بغداد ترحب بخطة أوباما والبيشمركة تتقدم في الموصل

نشر في 07-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-09-2014 | 00:01
No Image Caption
واشنطن تنفي التنسيق مع طهران وتؤكد أن التحالف ضد «داعش» لا يشبه ائتلاف إسقاط صدام

لاقت قرارات قمة حلف شمال الأطلسي ارتياحاً في بغداد، خصوصاً إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما توافق الحلف على ضرورة القضاء على خطر تنظيم داعش، والمضي في تشكيل تحالف دولي لمواجهة التنظيم وتقديم المساعدة للعراق.
رحب العراق، أمس، بخطة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتشكيل ائتلاف دولي واسع للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، معتبرا انها توجه «رسالة دعم قوية» لبغداد في تصديها لمقاتلي التنظيم المتطرف.

وحدد أوباما خلال قمة الحلف الاطلسي، أمس الأول، إطار خطة لتشكيل ائتلاف واسع من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسورية.

ورحب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بخطة أوباما، مضيفاً أن بلاده «دعت مرارا شركاءها الدوليين لتقديم المساعدة والدعم لها، لأن هذا التهديد بالغ الخطورة... ليس لشعب العراق او المنطقة فحسب، بل لأوروبا وأميركا والحلف الأطلسي»، ومؤكدا «انها معركتنا في النهاية.. لكننا بحاجة الى دعم، فقدراتنا محدودة، ونحن نحتاج الى المساعدة لتعزيز هذه القدرات».

وتابع «لا أحد يتحدث عن ارسال قوات برية في هذه المرحلة، هناك دعوة لدعم جوي وتكتيكي وتسليح القوات البرية مثل المقاتلين الأكراد (البيشمركة) وقوات الأمن العراقية وايضا لتأمين معلومات استخباراتية واستطلاعية».

الربيعي

بدوره، شدد القيادي في ائتلاف «دولة القانون» موفق الربيعي على ضرورة أن تعمل بغداد على تشكيل لجنة أمنية موسعة مع واشنطن وحلف الأطلسي لتعزيز الأمن ومحاربة الارهاب في العراق والشرق الاوسط.

وقال الربيعي، وهو مستشار الأمن القومي العراقي السابق، «بات لزاما على بغداد أن تسرع في تشكيل لجنة امنية موسعة من المؤسسات والجهات المعنية للتنسيق وتبادل المعلومات مع الإدارة الأميركية في واشنطن وكذلك حلف الأطلسي والدول التي أعلنت انضمامها في التحالف لمحاربة الإرهاب وتنظيم داعش في العراق».

وأضاف أن» الاتفاقية الامنية لم تفعّل لأسباب عديدة، وعلى الحكومة المقبلة أن تبدأ منذ أولى ساعات تشكيلها في إعادة النظر في العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية في ما يخص التعاون الامني وإيجاد قاعدة رصينة تمكن الطرفين من تعزيز الاتفاقية الأمنية ومحاربة الإرهاب».

 ونوه إلى أن» العراق يمر بمرحلة حرجة ولم يخرج بعد من عنق الزجاجة، خصوصا أن أغلب المؤشرات تشير إلى تكاثر الجماعات الإرهابية وانتشارها في المنطقة نتيجة دعم بعض الدول للعنف والإعمال الإرهابية، ما يستوجب الإسراع في تشكيل مجلس أمني لإدارة الأزمة».

وقال أوباما، أمس الأول، إن تدخّل دول المنطقة لمناهضة تنظيم الدولة الاسلامية «ضروري جدا». وأعرب عن ثقته بأن تنظيم الدولة الإسلامية «سيهزم»، مؤكدا أن «ائتلافا دوليا واسعا» سيشكل لمواجهته بالرغم من المشكلات العديدة التي لاتزال عالقة، في إشارة الى تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

الخارجية الأميركية

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف، مساء أمس الأول، إن الائتلاف الدولي الذي تحاول واشنطن تشكيله ضد «داعش» لا يمت بصلة الى التحالف الذي قادته لإسقاط نظام صدام حسين من خلال اجتياح العراق العام 2003 والذي تعرض لانتقادات شديدة.

وقالت هارف أمام صحافيين «عندما نتحدث عما نسعى اليه اليوم، نحن لا نريد ان يكون بأي شكل من الأشكال مشابها لما حدث العام 2003 خلال اجتياح العراق».

وأضافت «لن نستند الى ذلك النموذج أبدا».

وقالت: «برأينا أن كل الدول على اختلافها يجب أن تعمل معا من أجل اضعاف تنظيم الدولة الاسلامية وفي النهاية القضاء عليه»، وأضافت «الأمر لا يتعلق بائتلاف اميركي، بل بتحالف دولي». وتألف التحالف الدولي الذي شكله الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش لإطاحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين من 49 دولة الا أن المانيا وفرنسا لم تشاركا فيه، إذ كانتا تعارضان غزو العراق بشدة.

وأشارت هارف الى أن واشنطن «لا خطط» لديها للقيام بأي تنسيق عسكري مع إيران في الحرب ضد تنظيم داعش.

 وقالت «كنا واضحين بأن تنظيم الدولة الاسلامية يشكل تهديدا ليس فقط للولايات المتحدة، بل للمنطقة بكاملها بما فيها ايران».

وأضافت «لن نقوم بأي تنسيق عسكري او تبادل للمعلومات الاستخباراتية مع ايران، ولا خطط لدينا للقيام بذلك»، وذلك ردا على تقارير صحافية بأن ايران وافقت على مثل هذا الترتيب.

وأشارت هارف الى أن واشنطن «منفتحة امام الالتزام» الى جانب طهران في قضايا محددة، كما فعلت في السابق، خصوصا حول افغانستان في أواخر 2001، عندما تعاون الجانبان لتسليم حميد كرزاي السلطة بعد إطاحة نظام «طالبان».

لكنها شددت على «عدم حصول أي تنسيق ثنائي» بين الجانبين.

كما استبعدت هارف أي تعاون مع نظام الرئيس بشار الأسد في سورية ضد التنظيم المتطرف. وتطالب واشنطن الأسد منذ زمن بالتنحي لوضع حد للنزاع في بلاده. وكانت «بي بي سي» أوردت عن مصادر لم تحدد هويتها في ايران أن المرشد الاعلى للثورة الاسلامية آية الله علي خامنئي وافق على التعاون مع الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن المتحدثة باسم وزارة الخارحية الايرانية مرضية أفخم نفت المعلومات في تصريح مقتضب.

البيشمركة تتقدم

ميدانياً، ذكرت مصادر في قوات البيشمركة الكردية، أمس، أن هذه القوات تمكنت من السيطرة على الجبل الأصفر وطرد عناصر تنظيم داعش منه شمالي مدينة الموصل.

  وأبلغت المصادر وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن «قوات البيشمركة سيطرت على الجبل الأصفر بعد طرد المسلحين منه في منطقة الحمداني، وأصبحت الآن مهيأة للهجوم على سهل نينوى بعد معارك عنيفة» وأوضحت: «قواتنا ستباشر خلال الساعات القليلة القادمة شن هجمات متفرقة على ناحيتي بعشيقة والحمدانية بإسناد جوي أميركي».

وأشارت القيادة المركزية الأميركية، مساء أمس الأول، إلى انها شنت أربع ضربات جوية ضد تجمعات «داعش» قرب سد الموصل ومدينة أربيل، وتدمير نقطة مراقبة وعدد من الآليات والأسلحة للمليشيات المتشددة.

(بغداد، واشنطن ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top