أجراس «المعلقة» تدق بعد صمت 16 عاماً

نشر في 12-10-2014 | 00:01
آخر تحديث 12-10-2014 | 00:01
افتتحها محلب وتواضروس... والترميم كلف 13 مليون دولار
ستة عشر عاماً من الصمت قضتها الكنيسة المعلقة في مصر في أعمال ترميم بدأت عام 1998، بتكلفة بلغت حوالي مئة مليون جنيه (نحو 13 مليون دولار)، قبل أن تستعيد بهاءها الروحي أمس، وتعاود أجراسها القرع، في إعادة افتتاح جديدة طغى عليها الطابع الرسمي والكنسي، واهتمت بها وكالات الصحافة العالمية لنقل صور للكنيسة القديمة في زيها الجديد.

وأزالت عمليات الترميم هاجس غرق الكنيسة التاريخية في المياه الجوفية، حيث تمت معالجة الآثار الناتجة عن زيادة منسوب المياه الجوفية أسفل الكنيسة، إلى جانب ترميم الرسوم الجدارية والأيقونات وتطوير منظومة التأمين عن طريق تزويد الكنيسة بكاميرات مراقبة وتأمين مداخلها.

وخلال الافتتاح، الذي حضره رئيس الوزراء إبراهيم محلب، وبابا الأقباط تواضروس الثاني، قال محلب إن مصر لن تيأس، مستشهدا بقول البابا شنودة الراحل: «مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطن يعيش فينا»، مطالبا شركات المقاولات بعمل فيلم تسجيلي عن الكنيسة المعلقة والتحديات الهندسية التي واجهت ترميمها.

من جهته، قال البابا تواضروس إن مصر تضرب مثالا للتوافق والعيش في سلام بين الأديان، واليوم الذي يشهد افتتاح الكنيسة المعلقة هو يوم تاريخي، بينما أكد وزير الآثار ممدوح الدماطي أن جميع الجهود تضافرت للحفاظ على تاريخ الكنيسة المعلقة.

واعتبر منسق التيار العلماني بالكنيسة الأرثوذكسية كمال زاخر ان سبب تأخر ترميم الكنيسة يرجع إلى الأداء الحكومي البيروقراطي وغياب الرؤية العلمية في التعامل مع الأثر، ما تسبب في مشكلة في بداية الترميم بين الكنيسة ووزارة الثقافة عندما كانت الآثار تتبعها، بسبب عدم الخبرة في التعامل مع أيقونات وجدران الكنيسة.

وشدد زاخر على أن افتتاح الكنيسة في مثل هذه الأيام يعتبر بمنزلة رسالة تشير إلى أن مصر استعادت قوتها وأمنها، متعجبا من عدم ذكر الدولة منظمة اليونسكو التي ساهمت في ترميم الأثر، واكتفت فقط بذكر الخبراء المصريين.

وتعتبر «المعلقة» من أجمل الكنائس في الشرق الأوسط، وسميت بهذا الاسم لأنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الروماني المعروف بـ»حصن بابليون»، الذي بناه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي، وتضم عند مدخلها 13 عمودا مزودا بالنقوش والرسوم والكتابات تمثل المسيح وحوارييه الاثنى عشر.

وشُيدت الكنيسة على أنقاض مكان احتمت فيه العائلة المقدسة «السيدة مريم العذراء، والسيد المسيح، والقديس يوسف النجار»، أثناء السنوات الثلاث التي قضوها في مصر، وكانت الكنيسة مقرا للكثير من البطاركة منذ القرن الحادي عشر الميلادي.

back to top