استشارية الصحة النفسية هند البنا:

نشر في 23-04-2015 | 00:02
آخر تحديث 23-04-2015 | 00:02
الاستقرار الأسري يجنِّب الأبناء الأمراض النفسية

تقدم الدكتورة هند البنا، استشارية الصحة النفسية في جامعة عين شمس، نصائح لحماية الطفل والمراهق من أمراض الاكتئاب والوسواس القهري، والميل إلى الانطواء والعزلة وإدمان العالم الافتراضي في بعض مواقع الإنترنت.
ما أسباب انطواء بعض الأبناء في محيط الأسرة والمجتمع؟

الافتقاد إلى الأمان النفسي داخل المنزل، تفكك العلاقات الأسرية، سلوك تربوي خاطئ يعتمد التأنيب والعنف، ما يدفع الطفل أو المراهق إلى الانطواء ورفض الآخر، ويتنامي شعوره بالحرمان العاطفي والميل إلى العزلة، وفي بعض الحالات الإصابة بأمراض، كالاكتئاب المزمن والوسواس القهري.

 هل تفيد جلسات العلاج النفسي الجماعي في تخلص الطفل من الانطواء؟

 

العلاج النفسي الجماعي أحد الأساليب الفعالة للكبار والصغار على السواء، ويعتمد على علاج مرضى تتشابه مشكلاتهم واضطراباتهم، إذ يفيد التأثير المتبادل بينهم وبين المعالج في تغيير السلوك المضطرب، تعديل نظرتهم في الحياة، التعبير عن انفعالاتهم من دون خجل أو قيود، وقد تكون طريقة علاجية معقدة، إذ تستغرق وقتاً لكنها حيوية وفعالة.

 يشكو بعض الآباء إدمان أبنائهم على الإنترنت، فما العلاج؟

 

ثمة مخاطر صحية من البقاء أمام شاشة الكمبيوتر ساعات، ولكن من الصعب منع أبنائنا في مرحلتي الطفولة والمراهقة من التعاطي مع الإنترنت، من هنا يجب أن يتم ذلك بإرشاد من الوالدين، مشاركتهم في ألعابهم، مناقشتهم في ما استفادوا منه في حوارهم مع أصدقائهم على شبكات التواصل الاجتماعي، إدراك الآباء لمتطلبات هذه المرحلة الحرجة، حمايتهم من الغرق في عالم افتراضي، وحثهم على المشاركة في أنشطة اجتماعية.

ما هو التعامل المثالي للأطفال مع ألعاب الإنترنت؟

يميل الطفل إلى الخيال، ويجده في ألعاب الإنترنت وأفلام الرسوم المتحركة، وينجذب إلى الشخصيات الكرتونية. تكمن الخطورة في استبدال العالم الواقعي بالخيالي، التأثر بما يشاهده ومحاكاته، فيصاب بالاغتراب عن المحيطين به في المنزل والمدرسة، ويرفض نصائح الوالدين، وفي هذه الحالة يجب اتباع أسلوب تربوي لحمايته من الأمراض النفسية، إرشاده إلى التعامل المثالي مع الكمبيوتر والتلفاز، عدم المكوث طويلا أمام الشاشة ومشاهدة أفلام الرعب والعنف، توجيهه لمتابعة البرامج التي تخاطب مرحلته العمرية وتحفز قدراته العقلية نحو اكتشاف مواهبه، وتعزيز ثقته بنفسه.

 ماذا تعني القدوة بالنسبة إلى الطفل؟

يبدأ مفهوم القدوة من الأسرة، والآباء هم النماذج الأولى التي يتطلع إليها الأبناء، فيبدأون في تقليدهم ومحاكاة سلوكهم اليومي، ويتضح ذلك من خلال الارتباط العاطفي بين الطفل وشخص آخر، كالأب مثلا، فيقلده الطفل في طريقة الكلام أو المشي وفي أسلوب تعامله مع الآخرين، لذلك ننصح أولياء الأمور بمراعاة سلوكياتهم وتصرفاتهم أمام أبنائهم ليصبحوا قدوة حسنة لهم.

 بم تنصحين الآباء لحماية أبنائهم من الأمراض النفسية؟  

يجب أن يتمتع الآباء بقدر من الثقافة النفسية والتربوية، إدراك احتياجات أبنائهم في مرحلتي الطفولة والمراهقة، الإنصات لهم من دون ترهيب، تحفيز قدراتهم على التحصيل العلمي، مشاركتهم في ألعابهم، اكتشاف مواهبهم الخاصة، بالتالي حمايتهم من الأمراض النفسية، التداعيات السلبية للانطواء وانعزالهم عن الحياة الأسرية والاجتماعية.

إلام ترجع أسباب الرهاب أو {الفوبيا} عند الأطفال؟

 

إلى ظروف أسرية مضطربة، وترويع الأطفال بحكايات مخيفة وتهديدهم بالعقاب، ما يؤدي إلى إصابتهم بخوف مرضي، وشعور دائم بالتوتر، يتمثل في فوبيا الأماكن المغلقة والظلام، الهلع من رؤية بعض الحشرات وغيرها، ويعتمد العلاج التحليل النفسي ومعرفة دوافع المرض، تحفيز المريض لمواجهة مخاوفه بشجاعة، تعزيز الثقة في النفس، وتنمية شعوره بالأمان.

 

كيف نحمي الأطفال من مرض الوسواس القهري؟

يحدث الوسواس القهري نتيجة أساليب التنشئة الخاطئة، ويتضح من خلال سلوكيات أو أفكار مضطربة للطفل عن الواقع الخارجي، ومن أعراضه فقدان الثقة في الآخرين، والتوتر والقلق.

للآباء دور أساس في العلاج، يتمثل في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، توفير الأمان والسعادة داخل المنزل، وثمة حالات تحتاج إلى استشارة طبيب اختصاصي، الخضوع لجلسات علاجية مكثفة، وصولاً إلى مرحلة الشفاء التام من المرض.

علامَ يعتمد العلاج النفسي؟

على الكشف المبكر عن الأعراض وعلاجها قبل تفاقم المرض، لذا ننصح الآباء بعدم إهمال استشارة الطبيب، ملاحظة التغيرات الطارئة على سلوك أطفالهم، الوعي باحتياجاتهم النفسية، حمايتهم من أمراض قد تلازمهم في مراحل عمرية تالية، وأن تكون الثقافة النفسية والتربوية من ضمن اهتمامات المعلمين والمربين والمناهج الدراسية، تنظيم دورات تدريبية وتثقيفية لأولياء الأمور ليدركوا المطالب والاحتياجات النفسية للنشء والأساليب الصحيحة للتربية النفسية.

 

 ما هي شروط السعادة الأسرية؟

 

 أن يقوم التعامل بين الزوجين على الاحترام المتبادل ولغة الحوار الهادئ والتفاهم، إضفاء مناخ أسري محفز للبهجة والسعادة، بالتالي يصبح المنزل المكان الآمن للأبناء، ويعتمد ذلك على قدرة الأب والأم على ضبط انفعالاتهما، عدم إثارة خلافاتهما والشجار أمام الأبناء، أن يكونا قدوة لأبنائهم في السلوك والتعامل المثالي مع المشكلات الطارئة.

back to top