتقاداً لدفعي إلى تطوير عملي، وقد أدت دوراً رئيساً في هذا المجال وما زالت، وعندما تزوجت دعمني زوجي جوزف نجار، فهو يعمل في مجال التلفزيون ويعرف الخبايا، وشكل وجوده في حياتي ركيزة أساسية لاستمراري في هذا المجال، رغم الصعوبات التي أواجهها، على غرار أي مذيع، ولا يبخل علي بالنصيحة.

كانت لك تجربة إذاعية في إذاعة لبنان أخبرينا عنها.

قدمت برنامجاً تحت إشراف منظمة  Royal Academy Of Science international trust على الهواء مباشرة، استمر سنة كاملة، استضفت فيه مجموعة من الشباب خضعوا لتوجيه حول كيفية اختيار الضيف ومحاورته. أتصل به بنفسي ويطرحون هم أسئلتهم، بدأنا مع ثلاثة شباب وصاروا ثلاثين. أحببت هذه التجربة لأنني أعطيت فيها من خبرتي للشباب التائق إلى العمل في الإعلام.