لم تخل النتائج الأولية للانتخابات العامة البريطانية التي جرت امس من عاملي المفاجأة والطرافة التي تشكل مادة دسمة لوسائل الاعلام.

Ad

ومن اكبر المفاجآت التي خلفها الفوز الكاسح للحزب الوطني الاسكوتلندي ونجاحه في ازاحة حزب العمال من الخارطة السياسية لإسكوتلندا تفوق طالبة جامعية في العشرين من العمر وتدعى ماري بلاك على وزير سابق في الظفر بأغلب أصوات الناخبين في مقاطعة (بايزلي و رانفورشير ساوث) في اسكوتلندا.

وجاء فوز بلاك بنسبة 51 بالمئة من الأصوات وبمجموع 5ر23 الف صوت وفارق اكثر من خمسة الاف صوت عن مرشح حزب العمال ووزير خارجية حكومة الظل دوغلاس اليكسندر الذي انتخب لتمثيل هذه المقاطعة في البرلمان منذ عام 1997 تاريخ فوز توني بلير التاريخي على حساب المحافظين بزعامة جون ميجور.

وفي حين لا تملك ماري بلاك في رصيدها اي تجربة سياسية حتى انها لم تكمل بعد شهادتها الجامعية في العلوم السياسية بجامعة (غلاسكو) يعد دوغلاس اليكسندر من "صقور" حزب العمال الذين احتلوا حقائب وزارية مهمة في حكومتي توني بلير وخليفته غوردن براون.

وشغل ألكسندر وزارات التجارة والنقل والتنمية الدولية فضلا عن وزارتي شؤون اوروبا واسكتلندا قبل ان يشغل وزارات اخرى في حكومة الظل بقيادة غوردن براون ثم ايد ميليباند كان اخرها حقيبة الخارجية.

ويشكل فوز ماري بلاك بالانتخابات حدثا استثنائيا لم يشهده البرلمان البريطاني منذ عام 1667 تاريخ فوز كريستوفر مونك بعضوية الهيئة التشريعية وهو لم يتجاوز سن الرابعة عشر.

واعتبرت بلاك في تصريحات نقلتها عنها بعض الصحف البريطانية ان فوزها بالانتخابات على حساب "مرشح قوي من حجم دوغلاس ألكسندر بمثابة بداية تغير جذري في خارطة السياسة البريطانية مع دخول الشباب المعترك السياسي واستعداده لإسماع صوته في عصر مواقع التواصل الاجتماعي".

ومع ان مواقع التواصل الاجتماعي كانت عاملا مهما في تواصل المرشحين مع الناخبين غير ان ذلك لم يمنع ماري بلاك من دق أبواب الناخبين وتوزيع منشورات حزبها بنفسها خلال الحملة الانتخابية وفي مناطق وأحياء كانت الى وقت قريب محافظات انتخابية آمنة بالنسبة لحزب العمال.