أصدرت محكمة مصرية قراراً بإخلاء سبيل صحافيي «الجزيرة»، في أولى جلسات إعادة محاكمتهم في القضية المعروفة إعلامياً بـ»خلية ماريوت» أمس، بينما شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على ضرورة حل الأزمة الفلسطينية كمقدمة ضرورية لمواجهة المتطرفين بالمنطقة.

Ad

قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس إخلاء سبيل الصحافي محمد فهمي، بكفالة 250 ألف جنيه، والصحافي محمد باهر وبقية المتهمين بضمان محل إقامتهم مع منعهم من السفر، في القضية المعروفة إعلامياً، بـ»خلية ماريوت»، مع تأجيل جلسات إعادة محاكمة المتهمين إلى 23 فبراير الجاري، جاء ذلك في أولى جلسات إعادة المحاكمة عقب قبول محكمة النقض للطعن المقدم من المتهمين على الحكم الصادر بحسبهم فترات تتراوح ما بين 3 و10 سنوات لاتهامهم بـ»مساعدة منظمة إرهابية».

وتصر الحكومة المصرية على تنازل فهمي عن جنسيته المصرية والاحتفاظ بجنسيته الكندية لكي تسمح له بترحيله، وفقا لقانون أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسي، في نوفمبر الماضي، يسمح بترحيل المتهمين الأجانب ومحاكمتهم في بلادهم، وهو ما تم بالفعل مع الصحافي الأسترالي بيتر جريست، الذي رحلته السلطات المصرية إلى بلاده منذ نحو 10 أيام.

السيسي

في الأثناء، أكد الرئيس السيسي، أن مواجهة التطرف في المنطقة العربية يبدأ بحل عادل لملف الأزمة الفلسطينية، من خلال إقناع المسؤولين في إسرائيل بضرورة تحقيق السلام في المنطقة، وإقرار تسوية سلمية مع الفلسطينيين تعتمد صيغة حل الدولتين، الأمر الذي سيمنع العناصر المتطرفة من استغلال استمرار هذا الصراع، في استقطاب المزيد من العناصر لصفوفها وزعزعة الاستقرار في المنطقة، وأشار إلى أن التحديات الراهنة لا يمكن مواجهتها بالقوة المسلحة وحدها.

السيسي شدد خلال استقباله وفدا من مجلس العموم البريطاني برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس، السير ريتشارد أوتاواي، مساء أمس الأول، على أهمية اتخاذ إجراءات من شأنها بث الأمل في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، مع توفير الضمانات الدولية لتشجيع الجانب الإسرائيلي على المضي قدما في طريق السلام، مشيرا الى أن هناك وحدة مرجعية فكرية تجمع التنظيمات التي تمارس العنف والقتل باسم الدين في الوقت الحالي.

وتناول السيسي خلال اللقاء الوضع الداخلي لمصر، مركزا على جهود القاهرة لاستكمال المرحلة الأخيرة من خريطة الطريق بإجراء الانتخابات النيابية التي تنطلق الشهر المقبل، معربا عن ثقته في قدرة مجلس النواب المقبل على الاضطلاع بدوره الرقابي والتشريعي، مؤكدا أن الدستور المصري الجديد ينص على احترام حقوق الإنسان.

سيناء

في الأثناء، بينما تتواصل استعدادات القاهرة لإطلاق حملة أمنية واسعة في سيناء في غضون أيام، كشف مصدر أمني لـ»الجريدة» أمس، مواصلة قوات الجيش المصري عملياتها النوعية لتطهير شبه الجزيرة المصرية من العناصر الإرهابية المسلحة، حيث أسفرت المواجهات مع عناصر من «أنصار بيت المقدس»، التابع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، عن مقتل اثنين من الإرهابيين، ليصل إجمالي القتلى خلال يومي الثلاثاء والأربعاء إلى 19 عنصرا.

المؤتمر الاقتصادي

تتواصل الاستعدادات المصرية الرامية لتوفير مناخ يساعد على نجاح المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري المقرر إقامته في مدينة شرم الشيخ، يوم 13 من الشهر المقبل، إذ تلقى المؤتمر دعما قويا بإعلان أمير البلاد سمو الشيخ صباح الأحمد، مشاركته في المؤتمر، وقبوله الدعوة التي وجهها إليه السيسي، وسلم السفير الكويتي في القاهرة، السفير سالم الزمانان، رسالة الأمير للرئيس المصري في قصر «الاتحادية» الرئاسي بالقاهرة، أمس الأول الأربعاء.

إلى ذلك، قال رئيس الحكومة المصرية، إبراهيم محلب، إنه تلقى تأكيدات لمشاركة دولة الإمارات المتحدة «القوية» في المؤتمر الاقتصادي، مضيفاً خلال زيارته لدولة الإمارات العربية، أمس الأول، إلى أنه التقى نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، وقال إن حكومته تتحسب أمنياً لأية أعمال تخريبية قبل المؤتمر الاقتصادي، وأن الشرطة والجيش يعملان على الانتهاء من إجراءات التأمين الخاصة بالمؤتمر.

التدافع السبب    

وبينما أمر النائب العام أمس الخميس، بحظر النشر في مقتل الناشطة السياسية شيماء الصباغ، التي قتلت أثناء فض الشرطة لمسيرة لحزب «التحالف الشعبي»، خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة «25 يناير»، أكد مدير عام دار التشريح بمصلحة الطب الشرعي المصرية، الدكتور هشام عبدالحميد، أن جميع حالات الوفاة التي وقعت نتيجة أحداث استاد الدفاع الجوي الأحد الماضي، والتي بلغت 19 حالة، كان السبب الوحيد فيها هو «التدافع الشديد» بين المشجعين، الذي تسبب في حدوث ضغط وكدمات وسحجات شديدة في الصدر والرئتين وأجزاء الجسم وترتب عليه إعاقة وفشل حركة التنفس ومن ثم الوفاة.

وقال عبدالحميد في تصريحات له أمس، إن التقرير الطبي النهائي لجميع حالات الوفاة باستاد الدفاع الجوي، تم تسليمه إلى النيابة العامة أمس الأول ويقع في 45 صفحة تتضمن شرحا طبيا وافيا وموثقا لسبب الوفاة بتلك الحالات، نافياً صحة ما تردد أن بعض حالات الوفيات قد وقعت جراء طلقات نارية أو ضرب بعصي وهراوات أو اختناق بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقته الشرطة لحمل المشجعين على التفرق، مؤكدا أن جميع حالات الوفاة كان سببها التدافع الشديد.