تراجعت وزارة التربية عن تعديلات الخطة الدراسية الجديدة للمرحلة الابتدائية التي ستطبق اعتبارا من العام المقبل، والتي كانت ألغت بموجبها مادتي العلوم والاجتماعيات من الصفوف الثلاثة الاولى في الابتدائي، وسط احتجاج من بعض مديري المدارس وأهل الميدان وموجهي المواد الدراسية على عدم أخذ رأيهم في هذا الإجراء.

Ad

وفي هذا السياق، قال وكيل الوزارة بالإنابة د. سعود الحربي انه تم تخصيص حصتين للقرآن الكريم في الصفوف الخمسة للمرحلة، وحصتين للتربية الإسلامية، بينما تم تخفيض حصص اللغة العربية الأسبوعية من 9 إلى 8، للصفوف الأول والثاني والثالث، و7 للرابع والخامس.

تخصيص المواد

وأضاف الحربي، في لقاء مفتوح على مسرح الوزارة أمس، أنه تم تخصيص 4 حصص للغة الإنكليزية في الصفوف الثلاثة الأولى، و3 حصص للرابع والخامس، في مقابل 5 حصص للرياضيات بجميع الصفوف، معلناً رسمياً عودة مادة العلوم إلى هذه المرحلة بعد إلغائها في عهد الوزير السابق د. نايف الحجرف، حيث خصص لها 3 حصص أسبوعيا بجميع الصفوف.

وبين أنه تخصيص حصتين للاجتماعيات، وحصة للحاسوب للصفين الرابع والخامس فقط، على أن يتم تضمينهما في المواد الدراسية الأخرى في الصفوف الثلاث الأولى، مشيراً إلى تخصيص 3 حصص للتربية البدنية في الصفوف الثلاثة، وحصتين للرابع والخامس، وحصتين للتربية الفنية، وحصة للموسيقية في جميع الصفوف، ليكون إجمالي الحصص المعتمدة 30 حصة أسبوعية.

ولفت إلى أنه تمت إطالة زمن الحصة إلى 45 دقيقة، على أن يبدأ الدوام المدرسي في السابعة والنصف صباحاً، وينتهي في تمام الواحدة والنصف، مبيناً أن الخطة المعتمدة هي واحدة من 5 خطط أعدت من قبل قطاع البحوث التربوية والمناهج بمشاركة جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي ومديري المناطق التعليمية والموجهين والمراقبين ومديري المدارس، اختار منها مجلس الوكلاء الخطة الحالية، معقباً «أنا نفسي كنت قد اخترت خطة غيرها، ولكنني احترمت التصويت الذي كان بالأغلبية لهذه الخطة».

إعادة النظر

وفي وقت نفى الحربي إلغاء أي من المواد الدراسية، «وإنما أعيد النظر في آلية تدريسها من خلال تضمينها مع المواد الأخرى مع المحافظة على المكونات الأساسية لهذه المرحلة»، فتح بعض الحضور النار على الخطة الجديدة، رافضين سياسة الإقصاء التي تنتهجها الوزارة مع أهل الميدان التربوي، وفق قولهم.

وتحفظت الموجهة العامة للحاسوب ونظيرتها في الاجتماعيات عن إلغاء مادتي الحاسوب والتربية الوطنية ودمجهما مع المواد الأخرى، وأبدتا تحفظهما الشديد عن هذا القرار الذي ينافي خطط التعليم في الدول المتقدمة.

وقالت موجهة الحاسوب إن التوجيه الفني للمادة كان مغيباً عن الخطة الدراسية ولم يؤخذ رأيه في قرار الإلغاء، وشاطرتها الرأي موجهة الاجتماعيات التي أعلنت عدم معرفتها بقرار الإلغاء، حيث لم يؤخذ رأيها خلال إعداد الخطة، بينما استغربت الموجهة العامة للغة الإنكليزية تخفيض حصص اللغة الإنكليزية إلى 3 حصص بدلاً من زيادتها.

بدوره، أعرب مدير مدرسة، كان شارك في لجان إعداد الخطة، استغرابه إعلانها بهذا الشكل، وقال للوكيل الحربي: «اخترنا خطة أخرى غيرها وأنت فاجأتنا بهذه الخطة، فهل أخذتم رأي التوجيه الفني؟» فرد عليه الحربي: «أنا أسألك هل أخذنا رأي التوجيه؟»، مضيفاً: «تعرف أن التوجيه معنا منذ 2012 وتعرف أن هناك 5 خطط دراسية اختار مجلس الوكلاء واحدة بينها، ثم إن إبداء الرأي الفني لا يعني بالضرورة الأخذ به وأنا نفسي لم يتم الأخذ برأيي، وتم اعتماد المجلس لرأي آخر».

رعاية الطلبة

من جهتها، رأت مراقبة المرحلة الابتدائية في منطقة حولي التعليمية ليلى الشريف إن «الخطة الجديدة متكاملة وبها تقويض لبعض الحصص الدراسية، وهذا جانب إيجابي، إلا أنها خلت من أي حصص مستقلة لرعاية الطلبة المتعثرين».

 وقالت مديرة منطقة الأحمدي التعليمية منى الصلال إن زمن الحصة زاد 5 دقائق، ويجب أن يضع التوجيه الفني والإدارات المدرسية خطة لتقسيم هذا الوقت بما لا يدع الملل يتسرب إلى الطلبة مع التركيز على الطلبة المتعثرين ورعاية الموهوبين أيضاً، بينما علق الحربي على تخصيص حصص للمتعثرين أو الموهوبين بأن رعايتهم تتم في الحصة نفسها «ولم نصادر رأياً لأحد، فالجميع شارك في الإعداد، ولكن الآراء يكون هناك «أخذ وعطا». وأضاف: «لن نستطيع أن نتفق على خطة واحدة»، مبيناً أن «طلبتنا لا يجيدون القراءة والكتابة، وحصص اللغة العربية ليست بعددها، بل بتطوير خطة تدريسها ومحتواها، أما التكنولوجيا فلن تكون على حساب المكونات الأساسية».