ما تقييمك لموسم عيد الفطر السينمائي؟

Ad

أعتقد أننا عدنا إلى مواسم ما قبل ثورة 25 يناير 2011، من خلال تقديم فيلمين كبيرين هما «الفيل الأزرق»، و{الحرب العالمية الثالثة»، وفيلمين متوسطين هما «صنع في مصر»، و{جوازة ميري»، وأخيراً فيلم شعبي هو «عنتر وبيسة».

ما سبب تحقيق هذه الأعمال إيرادات قوية؟

الموسم نفسه كان مغرياً بالأفلام المطروحة  فيه، وتزامن طرحها مع الإجازة الصيفية لطلاب المدارس والجامعات، فضلاً عن تعامل الجمهور مع السينما باعتبارها وسيلة ترفيه.

شهدت أفلام عيد الفطر عودة لنجوم شباك التذاكر... هل أحدثت هذه العودة انتعاشة في دور العرض؟

الحقيقة أنهم لم يختفوا ليعودوا إلى الظهور، ولكن المشكلة في أن الإنتاج، خلال المواسم الماضية، كان متوسطاً أو فوق المتوسط قليلاً، باستثناء الأفلام التي  دخلت فيها «الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي» لإسعاد يونس أو محمد حسن رمزي شريكاً في الإنتاج، بعد توقفهما عن الإنتاج منذ 2011. بالتالي كانت أفلام هذه الفترة ضعيفة إنتاجياً، وبعضها الآخر تابع للسينما المستقلة، لذا احتجب هؤلاء النجوم بسبب أجورهم المرتفعة، واختفاء الإنتاج المتميز.

من المسؤول عن هذا الغياب؟

المنتجون، بالطبع ،لأنهم أبعدوهم عن الأفلام لتخوفهم من المغامرة بأموالهم وإعطائهم أجورهم والإنفاق على الأعمال السينمائية، فتوجه هؤلاء الأبطال إلى التلفزيون  لأنهم وجدوا فيه الأجر التعويضي عن السينما، فقدموا مسلسلات مثل كريم عبدالعزيز في «الهروب»، وبرامج مثل  أحمد حلمي.

هل توقعت تصدُّر «الفيل الأزرق» بورصة إيرادات أفلام الموسم؟

بالطبع، لأنه ملفت للانتباه منذ بدأت الدعاية له، كذلك ثقة الجمهور في خيارات كريم عبدالعزيز والمخرج مروان حامد الذي أعتبره متميزاً وتشهد له أعماله السابقة بذلك منها: «عمارة يعقوبيان» و{إبراهيم الأبيض»، فضلاً عن بقية أفراد العمل الفني الذين يجذبون المتفرج ليشتري تذكرة سينما ويشاهد جديدهم.

ما أسباب نجاح الفيلم برأيك؟

استخدام المخرج أدواته الفنية التي أظهرت تميزاً واضحاً في الشكل السينمائي، وإن كنت أتحفظ قليلاً على الموضوع الذي يبحث عن جريمة ارتكبت عبر الشعوذة والعودة إلى القرن العاشر، وغيرها من الأحداث التي تفتقد المنطق، لكنني تابعته اتفاقاً مع صنّاعه باعتباره فيلماً بوليسياً.

كيف تقيّم أداء أبطاله؟

رفيع المستوى حتى لدى ممثلي الأدوار الثانية من بينهم شيرين رضا، ولبلبة صاحبة الظهور المحدود، عموماً هو فريق عمل مناسب لأدواره،  وقد منح الإنتاج صنّاع الفيلم الوقت لتنفيذ المشاهد بجدية، بما فيها من إضاءة وتصوير وموسيقى وغرافيك، لذا يستحق المركز الأول في إيرادات الأفلام.

هل يفتح نجاحه الباب لعودة الروايات إلى السينما؟

اختيار الروايات في السينما يتم وفقاً لحالة الجدل التي تثيرها أكثر من كونها عملا أدبيا، فـرغم ارتفاع مبيعات رواية «الفيل الأزرق»، إلا أنها  لا ترقى إلى مرتبة روايات يوسف إدريس وإحسان عبد القدوس، التي تماشت مع ظواهر ثقافية في المجتمع وقتها، حتى آخر رواية قُدمت في عمل سينمائي كانت «عمارة يعقوبيان» التي تحفل بإيحاءات سياسية، وإسقاطات على الواقع، وكذلك الحال بالنسبة إلى رواية «الفيل الأزرق» التي تعتمد على الشعوذة.

كيف تقيم تجربة أبطال «الحرب العالمية الثالثة»؟

يمثل الثلاثي أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد حالة ليس لها رؤية أو بُعد سينمائي محدد، وهو أشبه بثلاثي أضواء المسرح سمير غانم والضيف أحمد وجورج سيدهم، الذين كان يتم الاستعانة بهم كعنصر مكمل للأفلام، لكن إنتاجياً لا يمكننا الاستعانة بالثلاثي لخدمة نجم أكبر منهم، لذا سُمح لهم بتقديم أفلام بمفردهم.

ما أسباب استمرار نجاحهم؟

فكرهم الملفت للمشاهد، رغم أن أعمالهم مسروقة من أفلام أجنبية، ويقدمونها بسخرية، ولأن الجمهور يعرف هذه الأفلام يستطيع التعايش مع سخريتهم، من هنا تجذب  أعمالهم قطاعاً كبير من الجمهور، فيما في الحقيقة لا قيمة لها، لأن هذا الثلاثي لم يضع لنفسه إطارا أو يقدم أعمالا لها ثقل، بل تقترب إلى الإفيه، لذا أشك في استمرارهم على المستوى نفسه، مع رغبة الناس في قبول أي تغيير كوميدي جديد بعد إفلاس محمد هنيدي، ومحمد سعد، وأحمد حلمي، دفعهم إلى البحث عن ضحك مختلف غير مكرر وهو ما وجدوه مع الثلاثي.

إلام يرجع فشل حلمي في «صنع في مصر»؟

تحقيق أحمد حلمي إيرادات وصلت إلى نحو 13 مليون جنيه لا أعتبره فشلاً بالمعنى الصريح، ولكن الجمهور لم يتقبل الفيلم لسببين، أولهما أن حلمي قدم حالة سينمائية فيها استسهال اعتماداً على أن كل ما يقدمه قد يصبح مضحكاً نظراً إلى شعبيته الكبيرة، إلى جانب تكرار ظهوره في البرامج ووسائل الإعلام بما لا يجعله من الوجوه الطازجة التي يرغب الناس في متابعتها.

كيف تقيّم تجربة ياسمين عبدالعزيز في «جوازة ميري»؟

ترتكب ياسمين أخطاء حلمي وسعد وهنيدي، باستخدام الإطار ذاته الذي نجحت فيه كممثلة، وتكرره في أفلامها حتى أنها تعتمد على فريق العمل نفسه، لذا اعتاد المشاهد أفلامها.

وهل إخفاق «عنتر وبيسة» يرجع إلى عدم قدرة صنّاعه في تقديم توليفة شعبية؟

بالعكس قدم توليفة شعبية، لكن مشكلته في تكرار الوجوه الشعبية نفسها في الأفلام، فأصبح شبيهاً بالأعمال التي سبقته، مع اعتماد موضوع مكرر، بل ربما لا يوجد موضوع من الأساس، فهو مجرد أحاديث ولقطات وأغنيات غير موظفة في إطار موضوع معين، وكانت النتيجة خروج عمل فني ضعيف، نظراً إلى قدرات مخرجه المحدودة، وفي ظل طرح «الفيل الأزرق»، و{الحرب العالمية الثالثة» لم يعد الجمهور بحاجة لمتابعة عمل فني غير واضح.

كيف تقيّم عودة نجوم كبار أمثال محمود عبد العزيز ونور الشريف وميرفت أمين ومحمود حميدة إلى شاشة السينما؟

لا شك في أن وجودهم سيُحدث تواصلاً بين الأجيال في السينما، لأنهم لن يؤدوا أدوار البطولة بالمعنى الدقيق لها، ولن يكون لهم وجود إلا إذا حققوا النجاح بمفردهم من دون الشباب، وهذا الأمر يحتاج إلى شجاعة منتج، ومخرج موهوب، كذلك الحال بالنسبة إلى الشباب أمثال هنيدي وأحمد السقا وغيرهم الذين شكلوا حالة سينمائية ناجحة وقت ظهورهم من دون مساعدة من الكبار، ثم توالت عليهم العروض.

ما توقعاتك للمواسم المقبلة؟

تبشّر الحالة السينمائية الراهنة بظهور أبطال جدد من الشباب مختلفين في قدراتهم عن الموجودين حالياً، في ظل تراجع 70% من شباب السينما، وكذلك الكبار، وجميعهم يعيشون «حلاوة روح»، ما عدا بعض المخرجين أمثال محمد خان، داود عبد السيد، وعمرو سلامة الذين أعتبرهم عناصر مهمة ووجودهم ضروري للحفاظ على الحد الأدنى من الاحترام الفني في السوق السينمائي المصري.