جدل وسجال بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران حول الضربات الجوية الإيرانية لتنظيم "داعش" في العراق، فواشنطن تؤكد وطهران لا تنفي ولا تؤكد، في حين يُعقَد في بروكسل لقاء بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزراء 60 دولة تشارك في التحالف ضد جهاديي "داعش"، بحضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

Ad

شنت مقاتلات إيرانية ضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" في شرق العراق في الأيام الماضية، كما أعلن البنتاغون، وهو ما رفضت طهران تأكيده أو نفيه بشكل قاطع، لكن بدون تنسيق مع التحالف الدولي الذي عقد لقاء رفيع المستوى أمس، في بروكسل.

وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها واشنطن قيام مقاتلات إيرانية بشن غارات ضد تنظيم "داعش" بعدما قالت صحيفة "هفنغتون بوست" الأميركية نقلا عن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية إن "الولايات المتحدة تدرك نشاط القصف الإيراني في نفس المجال الجوي العراقي حيث تعمل الطائرات الإيرانية بشكل يتماشى مع قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش"، مضيفا أن "عمليات القصف كانت تجري في مناطق مختلفة من العراق"، كذلك عرضت قناة الجزيرة القطرية مشاهد لطائرات يبدو أنها مقاتلات "أف 4" شبيهة بتلك التي يستخدمها سلاح الجو الإيراني وكانت هذه المقاتلات تهاجم أهدافا في محافظة ديالى المحاذية لإيران.

لكن المتحدث باسم "البنتاغون" قال إنه "لم يتغير شيء في ما يتعلق بسياستنا القائمة على عدم تنسيق أنشطتنا مع الإيرانيين"، مؤكدا الموقف المبدئي للدبلوماسية الأميركية.

وإن كان البلدان بحثا مرارا التصدي لتنظيم "داعش"، وخصوصا على هامش المفاوضات حول برنامج طهران النووي المثير للجدل، فإن الولايات المتحدة شددت أكثر من مرة على أن البلدين لا يتعاونان عسكريا.

رفض إيراني

في المقابل، رفضت إيران أمس، تأكيد أو نفي شن غارات جوية ضد تنظيم "داعش" في العراق. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم في تصريح صحافي: "لم يحصل تغيير في سياسة إيران لتقديم دعم واستشارات للمسؤولين العراقيين في المعركة ضد داعش"، مضيفة: "لا اؤكد هذه المعلومات حول تعاون عسكري مع العراق، نحن نقدم دعما عسكريا واستشارات في اطار القوانين الدولية".

في حين نفى مسؤول إيراني كبير أمس، أن بلاده لم تنفذ أي ضربات جوية ضد "داعش".

وقال المسؤول الإيراني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "إيران لم تشارك مطلقا في أي ضربات جوية ضد أهداف داعش في العراق، وأي تعاون بشأن هذه الغارات مع أميركا مستبعد أيضا تماما بالنسبة لإيران".

ويأتي ذلك في حين بدأ لقاء في بروكسل بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزراء 60 دولة تشارك في التحالف ضد جهاديي "داعش" بحضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بهدف التوافق على "استراتيجية" تتجاوز الضربات الجوية.

ولم تتم دعوة إيران الى هذا الاجتماع وهو الأول من نوعه الذي ينظم في مكاتب حلف شمال الأطلسي في بروكسل.

كيري

وقال كيري عند افتتاح الاجتماع "لم تعد أي وحدة كبيرة من داعش قادرة على التنقل بدون التخوف مما سيحصل لها"، مذكرا بأن الغارات التي شنها التحالف بلغ عددها ألف غارة.

وأضاف كيري: "سنواصل شن هذه الحملة طالما لزم الأمر من أجل الانتصار"، قائلا "إن التزامنا سيستمر بالتأكيد لسنوات"، مشيرا إلى أن قوة الدفع التي كانت لداعش في العراق تبددت في الوقت الذي استعادت فيه القوات العراقية أراضي حول الموصل وفي تكريت ووسعت نطاق الأمن حول عدد من مصافي تكرير النفط.

وبين أن "القوات الكردية تخوض القتال ضد تنظيم داعش في شمال وغرب العراق، في حين بدأ مقاتلو العشائر السنية الانضمام إلى صف التحالف".

وأشاد كيري الذي عقد محادثات مع العبادي قبل الاجتماع، بـ"التقدم الملحوظ الذي حققته الحكومة الجديدة في بغداد في تنفيذ برنامج وطني وتوحيد البلاد في مواجهة داعش".

وفي هذا الإطار استشهد كيري بالاتفاقيات التي أبرمتها بغداد الأسبوع الجاري، مع الأكراد بشأن صادرات النفط والعائدات وقرارها إطلاق سراح المحتجزين الذين لم توجه إليهم تهم رسمية.

كما أشاد "بالقيادة الدينامية" التي أبدتها عدة دول عربية شاركت في الضربات في سورية. وقال "هذا أمر ضروري ومناسب نظرا لأن تركيز جهودنا ينصب في الشرق الأوسط".

من جهته، لم يرد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي كان جالسا الى جانب كيري بوضوح على سؤال حول الضربات الإيرانية، قائلا "إنه لم يبلغ بها".

ووضعت ايران في تصرف العراق مقاتلات من طراز سوخوي "سو 25". وسرت معلومات أن طيارين ايرانيين يقودون تلك الطائرات.

ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية عدة صور لقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وهو برفقة عسكريين ومقاتلين أكراد عراقيين ميدانيا.

إلى ذلك، أعلن التحالف الدولي في بيان إثر اجتماع في بروكسل أمس، أنه نجح في وقف تقدم تنظيم "داعش" في العراق وسورية.

وقال البيان "لاحظ المشاركون أن الحملة الدولية ضد داعش بدأت تعطي نتائج، تم وقف تقدم داعش عبر سورية وداخل العراق".

(بروكسل - أ ف ب،

رويترز، د ب أ)